أشرف اليوم الإثنين المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت على الاحتفالات بالذكرى 57 لعيد الجيش الوطني ،ا الملف ويندمل الجرح نهائيا. وذلك بحضور كلّ من مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي وعلي العريض رئيس الحكومة. وقال المرزوقي بالمناسبة إنّ تونس تحتفل اليوم بكل فخر بالعيد السابع والخمسين لولادة الجيش، واستعرض قائمة شهداء وجرحى الجيش الوطني مضيفا : "ينقصنا لاكتمال الفرحة العقيد الطاهر العياري والملازم الصادق الذوادي والملازم مختار المباركي والعريف الأزهر الخضراوي والرقيب وليد الحاجي الذين استشهدوا خدمة لهذا الوطن ..وينقصنا في هذا الاحتفال الذي نريده رغم كل شيء بهيجا الذين جرحوا في معارك الذود عن حياض هذا الوطن ...ينقصنا الوكيل أعلى صلاح الدين العلوي والوكيل أول مصطفى المعلاوي والوكيل محسن بن جنات والوكيل عماد النوالي والرقيب أول رشيد ابراهيمي والرقيب علي العمري والرقيب قيس الزراعي والتلميذ رقيب علاء الدين الشارني والوكيل أعلى محمد الشمنقي والرقيب أنيس العابدي والعريف أول مراد الزايدي والرقيب أول وسيم البوهالمي والرقيب أول شكري العياري". وقدّم المرزوقي من وجهة نظره تعريفا بالجيش الوطني، وقال : "هو الذي حمى هذه الدولة منذ نشأتها من معارك رمادة إلى معارك بنزرت ...هو الذي ساهم في البناء والإعمار منذ بداية معركتنا ضد التخلف مباشرة بعد الاستقلال ...هو الذي حمى الثورة المباركة عند اشتعالها لاعبا أبرز دور في حماية البلاد والعباد ..هو الذي حمى ظهر الثورة الليبية التي حمت ظهرنا وهو الذي ساهم في تقديم الخدمات لمئات الآلاف من اللاجئين وتوفير كل المستلزمات لحسن استقبالهم ورعايتهم بمخيم الشوشة ...هو الذي تكفل هذه السنة بنقل مساعدات إنسانية للأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة واللاجئين السوريين المقيمين بالمخيمات على الأراضي التركية والأردنية وكذلك لمتضرري الفيضانات بجمهورية النيجر ...هو الذي سهر على حسن سير مختلف الامتحانات والمناظرات الوطنية وتأمين المحاصيل الزراعية ومقاومة الحرائق الغابية المتعددة ونجدة منكوبي الفيضانات والثلوج التي اجتاحت مناطق الشمال الغربي وإنقاذ العديد من الذين تعمدوا الهجرة غير الشرعية والمشاركة إلى جانب الهياكل الوطنية في عملية مقاومة التهريب وحماية أعوان المراقبة الاقتصادية بالأسواق البلدية والأسبوعية بالعاصمة وداخل الجمهورية ...هو الذي حمى ولا يزال الانتقال الديمقراطي عندما حفظ أمن البلاد الداخلي والخارجي وعندما وضع امكانياته لتسهيل العملية الانتخابية وعندما تمسك بالشرعية وعندما عامل بالازدراء صراخ بعض غير المسؤولين الذين طالبوه بالانقلاب عليها وهو أول حماتها...هو الذي يقاتل اليوم المجموعات الإرهابية التي تدعي تغيير نمط حياة التونسيين بالإكراه والعنف ولا تستحي من رفع السلاح في وجه شعب مسلم ونظام شرعي وجيش شعبي وأمن جمهوري وحكومة وطنية ". المرزوقي :سيد القوم خادمهم وأكّد المرزوقي أنّه طوال السبعة وخمسين سنة و المؤسسة العسكرية متمسكة بمبادئها وعقيدتها، ملتزمة بالشرعية القانونية وبحيادها، بعيدة عن الصراعات السياسية لم تتوقف عن العطاء، وأضاف : "صحيح ان سيد القوم خادمهم لكنه أيضا من يعطي المثل لا من يعطي الأوامر...وفي هذا المضمار يمكن القول أنه لا مؤسسة أعطت المثل طوال وجودها قدر الجيش الوطني." كما بيّن أنّ الجيش لا يتباهى ، لا يدعي تمايزا أو مزية ...ملتزما أبلغ الصمت خاصة عندما مقارنته بصراخ من جعلوا شعارهم ''الحقوق حقوقي أما الواجبات فواجباتكم .'' وأكّد المرزوقي كذلك تضامنه مع مؤسسة الجيش وكذلك إدانته المطلقة للهجومات الشخصية التي استهدفت أعلى إطاراته وقيادته، مجدّدا ثقته التامة في مواصلة المهمة الكبرى التي اضطلع بها الجيش دون كلل وحتى دون وعي ألا وهي مواصلة وظيفته كقدوة لشعب بأكمله. وقال : "أنتم رأس الحربة الى جانب قوات الأمن الداخلي، في عمليات التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة ولجميع أشكال المساس بسلامة التراب الوطني . ومن ثمة نحن واعون بواجبات الدولة والمجتمع تجاهكم حتى وإن كانت الأنفة الطبيعية المغروسة فيكم وصمتكم النبيل وتعودكم على التضحية يمنعونكم من المطالبة بها...يجب على الدولة أن تحسن من ظروف عملكم المهنية بتمكينكم من العتاد الضروري للقيام بالمهام الخطيرة الصعبة التي هي حياتكم اليومية ويجب تعزيز القدرات العملياتية في كافة الاختصاصات العسكرية ". المرزوقي يدعو إلى تحسين وضعيات العسكريين ودعا إلى ضرورة تفعيل هيئة الضباط المدرسين الباحثين للتعليم العالي العسكري ، حتى تدعم التكوين والدراسات والبحوث المتعلقة بالاختصاصات العسكرية .. يجب على الدولة تحسين الظروف الاجتماعية لأن الفقر الذي تعاني منه بعض شرائح الجنود وضباط الصف وحتى الضباط أمر غير مقبول . كما شدّد المنصف المرزوقي على ضرورة حماية سمعة الجيش وسمعة قياداته من الذين يسعون للإرباك والتشكيك والتحقير أو من يطالبونه بالخروج على الشرعية وعلى القضاء التكفل بكل القضايا التي يتضح أن أطراف سياسية استغلت أسوأ استغلال حرية تعبير نحن من اشد المتمسكين بها ، إضافة إلى إنهاء مأساة الضباط والجنود الذين تعرضوا للقمع والطرد تحت النظام البائد ليغلق هذا الملف ويندمل الجرح نهائيا.