يعتبر المنتخب الفرنسي على غرار الكثير من المشاركين في كأس أوروبا 2012 من دون هوية واضحة فإما أن يقوم بعمل ناقص وإما أن يكون حصانا أسود في البطولة القارية. ولم يعرف "ديوك" المدرب لوران بلان طعم الهزيمة في 18 مباراة متتالية بما فيها الفوز وديا على أنقلترا والبرازيل وألمانيا، لكن المنتخب الفرنسي يقبع في أدنى تصنيف عالمي له منذ سبتمبر 2010 هو السادس عشر خلف ساحل العاج وأمام السويد. لكن تأهل فرنسا إلى الأدوار النهائية لم يكن بالأمر اليسير فقد خاضت صراعا كبيرا مع البوسنة قبل أن تتمكن من خطف بطاقة التأهل المباشر بفضل تعادل ايجابي 1-1 في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة كان بطله سمير نصري الذي حصل على ركلة جزاء قبل 12 دقيقة من نهاية اللقاء ترجمها بنفسه. وتأهلت فرنسا، بطلة أوروبا مرتين عامي 1984 و2000، للمرة السادسة على التوالي إلى النهائيات القارية، وأوقعتها القرعة في المجموعة الرابعة إلى جانب أوكرانيا، إحدى الدولتين المنظمتين، وأنقلترا والسويد. وعاش المدرب لوران بلان تقلبات منتخب فرنسا الذي بلغ نهائي مونديال 2006 في ألمانيا بقيادة زين الدين زيدان وخسره أمام ايطاليا بركلات الترجيح، قبل أن يخرج من الدور الأول في كأس أوروبا 2008 بتعادل سلبي أمام رومانيا وهزيمتين أمام هولندا (1-4) وايطاليا (0-2). وتكرر مشهد الخروج من الدور الأول أيضا في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا أمام عيني مدرب فريق بوردو بنفس الطريقة وبنتائج مشابهة: تعادل سلبي مع الأوروغواي ثم هزيمتين أمام المكسيك (0-2) والدولة المضيفة (1-2).
مخاوف السقوط المبكر ويخشى بلان الذي استلم مهامه بعد نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 ولا يملك في الوقت الحالي لاعبين من طينة زيدان، من السقوط المبكر، وهو لا يبدي تفاؤلا كبيرا بحظوظ منتخبه، ويرى أن ليس بإمكان "الديوك" المنافسة مع المنتخبات الكبرى في القارة العجوز. ونجح بلان، بطل مونديال 1998 البالغ من العمر 45 عاما، منذ استلامه هذه المهمة في إعادة ثقة المشجعين بالمنتخب بعد كل ما رافق مشاركته المونديالية من لغط وتمرد للاعبين، لكنه يرفض الإفراط في تفاؤله بحظوظ بلاده في البطولة القارية. وقال بلان مؤخرا لصحيفة "ليكيب": "بعد ما حصل في جوان 2010، قلنا بأنه يجب علينا استعادة شيء من التواضع. يجب أن لا نبالغ في تطلعاتنا. نحن لسنا ذاهبين إلى كأس أوروبا لفعل أي شيء". وتابع: "لم يكن التطور بالسرعة التي أردناها لكننا قطعنا شوطا كبيرا وكبيرا جدا. يجب أن نكون أكثر ثباتا. بعض المنتخبات بإمكانها أن تحقق الفوز بغياب ثلاثة أو أربعة لاعبين مهمين، أما نحن فلا نستطيع فعل ذلك. يبدو أن لدى الناس ضعف ذاكرة وقصر نظر وعلى الجميع محاولة تحليل الأمور بشكل أفضل". وأضاف: "يريدوننا أن نبني منتخبا يضم لاعبين رائعين في غضون 15 شهرا وأن نلعب بنفس مستوى هولنداوألمانيا وإسبانيا. هذا أمر مستحيل. لا يمكننا شراء منتخب يلعب كرة جميلة من السوبر ماركت لان هناك بعض الأمور التي يجب تحسينها والهدف بالنسبة إلينا كان التأهل إلى كأس أوروبا وقد حققنا ذلك".
غيابات وأطماع وسيحاول بلان، بطل أوروبا مع منتخب بلاده عام 2000 على حساب ايطاليا، تقديم أفضل ما لديه خصوصا انه لا ينوي تمديد عقده للإشراف على المنتخب إذا قدم الأخير عرضا مخيبا. ويغيب عن التشكيلة بشكل خاص المدافعان بكاري سانيا (آرسنال الأنقليزي) بسبب إصابته بكسر في القدم وإريك أبيدال (برشلونة الإسباني) الذي أجرى عملية زرع كبد، إضافة إلى لاسانا ديارا (ريال مدريد الاسباني) وأبو ديابي (آرسنال) وجبريل سيسي (كوينز بارك رينجرز) ولوي ساها (توتنهام) وجيريمي ماتيو (فالنسيا الإسباني). وتضم التشكيلة الفرنسية لاعبين في أشهر الأندية في العالم مثل كريم بنزيمة (ريال مدريد) وباتريس إيفرا (مانشستر يونايتد) وفرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) وغايل كليشي وسمير نصري (مانشستر سيتي)، ولوران كوسيلني (آرسنال) وفلوران مالودا (تشيلسي) وفيليب مكسيس (ميلان الايطالي). لكن بلان يبقى على تفاؤله الحذر خصوصا في ما يتعلق بالمباراة الأولى ضد أنقلترا وهو يعيد إلى الذاكرة جملة شهيرة ملخصها "منذ عام 2006 لم نكسب مباراة افتتاحية في بطولة دولية.