سجّل في الليلة الفاصلة بين الإثنين والثلاثاء هطول كميات كبيرة من الأمطار خاصة بالجهات الشرقية والغربية للجنوب التونسي وتحديدا ولايات قابس وقبلي وتوزر وهو ما تسبب في فيضان عدد من الأودية. وحسب ما أفاد به "الصباح نيوز" المكلف بالإعلام بوزارة التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة فان هذه الفيضانات الحقت اضرارا بشبكة الطرقات والمسالك الريفية وأدت إلى انقطاع السير ببعض الطرقات خاصة الطريق الوطنية 16 الرابطة بين قابس وقبلي على مستوى وادي زقزاو والمسلك الرابط بين منزل الحبيب والحامة وبين الفيحم ووادي الزيتون والمسلك الذي يصل الطريق الوطنية 15بمنطقة الفجيج . وبخصوص انهيار جسر بالطريق الوطنية16 على مستوى وادي الربايع، فقال ان الذي انهار هي روافد الجسر التي قال انها لم تصمد أمام قوة السيول المتدفقة جراء ارتفاع منسوب الأودية وفيضانها مما أدى إلى سقوط ضحايا بشرية...وياتي هذا التصريح بعد ان تردد ان الطريق جديدة التهيئة وان هناك على ما يبدو غش في بناء الجسر. ولمزيد التوضيح اتصلت "الصباح نيوز" بسمير بالطيب المدير الجهوي للتجهيز بقابس، الذي نفى صحة ما تردّد، وقال : ان عدد من الجسور في البلاد لا تتحمّل تدفقا قويا لفيضانات الأودية تحدث بعد 50 أو 100 سنة.. والدولة لا يمكنها أن تبني جسورا أو معابر مائية في كافة الطرقات تكون قادرة على تحمل مثل هذه التدفقات لكلفتها الباهضة.. ولذلك تلجأ الدولة لحلّ فني عبر بناء منشآت مائية في مسالك وطرق قديمة تستجيب لتدفق كميات من مياه الأودية جراء نزول أمطار قوية نسبيا حيث يتم بناء روافد للجسر تكون لينة حتى تكون عملية إزالتها سهلة كلما جدت فياضانات قوية ويبقى الجسر متماسكا" وعن الضحايا البشرية، قال بالطيب ان الوحدات الأمنية والعسكرية وبمعاضدة وحدات الحماية المدنية تواصل البحث عن الضحايا المفقودين جراء سقوط سيارة بالوادي كان على متنها 5 أشخاص وتم إخراج 3 جثث من بينها" وعلى مستوى الطريق الوطنية 1 انقطعت حركة المرور داخل مدينة قابس بسبب تراكم المياه. كما انقطعت حركة المرور بالوطنية 16على مستوى وادي زقزاو ووادي المالح بقبلي. وقال المدير الجهوي للتجهيز منذر ساعي لل"الصباح نيوز" ان روافد جسر المالح الموجود بين قريتي ليماقس ورضوان بالطريق الوطنية 16 جرفتها مياه الوادي، مشيرا إلى أنّ قوّة المياه كانه قوية إضافة إلى هبوب رياح قوية. وأشار إلى أنّ هذا الجسر تمّ إصلاحه سنة 2001نافيا ما تردد حول ان الطريق جديدة التهيئة وان هناك غش في بناء الجسر. أمّا بخصوص طريقة تشييد الجسور، فقال ان وزارة التجهيز وبعد ان كانت تعتمد على دراسات بمفعول رجعي على مدى 10 سنوات أصبحت هذه المدة تتجاوز الخمسين سنة، مضيفا : "قبل بناء الجسور نقوم بدراسة لمعرفة مدى تحمّل الجسور لكميات المياه المتدفقة من الأودية بالاعتماد على معايير مناخية ومائية وجغرافية". وأكّد أنّ الجهة لم تعرف تهاطل كميات مثيلة من الأمطار التي سجلت الليلة الفاصلة بين الإثنين والثلاثاء منذ الستينات وفق ما يؤكّده أهالي الجهة".