بغاية تنشيط السياحة البينية بادرت الخطوط التونسية مؤخرا بتنظيم رحلة تعريفية لبيروت« eductour » لفائدة مجموعة من أصحاب وكالات السفر الأكثر تعاملا مع الناقلة الوطنية إضافة إلى ممثلين عن الجامعة التونسية لوكالات الأسفار وبعض الصحفيين. وخلال 5 أيام التقى ممثلو وكالات الأسفار بنظرائهم اللبنانيين وممثلين عن نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة ببيروت ، كما كانت الرحلة فرصة لزيارة سفيرنا ببيروت حاتم الصائم وكذلك للقاء وزير السياحة اللبناني. وقد تحوّل الوفد إلى عدد من النزل بشمال بيروت وجنوبها قصد الاطلاع على الخدمات المقدمة والتعرف عن قرب على الأوضاع التي تعيشها لبنان خاصة لقربها من سوريا والتي تشهد أوضاع أمنية وسياسية متدهورة إضافة إلى ما يتداول حول الوضع الأمني والسياسي بلبنان الذي يتصف بالاضطراب وتهدف هذه الزيارة كذلك الى التعريف بالسياحة التونسية وتشجيع أصحاب وكالات الأسفار اللبنانية على إدماج الوجهة التونسية ضمن برامجهم السياحية إضافة إلى أن هذه الرحلة توفر معطيات إضافية شاملة حول الوجهة اللبنانية بالنسبة لأصحاب وكالات الأسفار التونسية حتى يستطيعوا بيع الوجهة من خلال الاطلاع على المناطق السياحية والأثرية بها. سفير تونسببيروت وكانت الزيارة فرصة للقاء سفير تونسببيروت حاتم الصائم الذي أكّد استقرار الوضع في لبنان وتشجيعه على اعتبار الوجهة التونسية وجهة سياحية قارة. وقال حاتم الصائم انه لا علاقة مباشرة له بترحيل الشباب التونسي الذي ذهب للجهاد بسوريا وأضاف في تصريح لل"الصباح نيوز" بمقر إقامته ببيروت ان هؤلاء الشباب يتوجهون لسوريا عبر دول أخرى. وقال ان السلطات اللبنانية سمحت بترحيل التونسيين المقيمين بسوريا بطريقة قانونية والذين يدخلون التراب اللبناني، قائلا انها قامت بتمرير التونسيين عبر حدودها من خلال تسهيل إجراءات العبور. وبيّن أنه وبعد ازمة سوريا وعدم وجود تمثيلية دبلوماسية بها اصبحت السفارة التونسيةببيروت مهتمة رسميا بشؤون الجالية التونسيةبسوريا. وقال : "نحن بصدد متابعة أوضاع جاليتنا التونسيةبسوريا بطرقنا الخاصة.. ونراعي مصالحها ونحاول أن نستجيب لمطالبها عبر مدها بجوازات السفر والوثائق الادارية التي تتطلبها واحيانا ترحيلها على نفقة الدولة التونسية ان استوجب الأمر ذلك أو كان بطلب منهم... وفي هذا الإطار قمنا بترحيل عدد كبير منها" هذا وتم تعزيز السفارة التونسيةببيروت بمكلف بملف الجالية التونسيةبسوريا. وبخصوص الجالية التونسيةبلبنان، قال انها تتراوح بين 1200 و1500 منهم مقيمين قدموا منذ زمن للمشاركة في تحرير فلسطين او القدس ومساندة التيارات النضالية اللبنانية إضافة إلى جالية قدمت منذ سنوات وتزوجت بلبنانيين وأخرى متواجدة وفق عقود شغل مع شركات او منظمات دولية. وزير السياحة اللبناني ولدى لقاء أصحاب وكالات الأسفار بتونس وزير السياحة بلبنان ، أجمعوا على ضرورة مراجعة مسألة الحصول على "الفيزا" وتسهيل الإجراءات أو البحث في مسألة إلغائها، الطلب الذي كانوا توجهوا به أيضا للصائم الذي قال انه سينظر في الموضوع مع المعنيين بالأمر. وقال وزير السياحة انه سيعمل ما بوسعه مع الجهات المكلفة في الغرض للنظر في الموضوع. وأشار الوزير في لقائه ب"الصباح نيوز" إلى أن الوزارة بصدد البحث عن طريقة تعاون مع نظيرتها التونسية بهدف تشجيع السياحة للوجهتين، مؤكّدا أن الوضع الأمني والسياسي في بيروت لا يدعو للقلق. المندوب العام للخطوط التونسية وقال لسعد الزرقاطي المندوب العام للخطوط التونسية لل"الصباح نيوز" ان الناقلة ستنظر في مطالب أصحاب وكالات الأسفار التونسيةواللبنانية، مشيرا إلى أن الناقلة وفي وجهتها لبيروت تأخذ بعين الاعتبار في توقيت رحلاتها المبرمجة توقيت رحلات "الحرية السادسة" والقادمة خاصة من وجهات إفريقية وتتخذ من الخطوط التونسية ناقلة لهم للبنان. وأضاف أنّ الخطوط التونسية قامت بنقل حوالي 22109 مسافرا سنة 2013 بعدد مسافرين أجانب قادمين من بلدان أخرى إلى تونس ومن ثم يسافرون عبر الخطوط التونسية بعدد 9892 مسافرا، مشيرا إلى أنه وفي سنة 2012 تم نقل 26589 مسافرا . وأرجع هذا الترااجع في العدد الجملي للمسافرين إلى نقص المسافرين من لبنان إلى تونس الذي انخفض إلى النصف تقريبا ليكون السنة الماضية بعدد 2911 مسافر. وبخصوص عدد الرحلات المبرمجة على خط تونسبيروت، فقال انه وانطلاقا من شهر أفريل وإلى غاية أكتوبر يقع تنظيم 3 رحلات أسبوعيا ذهاب وإياب أما بالنسبة لبقية السنة فيتم تنظيم رحلتيْن اسبوعيتيْن. لقاءات ثنائية هذا وقد جرت لقاءات ثنائيةB2B في مقر نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة ببيروت بين أصحاب وكالات الأسفار التونسيةواللبنانية تبادلوا فيها المعلومات وطرحوا فيها مشاغلهم أمام ممثلين عن الخطوط التونسية ورئيس نقابة السياحة بلبنان وممثل عن الجامعة التونسية لوكالات الأسفار. وأجمع أصحاب وكالات الأسفار التونسية على انّ الوضع الأمني بالبلاد متجه نحو الاستقرار وأنّ الوضع السياسي تحسّن خاصة بعد التوافق على دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة ومحايدة عن جميع الأطراف، داعين الناقلة الوطنية إلى مزيد النظر في توقيت الرحلات باتجاه بيروت معتبرين أن توقيت السفر من تونس في اتجاه بيروت يكون في ساعات جد مبكرة من الصباح. ومن جانبهم، دعا أصحاب وكالات أسفار لبنانية إلى تخفيض سعر تذاكر الرحلات في اتجاه تونس، وشدّدوا على ضرورة التعاون بين الجانبين التونسيواللبناني بهدف دعم السياحة في البلدين باعتبار ما يتميز به الشعبيْن والتقارب الكبير بينهما. رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر ببيروت أمّا رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة ببيروت جون عبود فتساءل في تصريح لل"الصباح نيوز" عن مدى استقرار الوضع الأمني والسياسي في تونس، معبّرا عن رغبته في ان تعود إلى الاستقرار. وبخصوص الوضع في لبنان، فأكّد ان المسؤولين بلبنان بصدد العمل من أجل إعادة الثقة في الوجهة اللبنانية لما تتميز به السياحة هناك من تنوع (سياحة ثقافية، ترفيهية،..) وقال انه منذ حوالي 6 أشهر كان الوضع بالبلاد مزريا ولكن بعد الاتفاق السياسي الذي حصل في البلاد تحسنت الأوضاع وسجلت قفزة نوعية وتحسّن الوضع الامني. وللإشارة فإنّ "الصباح نيوز" ووفق ما عاينته في لبنان فان الوضع كان مستقرا وآمنا مع تواجد أمني مكثف في عدد من المناطق. واعتبر عبود ان الموسم السياحي الصيفي سيشهد اقبالا لعدد من السياح الأجانب للبنان. ودعا المسؤولين التونسيين إلى الاطلاع عن كثب على الوضع بلبنان، التي قال انها مستعدة لاستقبال السياحي وتوفير الأمن لهم وبالبلاد. "أبو علي التونسي" وبالنسبة لحسان داهر صاحب وكالة أسفار "فايف ستار" والملقب بأبي علي التونسي، فقال في تصريح لل"الصباح نيوز" انه دأب على اعتبار الوجهة التونسية كوجهة قارة لحرفائه منذ 15 سنة لما تتميز به تونس من مناطق خلابة، مضيفا : "لقد بلغت عدد الرحلات إلى تونس التي نظمتها منذ 5 سنوات 10 رحلات ذهاب وإياب للوجهتين التونسيةواللبنانية" وأشار أبو علي التونسي إلى أنه ومنذ اندلاع شرارة الثورة بتونس أصبح اللبنانيون يخافون التحول لتونس وكذلك العكس بالنسبة للتونسيين الذين يخافون من الأوضاع بلبنان، مؤكدا ان موفى السنة الماضية قام برحلة إلى تونس ضمت 120 سائحا لبنانيا في الوقت الذي كانت الوجهة التونسية تعرف عزوفا أما ضبابية الوضع السياسي والتهديدات الأمنية. واعتبر ان اللقاءات الثنائية التي جرت بين أصحاب وكالات الأسفار التونسيينواللبنانيين كانت فرصة للتأكيد على أن الأوضاع في البلديْن لا تمثل خطرا على السياح، داعيا كذلك الناقلة الوطنية لتخفيض أسعار الرحلات الجوية أمام المنافسة المطروحة من قبل عدد آخر من الناقلات، كما دعا المسؤولين بتونس إلى مراجعة أسعار النزل لمنافسة وجهات أخرى لها أكثر إشعاعا ببيروت مثل اسطنبول. وختم قائلا : "اليوم إذا لم يكن هناك لبناني يزور تونس والعكس بالعكس فإن هذا سيكون إجراما في حق السياحة".