قالت صحيفة "العرب اللندنية" ان العلاقات التونسية-المصرية تشهد منذ مدة برودا لافتا يُرجح أن يتحول إلى توتر دبلوماسي قد يُعمق الهوة بين البلدين بسبب استمرار اصطفاف حركة النهضة إلى جانب الإخوان المسلمين، وتصاعد تدخلها في الشؤون الداخلية المصرية. ونقلت عن دبلوماسي عربي قوله "إن غمامة سوداء تُخيم حاليا على العلاقات بين القاهرةوتونس بسبب مواقف حركة النهضة الإسلامية برئاسة راشد الغنوشي التي ساهمت في تسميم الأجواء المُلبّدة أصلا منذ تصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا". وكشف في هذا السياق أن السلطات المصرية "ضاقت ذرعا من التصريحات والمواقف المتكررة لحركة النهضة الإسلامية التونسية التي تتضمن تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية المصرية". وأشار الدبلوماسي لصحيفة "العرب اللندنية" إلى أن السلطات المصرية تحركت على مستوى الجامعة العربية، وأبلغتها احتجاجها الرسمي على استمرار حركة النهضة التونسية في تحريضها ضد مصالح مصر والأمن والاستقرار فيها. وأكد أن جامعة الدول العربية أبلغت في وقت سابق وزارة الخارجية التونسية في مذكرة رسمية "استياء القاهرة من تصاعد وتيرة التدخل السافر لحركة النهضة في الشؤون المصرية". ولفت إلى أن المذكرة التي سُلمت إلى الخارجية التونسية تضمنت "دعوة للسلطات التونسية إلى التدخل لوقف الحملة التحريضية التي تشنها حركة النهضة على مصر"، كما حذرت من انعكاسات ذلك على مستقبل العلاقات الثنائية. وقالت الصحيفة إلى أنها سعت إلى الاستفسار من وزارة الخارجية التونسية حول هذه المذكرة، غير أن الناطق باسمها مختار الشواشي امتنع عن تأكيد أو نفي وجود هذه المذكرة، واكتفى بالإشارة إلى أنه لم "يطلع عليها". وتابع في اتصال هاتفي قائلا "إلى غاية الآن لا أستطيع تأكيد أو نفي مثل هذا الأمر"، بينما رفض مركز الجامعة العربية بتونس التطرق لهذه المسألة بحجة أن مسؤوليه في اجتماع. ويرى مراقبون أن المسألة مرشحة لأن تتفاعل أكثر، لاسيما وأن العلاقات التونسية المصرية تمر منذ مدة بأزمة وصلت إلى حد إقدام القاهرة على سحب سفيرها من تونس. (العرب اللندنية)