قتل عشرة اشخاص بعد منتصف ليلة الاثنين في قصف من قوات النظام على مدينة دير الزور في شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان ان عشرة مواطنين "استشهدوا اثر سقوط قذائف هاون على حي الجبيبلة في دير الزور بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء وبينهم طفلة.
كما افاد المرصد عن تعرض بلدة حريتان في محافظة حلب (شمال) لقصف منذ صباح الثلاثاء من القوات النظامية "التي تحاول اقتحامها بعد ان تكبدت خسائر بالارواح والمعدات خلال الايام الفائتة اثر اشتباكات على مداخل البلدة" مع مجموعات مقاتلة معارضة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان عددا كبيرا من المنازل تهدم بسبب القصف، وتسجل حركة نزوح للأهالي هذا الصباح. في هذا الوقت، كانت الاتصالات الهاتفية لا تزال مقطوعة حتى ساعة متأخرة من ليل امس مع مدينة الحفة في محافظة اللاذقية (غرب) التي تعرضت على مدى سبعة ايام لقصف من قوات النظام اثار ردود فعل دولية منددة. وقال ناشطون الاثنين ان "المدينة محاصرة" وبحاجة الى علاجات ومواد طبية، و"لا يوجد سوى طبيب واحد في المدينة" يساعد المصابين. واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في بيان نشره مكتبه الى "معلومات عن حشد قوات حكومية حول مدينة الحفة". وشدد على "اهمية تمكين بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا من دخول المدينة وطالب المجلس الوطني السوري المعارض من جهته في بيان صدر عنه ليلا "المنظمات الانسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي بالتوجه مباشرة الى حمص والحفة لادخال المواد الطبية والغذائية وتجنب كارثة انسانية كبيرة وشيكة الوقوع". ودعا "الشعب السوري وجيشه الحر بالتحرك العاجل لنجدة أهل حمص الأبية والحفة المحاصرة لفك الحصار عنهما"، متهما النظام ب"تنفيذ سياسة التهجير الطائفي". وقد تعرضت مدينتا القصير والرستن في محافظة حمص واحياء عدة في مدينة حمص (وسط) الاثنين لقصف تسبب بسقوط مزيد من القتلى. وبلغت حصيلة ضحايا اعمال العنف في كل انحاء سوريا الاثنين 111 قتيلا بينهم 79 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتحدث المجلس الوطني عن "تصعيد وسياسة ترويع وارهاب السوريين الى مستوى لم يسبق له مثيل" يقوم به النظام السوري. وافاد تقرير للامم المتحدة نشر اليوم الثلاثاء ان القوات السورية قامت باعدام اطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم "دروعا بشرية" خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. وادرجت الاممالمتحدة الحكومة السورية من بين الاسوا على قائمتها "السوداء" السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها اطفال للقتل او التعذيب او يرغمون على القتال. وتقدر مجموعات حقوق الانسان ان قرابة 1200 طفل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 15 شهرا ضد نظام بشار الاسد الذي تعرض لانتقادات شديدة للقمع العنيف الذي يواجه به الانتفاضة الشعبية. وصرحت راديكا كوماراسوامي ممثلة الاممالمتحدة الخاصة لشؤون الاطفال في النزاعات المسلحة لوكالة فرانس برس قبل نشر التقرير "نادرا ما رايت مثل هذه الوحشية ضد الاطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والاعدام ويستخدمون دروعا بشرية". واضاف التقرير حول "الاطفال في النزاعات المسلحة" ان قوات حكومية جمعت عشرات الصبيان الذين تتراوح اعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة ادلب في 9 مارس الماضي. وجاء في التقرير ان الاطفال "استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات دروعا بشرية فوضعوا امام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة". ونقل التقرير عن شهود ان الجيش والاستخبارات السورية وعناصر من الشبيحة طوقوا البلدة قبل شن الهجوم الذي استمر اكثر من اربعة ايام. ومن بين القتلى ال 11في اليوم الأول ثلاثة فتيان بين ال15 وال17 بينما اعتقل 34 شخصا من بينهم فتيان اثنان في ال14 وال16 وفتاة في التاسعة. وتابع التقرير "في النهاية، تركت القرية ارضا محروقة بحسب ما افيد واردي اربعة من الموقوفين ال34 بالرصاص واحرقوا بمن فيهم الفتيان في ال14 وال16". وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان التقرير كشف عن واحدة من "انتهاكات عديدة خطيرة" بحق اطفال. واضاف التقرير ان اطفالا في التاسعة في سوريا تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما انهم استخدموا دروعا بشرية. وتابع التقرير ان "غالبية الاطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت اعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا باسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا باعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في اعضائهم التناسلية". وروى شاهد على الاقل للمحققين ان فتى في ال15 تقريبا توفي من جراء الضرب المتكرر. واشار التقرير الى ان المدارس تعرضت مرات عدة لهجمات واستخدمت كقواعد عسكرية ومراكز للاعتقال. وانجز التقرير قبل مجزرة الحولة في 25 ماي حيث كان 49 طفلا بين الضحايا ال108 بعضهم في الثانية والثالثة من العمر تعرضوا للقتل باطلاق النار على رؤوسهم او بتهشيم جماجمهم بواسطة ادوات غير حادة. والحكومة السورية والميليشيات الموالية لها هي واحدة من المجموعات الاربع الجديدة التي اضيفت الى القائمة السوداء للامم المتحدة مع منظمات واحزاب سياسية في السودان واليمن. وتشمل القائمة 52 مجموعة في 11 دولة تتراوح بين الشرطة الافغانية وشبكة حقاني وجيش الرب للمقاومة في افريقيا الوسطى والقوات المسلحة السودانية ومجموعات متمردة في دارفور. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش من مقرها في نيويورك ان مجلس الامن الدولي يجب ان يفرض حظرا على الاسلحة وعقوبات اخرى على نظام الاسد بسبب الانتهاكات التي يمارسها بحق اطفال. ونقلت المنظمة عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وهو عبارة عن شبكة من الناشطين السوريين ان 1176 طفلا على الاقل قتلوا منذ فيفري 2011. كما افادت المنظمة عن "مزاعم موثوقة" تفيد بان مجموعات مسلحة من المعارضة من بينها الجيش السوري الحر تقوم بتجنيد اطفال. (فرانس 24)