حذرت فعاليات سياسية ليبية من مساع يبذلها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية للالتفاف على مبادرة الحوار الليبي-الليبي لتحقيق المُصالحة الوطنية، وتوظيفها لصالح الإسلاميين دون غيرهم. يأتي هذا في الوقت الذي تكثفت فيه التحركات في أكثر من عاصمة عربية وأوروبية لتجميع شمل الليبيين، وصيانة وحدتهم الوطنية. وجاءت التحذيرات على هامش افتتاح جلسات اللجنة التحضيرية لمبادرة الحوار الوطني الليبي بحضور وفود عن المهجرين الليبيين في تونس ومصر التي تواصلت أعمالها أمس بالعاصمة المالطية. وقال أحد المشاركين في جلسات اللجنة التحضيرية لمبادرة الحوار الوطني الليبي في اتصال هاتفي مع "العرب"، إن الغنوشي الذي أوفد صهره رفيق عبدالسلام بوشلاكة إلى العاصمة المالطية للمشاركة في هذه الجلسات، سعى إلى استمالة البعض من المشاركين لدفعهم نحو نقل مقر هذه الجلسات من العاصمة المالطية إلى تونس. وأضاف أن رئيس حركة النهضة التونسية أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المشاركين في جلسات الحوار، وطلب منهم الحضور إلى تونس في العشرين من الشهر الجاري لبحث مجريات الحوار الليبي-الليبي معه. واستغرب المشاركون في هذه الجلسات تدخل الغنوشي في هذه المسألة، فيما ذهب البعض الآخر إلى حد اتهامه بالسعي إلى إفساد هذا الحوار من خلال محاولة الالتفاف عليه وتوظيفه لصالح طرف ليبي دون غيره. وأعرب عدد من المشاركين في هذا الحوار عن خشيتهم من عرقلة الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة، خاصة وأن الغنوشي لا يُخفي انحيازه لطرف ليبي بعينه، أي "إخوان ليبيا" وبقية التيارات الإسلامية المحيطة بهم. وعرضت فاطمة الحمروش، منسقة اللجنة التحضيرية، مشروع مبادرة الحوار الوطني الذي جاء تحت عنوان "استنهاض الهمة لبناء الوطن"، مؤكدة أن "ليبيا سفينة النجاة التي نركبها جميعا: إما أن نتفق على طريقة تعايش سلمي ستقودنا إلى بر الأمان، أو أننا جميعا سنغرق". يشار إلى أن اتصالات الغنوشي شملت قيادات ليبية منها علي عبدالسلام التريكي الذي تولى حقائب وزارية في عهد القذافي، وعبدالحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن، وقائد غرفة ثوار طرابلس، بالإضافة إلى الشيخ علي الصلابي أحد رموز الإخوان في ليبيا. (العرب اللندنية)