بعد ان جدت حادثة الاعتداء على منزل وزير الداخلية بالقصرين عادت الى سطح الاحداث مسالة احكام المراقبة على الارهابيين بالجبال ..هذه المراقبة يبدو انها لم تكن في المستوى المطلوب والدليل التسلل الحاصل ليل الاربعاء ،وهو ما دفعنا للرجوع لتحقيق في الغرض اعدته صحيفة "آخر خبر" منذ اسبوعين كشف من خلاله أهالي قرى محيطة بجبل الشعانبي النقاب عن بعض الأحداث المريبة التي تجري على تخومه من ذلك أنّ العناصر الارهابية ليست محاصرة بل تنزل من الجبل وتحتكّ بالناس وتتزوّد بالمؤونة ثم ترجع أدراجها أو تمضي لتنفيذ مهمات ارهابية. ويشير التحقيق إلى أن ردة الفعل الأمنية كانت بطيئة في كل الحالات التي تم التبليغ فيها عن نزول ارهابيين من الجبل للمدينة من خلال أمثلة عديدة سردها التحقيق. ويشير التحقيق نقلا عن أحد متساكني قرية أولاد مسعود المتاخمة لجبل الشعانبي أن الإرهابيين ينزلون إلى سفح الجبل ويلتقون الأهالي، وأشار إلى أن ذلك حدث "بعد أن انفجر لغم على راع وماشيته. نزل أربعة إرهابيين من الجبل، واتصلوا بزوجة الراعي المصاب ليقدموا لها مبلغ 50 دينارا كتعويض مع عرض بتعويض الشياه التي ماتت بسبب الانفجار، وحين استغاثت المرأة بالجيران، قدم جمع من متساكني القرية وتحدثوا مع الإرهابيين الأربعة الذين شرحوا أن الإصابة وقعت عن طريق الخطأ وأنهم لا يحاربون إلا من وصفوهم بالطاغوت أي الجيش والأمن. وقبل أن يصل الأمن الذي وقع الاتصال به كانوا قد انصرفوا، وكان من بينهم جزائريان وتونسيان، حسب ما سمعه من الحاضرين". ونقل التحقيق أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي يتصل بها الارهابيون بالأهالي، فقد كشف التحقيق عن مصادر أخرى أن الإرهابيين كثيرا ما ينزلون إلى القرى القريبة عند الغروب، ويهددون أهاليها للحصول على الماء والطعام. كما أشار التحقيق إلى أن أحد أمراء الجماعة المتحصنين بالجبل، وهو من أبناء المنطقة تعود النزول كل سبت والاتصال بعائلته، وأن الأمن علم بالأمر لكنه لم ينجح في القبض عليه. وينقل التحقيق عن مصادر أسماها بالإعلامية والمتمثلة في مجموعة المراسلين المحليين لوسائل الاعلام، أنه كثيرا ما ينزل الارهابيون من الجبل مع نزول الليل ويلتقون مع الأهالي ويتحادثون معهم، في محاولتهم لتلميع صورتهم ولا أحد يخبر عنهم، وان الكثير من أبناء الجهة متواجدون بالجبل، وأنه يكفي أن تمنح شابا معطلا عن العمل مبلغا هاما من المال ليلتحق بك، بعدها تصبح مغادرة الجماعة أمرا مستحيلا جزاؤه القتل، لكن الفظاعات الممارسة هناك في الجبل قد تدفع بعضهم إلى الفرار بأية وسيلة، كما هو الحال بالنسبة لفريد البرهومي الذي فوجئ بانتشار ممارسة اللواط بين المقاتلين، وبقسوة أمراء الجماعة وخطرهم، وكذلك الحبيب العمري الذي فر وسلم نفسه لأهالي قرية أولاد مسعود، ولم يلق عليه القبض من قبل الجيش إلا لاحقا. وفي بعض اعترافاته يشير إلى أن الزيارة التي أعدتها القوات المسلحة للصحفيين للشعانبي كان من الممكن أن تتحول إلى مجزرة حقيقية، فقد كان الارهابيون يحاصرون المكان الذي تواجد فيه الوفد، وكان يكفي أن يصدر أمير الجماعة أمرا بإطلاق النار ليبيدوا الجميع بكل يسر". وينقل التحقيق اعترافات ومعطيات أخرى سبق أن اطلع عليها، ومنها أن الإرهابيين نجحوا في التسلل بين معسكرين للجيش والالتفاف على أحدهما من الخلف، وكان يمكن أن تحدث مجزرة جديدة للجنود لولا أن الإرهابيين وجدوهم يؤدون فرائض صلاة العشاء. ويبقى السؤال مطروحا ما صدى ذلك التحقيق لدى مسؤولي الوزارة وهل اخذوا الامر ماخذ الجد ام اعتبروه كلام جرائد