جدّت ليلة أمس الاربعاء عملية ارهابية استهدفت جنودنا البواسل في منطقة التلة من جبل الشعانبي بولاية القصرين وأدى إلى استشهاد 14 عسكريا وجرح 22 آخرين في حصيلة أولية أعلنت عنها وزارة الدفاع الوطني صباح اليوم وكانت "الصباح نيوز" نشرت قائمة في أسماء بعضهم. ويطرح توقيت وتاريخ تنفيذ هذه العملية تساؤلات عدة خاصة وأنها تزامنت مع موعد الإفطار وفي الثامن عشر من شهر رمضان قبل يومين من الذكرى الاولى للعملية الإرهابية التي جدت رمضان الماضي بالشعانبي واستهدفت قافلة عسكرية. وفي هذا السياق، أفادنا العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي الأسبق لوزارة الدفاع الوطني أنّ ما حصل امس عمليتيْن إرهابيتيْن استهدفا نقطتيْ تفتيش للجيش الوطني كانتا متمركزيْن في عمق جبل الشعانبي حيث تم اختيار التوقيت بعناية، مؤكّدا ان العملية منظمة ومرتبة وتم الإعداد لها بعد ان قامت المجموعة الإرهابية باستطلاع المكان منذ مدة والتعرف على مكان تمركز الجيش وتوقيت تواجدهم بها. كما اعتبر ان الهدف من هذه العملية "الجبانة" إرباك مسيرة تنظيم الانتخابات القادمة وضرب معنويات الوحدات الأمنية والعسكرية وتبليغ رسالة تحدّي تؤكّد تواجدهم المتواصل في جبل الشعانبي على إثر التصريحات الأخيرة التي أعلن خلالها تنظيف جبل الشعانبي من الإرهابيين. أمّا في ما يتعلق باستعمال الأسلحة من نوع "ار بي جي" من قبل المجموعة الإرهابية، فأشار بن نصر إلى ان هذا النوع من السلاح يستعمل ضدّ المدرعات والأماكن المحصنة ولا يستعمل ضد الأفراد، مضيفا : "استعمال هذا النوع من السلاح يؤكّد أن المجموعة أرادت ان تقتل أكثر عدد ممكن من العسكريين.. وهذا تشفي وردّ فعل قوي". ومن جهة أخرى، قال بن نصر : "قبل شهر رمضان المعظم حذّرنا من إمكانية وقوع عمليات ارهابية استعراضية نوعية حتى تؤكّد المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال وجودها".