لئن شهدت سفوح الشعانبي حالة تامة من الهدوء منذ صباح أول أمس بعد ساعات من القصف الجوي والمدفعي العنيف فان اعماق الجبل تعرف تحركات كثيفة للآليات والمدرعات والدبابات والجرافات الثقيلة من خلال تواصل تقدم الزحف البري بحذر وثبات نحو معاقل وأوكار المجموعات الارهابية المتحصنة بمرتفعات الجبل منذ أشهر. ورغم التكتم الكبير وشح المعلومات المتوفرة عن تفاصيل العمليات العسكرية الجارية فإن ما وصلنا من تسريبات يؤكد ان الوحدات الخاصة للجيش الوطني نفذت أول أمس وأمس عمليات انزال في بعض المواقع الوعرة التي يشتبه ان عددا من الارهابيين يتخذونها مقرات لمخيماتهم وان «كوموندوسا» اقتحمها لكن لم يجد فيها الا بعض الاغراض والاثارا التي تدل على انهم كانوا الى وقت قريب يتخفون فيها ثم فروا منها. كما بلغنا من مصادر مطلعة من خلال تسريبات ميدانية ان احدى الوحدات مدعمة بغطاء جوي من المروحيات الهجومية بلغت صباح أمس مشارف أحد المعسكرات التي كان الارهابيون يتخذوها كقاعدة لعملياتهم واكدت عمليات الاستطلاع والرصد ومنظومة المراقبة التي تغطي كامل المنطقة العسكرية المغلقة بالشعانبي انها شهدت سابقا تحركات لبعض العناصر الارهابية ومن المنتظر ان يكون «الكوموندوس» قد اقتحمها امس ..من جهة اخرى واصلت كاسحات الألغام وفرق الأنياب المدربة على كشف المتفجرات التقليدية تمشيطها لبعض محاور الجبل تمهيدا لتقدم الوحدات البرية الزاحفة نحوها وانها قامت بتفكيك عدد من الألغام التي زرعها الارهابيون لكن لم يتحدد توقيت وضعها لأن مرتفعات الشعانبي عرفت مساء الثلاثاء الماضي نزول كميات كبيرة من الامطار ازالت كل اثر حديث بمسالكه ..