وقَّع وزير الدفاع القطري اللواء حمد بن علي العطية اتفاقًا لشراء بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية ومروحيات أباتشي القتالية، في إطار صفقة سلاح تقارب قيمتها 11 مليار دولار خلال مراسم جرت في واشنطن عقب محادثات مع نظيره الأمريكي تشاك هيغل، حسبما أعلن مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأمريكية. وأكَّد المسؤولون أنَّ قطر ستحصل في إطار الصفقة على نحو 10 أجهزة رادار و34 نظام صواريخ باتريوت لاعتراض أي صواريخ هجومية، إضافة إلى 24 مروحية أباتشي القتالية وصواريخ "غافيلين" المضادة للدبابات. وأضافوا أنَّ قطر قرَّرت شراء أنظمة الدفاع الصاروخية لمواجهة أي تهديد لمنطقة الخليج من إيران التي تمتلك ترسانة صاروخية. وتعتبر تلك أكبر صفقة أسلحة تُبرمها الولايات المتَّحدة منذ بداية العام 2014 وتأتي فيما تدرس قطر عروضًا لشراء طائرات مقاتلة تتنافس فيها شركة بوينغ الأمريكية مع شركات دفاع بريطانية وفرنسية. ووصف مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاتفاق بأنَّه "مؤشر جيد" لاحتمالات اختيار قطر للشركة الأميركية لشراء المقاتلات. وذكر المسؤول أنَّ الولايات المتَّحدة تريد الاحتفاظ بدورها المزود المفضل للدفاع بالنسبة لقطر ودول الخليج الأخرى. وأكَّد أنَّ صفقة الأسلحة ستُعزِّز العلاقات الأمنية والدبلوماسية الأمريكية مع قطر رغم بعض الخلافات بين البلدين حول سورية ومساعدة قطر لعدد من الجماعات المسلّحة التي تقاتل في سوريا والتي تعتبرها واشنطن متطرّفة. وفي أواخر جوان الماضي دارت أحاديث عن شبه اتفاق بين باريسوالدوحة على شراء قطر 72 طائرة فرنسية من طراز "رافال"، على خلفية الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى باريس. وقالت مصادر "إنَّ سعر المقاتلة الفرنسية يتراوح بين 80 و110 ملايين يورو، ولكن المفاوضات مع الجانب القطري دارت حسب المصادر على نسخة أكثر تطورًا من النسخة التي عرضت على البرازيل وعلى المغرب في 2010، ما يرفع كلفة الطائرة إلى نحو 119 مليون يورو". وتملك قوات قطر الجوية سربًا من 12 طائرة ميراج -2000، وتسعى الدوحة إلى تطوير جيشها الصغير سعيًا لمنافسة السعودية كقوة يُعتد بها في منطقة الخليج النفطية. ويحظى النظام القطري بدعم غير محدود من قبل الولاياتالمتحدة، كما يحافظ على علاقات جيدة مع إسرائيل، وهي روابط أتاحت له الفرصة في لعب دور في التغيرات الراديكالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في أعقاب ثورات ما عُرف ب"الربيع العربي". وتتواصل الولايات المتَّحدة مع عدة دول في المنطقة بينها قطر لكسب التأييد وطلب المشورة بشأن أفضل سبل إنهاء التوتُّر في الشرق الأوسط بما فيها الهجمات الصاروخية المتبادلة في الآونة الأخيرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس الفلسطينية على طول الحدود مع قطاع غزة. وترفض الإدارة الأمريكية التفاوض بشكل مباشر مع حماس التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية. (وكالات)