ألقى اليوم الخميس رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي كلمة بمناسبة الذكرى 58 لانبعاث الجيش الوطني. وترحّم المرزوقي على أرواح الشهداء، الذين قدّموا أنفسهم قربانا للوطن، على حدّ تعبيره، وهم على التوالي : العقيد الطاهر العياري الرائد يوسف الدريدي النقيب نزار المكشر الملازم مختار مباركي الملازم الصادق الذوادي الوكيل أعلى علي المي الوكيل أعلى رابح العوادي العريف أول لطفي العوادي العريف أول عبد العزيز الظاهري العريف أول هشام المشرقي العريف وليد الحاجي العريف ماهر القاسمي العريف الهادي المسعدي العريف طارق عثماني العريف مروان مشي العريف الأزهر الخضراوي الرقيب أول ياسين الهيشري الرقيب أول شوقي خليفة الرقيب ماهر عمار وقال ان المؤسسة العسكرية بقيت مؤسسة جمهورية في جوهرها، ومبادئها وعقيدتها، وملتزمة بالشرعية القانونية وبحيادها حيث مثّلت هذه الخصوصية سبب نجاح القوات المسلحة التونسية في القيام بمهامها على النحو الذي يرتضيه الواجب الوطني وتطلعات المجتمع. وأضاف : "ولقد كان للجيش الوطني موعد آخر مع التاريخ حين لبّى نداء الواجب، لحمايةً الثورة، ثورة مثّلت مرحلة جديدة مفصلية في تاريخ تونس الحديث. وقد اضطلع خلالها الجيش الوطني بدور بارز في حماية البلاد والعباد وتأمين مختلف مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسير العادي للحياة بشكل عام، وكذلك انتخابات المجلس الوطني التأسيسي...ولا زال له دور كبير في تأمين الانتخابات المقبلة التي ستنهي المرحلة الانتقالية وتضع نهائيا أسس الدولة الديمقراطية ناهيك عن دوره المقدس في حماية حدودنا ومنع الجماعات الارهابية من النجاح في مخططها الجهنمي : إفشال بقية المسار الانتقالي ومنع قيام الانتخابات و انتصاب الدولة الديمقراطية" ومن جهة أخرى، بين المرزوقي ان البلاد تعرف أوضاعا أمنية واجتماعية واقتصادية صعبة، بفعل التحولات الحاصلة، في الداخل وفي المنطقة، وما ترتب عنها من تحديات. ولعل أبرزها تلك التي تهدد أمن بلادنا في هذه المرحلة الدقيقة من حيث الحجم والنوعية وهي الإرهاب والتهريب والجريمة المنظّمة فضلا عن ظاهرتي الفقر والبطالة، وأحسب أنهما من الأسباب التي ساهمت في هذه الظواهر الخطرة، مستهدفة بذلك الأمن والاقتصاد والصحة والسياسة والثقافة والحضارة والمجتمع. واعتبر إن مواجهة هذه المخاطر والظواهر والتغلب عليها لحماية مكاسب الثورة من تبعاتها لن يكون إلا بإرساء منوال تنموي بديل وشامل، كفيل ببناء مجتمع مدني متماسك، وناهض بنفسه، ودولة ديمقراطية آخذة بأسباب العدل والعمران، وضامنة لعوامل الأمن والاستقرار. وشدّد المرزوقي على ضرورة تعبئة الموارد الوطنية كأمر ضروري لتوفير ما تحتاجه المؤسسة العسكرية من تجهيزات ومعدات، تحقيقا لنجاعة الوحدات البرية والبحرية والجويّة في مجال التوقّي والتدخّل لمجابهة الأخطار، فضلا عن التكوين الذي يشكل حجر الزاوية في المنظومة العسكرية. كما أشار إلى التعاون الدولي في المجال العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة، والذي يساهم تطوير القدرات العملياتية وخاصة في باب التكوين والتدريب والصناعة العسكرية.مضيفا : "أمام غزارة عطائكم وتضحياتكم الجسام، فإنه من واجب الدولة والمجموعة الوطنية أن تشد أزركم، وذلك بمزيد دعم وتطوير الإحاطة الاجتماعية في مجال السكن العسكري والصحة العسكرية والنقل العسكري، فضلا عن تقديم العون المادي والرعاية الصحية والنفسية لعائلات وأبناء العسكريين الذين استشهدوا فداء للوطن، وذلك رفعا لمعنويات جيشنا الأبي واحتراما لمكانته ودوره في المجتمع". كما دعا المؤسسة العسكرية للمثابرة وملازمة اليقظة في أداء واجبهم بكل إخلاص وتفان، وفاء لنظامنا الجمهوري، وذودا عن الوطن ودعما لعزته ومناعته، وحماية لثورته، وتزكية وتخليدا لأرواح الشهداء، وتأمينا للانتقال الديمقراطي. وقال رئيس الجمهورية المؤقت : "اعتبارا لما يمتلكه شبابنا من قدرات ومؤهلات ، فهو مدعو إلى الإقبال على أداء الخدمة الوطنية بكل تلقائية، بما يجسم المواطنة في أسمى معانيها لذلك ندعو شبابنا إلى الانخراط في جيشنا الأبي لا لأنه حامي الحمى ولكن لأنه أيضا مدرسة القيم التي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إليها لبناء وطن نفاخر به ويفاخر بنا".