بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    آخر ملوك مصر يعود لقصره في الإسكندرية!    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    جهّزوا مفاجآت للاحتلال: الفلسطينيون باقون في رفح    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    تعزيز الشراكة مع النرويج    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راشد الغنوشي ل"الصباح نيوز": الانتخابات ليست "دربي" بين النهضة والنداء ..وأدعو الى حكومة وطنية بعد الانتخابات
نشر في الصباح نيوز يوم 23 - 10 - 2014

كيف ينظر رئيس حركة النهضة لتونس بعد انتخابات الاحد القادم ...وماهو تقييمه لاداء حكومات مابعد الثورة عامة وحكومتي الترويكا خاصة ..وكيف يفسر تغيير خطابه السياسي ودعواته للمصالحة مع الدستوريين ورموز الدولة الذين " تبنوا دستور الثورة "..وكيف ينظر الى مستقبل علاقة حركته بالباجي قائد السبسي وبالمرشحين لرئاسة الجمهورية ؟
التفاصيل في الحوار التالي :
يتوجه التونسيون إلى صناديق الاقتراع يوم الاحد كيف تنظرون لهذا الموعد؟ وما هي انتظاراتكم منه؟
+ هذا موعد تاريخي وحلم تحقق والحمد لله... في السنة الماضية كان توافق التونسيين على دستور وتنظيم انتخابات حرة وتشكيل حكومة مستقلة حلما صعب المنال، للأسف ثمة من راهن على إسقاط التجربة، وهدم البيت على من فيه ولكن منطق العقل والحكمة تغلب والحمد لله. أنا لا أنسى تلك الأيام الصعبة، وأدعو التونسيين الى تذكرها واستخلاص العبر والدروس منها، حتى لا نقع في أزمات مشابهة.
تنظيم الانتخابات يعني اننا نسير في الاتجاه الصحيح، وان انتقالنا الديمقراطي اصبح اكثر رسوخًا، وان التونسيين اختاروا ان تكون الديمقراطية الطريقة التي يديرون بها شؤونهم واختلافاتهم، وهذا يعني ان تونس طوت نهائيا صفحة الدكتاتورية والانتخابات المزورة ومبايعة الحاكم المستبد وحرمان التونسي من حقه في الاختيار الحر. اهم ما كنّا ننتظره تحقق وهو انتصار الديمقراطية على الفوضى واحلام الانقلاب، وان يذهب التونسي مرفوع الرأس الى مركز الاقتراع ليختار بكل حرية من يمثله ومن يحكمه
النتائج المرتقبة ؟
وما هي توقعاتكم بالنسبة للنتائج ؟
++ نحن واثقون من ان حركة النهضة ستفوز باذن الله لان الشعب التونسي يقدر تضحياتها من اجل تونس في مقاومة الدكتاتورية ثم في تأمين الثورة من محاولات إجهاضها..
لكن ما يهمنا حقيقة هو هل ستفرز الانتخابات مشهدا سياسيا متوازنا، ومتجانسا يحقق الاستقرار، وهذا ما يقتضي حصول حزب النهضة الذي يدعو للتوافق ، على أغلبية مريحة تجعله العمود الفقري لحكومة وحدة وطنية قائمة على الكفاءة لا المحاصصة الحزبية..فالديمقراطية التونسية انتقالية، ولا تحتمل العودة للصراع بين سلطة ومعارضة، لذلك قلنا ان الأغلبية النسبية غير كافية لإدارة المرحلة القادمة وان الحل في التوافق المبني على الثقة المتبادلة بين مختلف الفاعلين واقتناعهم بان إنجاز الاستحقاق السياسي للثورة لا يعني اننا حققنا كل مطالب الثورة ولا يحق لأي طرف اعادة تونس الى واقع الاستقطاب والتجاذب على حساب الحرب على الاٍرهاب وتحقيق التنمية الشاملة والرفاه لكل الفئات وخاصة محدودي الدخل والطبقة المتوسطة التي عانت من ضغط قروض الاستهلاك قبل الثورة و تراجعت مقدرتها الشرائية بعدها
الا تخشى النهضة حكم الصندوق بعد تجربة مثيرة للجدل في الترويكا؟
++ بعد هروب بن علي عاشت تونس وضعا فريدا تميز بالإجماع على منع رموز نظامه من البقاء في سدة الحكم، ورفض التسليم العشوائي للسلطة، الذي يؤدي الى تفكك البلاد.
كنّا واعين بمحاولات اعادة عقارب الساعة الى الوراء. أنا شخصيا طلب مني ان لا اعود لوطني ومورست ضغوط على الإخوة في القيادة لاقناعي بتأجيل العودة، ولكني تحديت ذلك الرفض الذي يخفي وراءه أشياء كثيرة.
القصبة 2 حسمت مصير النظام القديم ولكنها لم تحسم شكل الحكم. رحل محمد الغنوشي وبقي رئيس برلمان المخلوع في سدة الرئاسة وجاء الباجي قائد السبسي الذي عمل بدوره مع بن علي وكان عضوا للجنة المركزية للتجمع الى غاية 2003 وتم التوافق على تعليق الدستور، وتعيين وزراء من التكنوقراط او من الكفاءات المهاجرة.
بعد الانتخابات جاء واقع جديد . الشعب اختار نخبة سياسية جديدة لتحكمه، مشكلتها انها كانت تعارض نظاما دكتاتوريا احتكر الدولة واعتبرها امتدادا للحزب الحاكم. النهضة كانت لها رؤية واضحة يمكن اختزالها في التقاط التالية:
- الدعوة لحكومة وحدة وطنية لم يستجب لها الا حزبا التكتل والمؤتمر
-اختيار الوجوه التي تتحلى بالكفاءة
- عدم ارباك الادارة ورفض منطق اجتثاث سامي الموظفين الذي باشروا مهامهم قبل الثورة
حكومتا الترويكا اصطدمتا بواقع صعب، معارضة "تحط العصا في العجلة"، وائتلاف صعب ومعقد، وضغط اجتماعي وتحامل إعلامي غير مسبوق بتوجيه من الاطراف لمناوئة، وبسبب ضعف سياستنا الاتصالية ، ويمكن ان تقارن في ذلك بين صورة الحكومة الحالية وصورة حكومتي الترويكا، لتقف على أهمية ان تكون مسنودا بتعاطف إعلامي، يعطيك صورة الناجح حتى ان لم تكن كذلك. وللاسف بالطبع الاحتفاء بالثورة التونسية لم يتحول الى دعم مالي واقتصادي دولي قوي رغم المساعدات التي قدمها لنا اشقاء تونس وأصدقاؤها، والتي بلغت سنة 2012 اكثر من 632 مليون دينار.
كانك تحاول أستاذ راشد تبرير الفشل؟
++ بعد سقوط نظام صدام حسين جاءت نخبة جديدة للحكم في العراق، ونفس الشيء في ليبيا ومصر واليمن بعد انهيار الدكتاتوريات. هل يمكن ان تقارن وضع هذه البلدان بوضع تونس. ان كانت النخبة التي حكمت بعد انتخابات 2011 ونجحت في الحفاظ على الثورة والأمن والاستقرار، فاشلة فماذا سنطلب من الناجح. هذا لا يعني اننا لم نقصّر ولم نرتكب اخطاء، ولكن المهم اننا استوعبنا الدرس بسرعة، ولذلك قلنا ان الحل مستقبلا في الوفاق وتشريك كل الكفاءات النزيهة والنظيفة، وتحديد أولويات واقعية قابلة للتحقق، من اجل خدمة المواطن لا المزايدة السياسية. فتونس لا تحتاج أحزابا احتجاجية، بل أحزابا مؤهلة للحكم، ونخبة مسؤولة ناضجة، لان الناخب لا ينتظر بعد الانتخابات صراعات سياسية بل دولة قوية تحقق الأمن والاستقرار والإقلاع الاقتصادي تسندها أحزاب واعية بمسؤولياتها لا منشغلة بصراعاتها.
لكن ثمة حديث متواتر عن ان تركة الترويكا ثقيلة، وان النهضة تبدو عاجزة عن إقناع الناخب بأنها استفادت من اخطائها
++ الحديث عن تركة الترويكا مجانب للصواب. هروب بن علي كان من الممكن ان يزج بالبلاد في الفوضى والحكومات التي جاءت قبل الانتخابات واجهت وضعا صعبا، تميز بانفلات اجتماعي كبير، أدى الى تعطل انتاج الفسفاط ، وضعف المؤسسة الأمنية وضغط اللاجئين من ليبيا، اذكر على سبيل المثال الهجوم على مكتب سي الباجي في القصبة ، وقبله الهجوم على مقر وزارة الداخلية. ايضا وجدنا العديد من المشاريع الكبرى المعطلة، وتغوّل الاقتصاد الموازي، بفعل تنامي شبكات التهريب ... كانت أمامنا مهمات عديدة على رأسها بالطبع الحفاظ على وحدة الدولة واستمرارية المؤسسات القائمة والخدمات العامة، وإنجاح المسار السياسي، وبذل جهود في التنمية للأسف لم تنل حظها من التعريف وأسوق بعض الأرقام فقط في هذا المجال مثل استعادة نسبة النمو الإيجابي بالمرور من 2 سلبي سنة 2011 الى 3,9 % سنة 2012 وتراجع البطالة من 18,9% سنة 2011 الى 15,3% في نهاية سنة 2013. في مجال البنية الاساسية من جسور وطرقات سيارة مسالك ريفية وتحسين ظروف الجولان والسلامة المرورية. ثمة إنجازات هامة بفضل تطور نفقات التنمية من 802 م د سنة 2011 الى 1144 م د سنة 2013.
في المجال الاقتصادي رغم تعثر تسوية ملف رجال الاعمال ، فقد تم تحقيق إنجازات هامة في الفلاحة مثلا باحياء زراعة اللفت السكري في الشمال الغربي والنجاح في تعبئة الموارد المائية ورفع المظالم التي سلطها النظام البائد على عديد القطاعات التي احتكرتها عائلة بن علي مثل السيارات...
اريد ان أتوقف عند إنجازين هامين الاول في مجال الصحة بتضاعف نفقات التجهيزات وسيارات الإسعاف من 13 م د سنة 2008 الى 50 م د سنة 2012.
الثاني هو تمتيع الموظفين بعطلة يوم السبت لتوفير وقت اكبر للعائلة للترفيه وتعزيز روابط التماسك الاسري اضافة الى انعكاسه الإيجابي على استهلاك الطاقة في الإدارات العمومية وفي وسائل النقل .
لا اريد استعراض المزيد ولكني أقول ان الحصيلة في التنمية والتشغيل والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن والتحكم في الأسعار، وتعصير الادارة ليست في مستوى طموحاتنا ولذلك ستكون أولويتنا في المرحلة القادمة باذن الله.
بقطع النظر عن إنجازاتكم في التنمية، الجميع يحمل النهضة مسؤولية تفشي الاٍرهاب
حكومتا الجبالي ولعريض استلمتا ملف الاٍرهاب بعد ان اصبح ظاهرة معقدة. يكفي استعراض العمليات التي تمت في حكومة سي الباجي لندرك ان استفحال الظاهرة ليست مسؤولية طرف دون أطراف اخرى. عمليتا الروحية وبئر علي بن خليفة، والهجوم على سينما افريكارت وهو على مسافة أمتار من وزارة الداخلية واقتحام منزل باعث قناة نسمة ... من المسؤول على ذلك؟ تمتيع عشرات الجهاديين بالعفو العام في عهد حكومة محمد الغنوشي لم يعترض عليه اي طرف سياسي او مدني، والمؤتمر الاول لانصار الشريعة بسكرة انعقد يوم 21 ماي 2011. الدولة كانت ضعيفة والاجهزة الأمنية شبه مفككة، للأسف سياسة الاحتواء لإدماج هذه العناصر في الحياة المدنية، لم تحقق نتائج كبيرة ولكنها نزعت المظلومية عن هذه العناصر، التي وجدت من الدولة الحزم الكامل الذي بلغ تصنيف التنظيم تنظيما ارهابيا. أنصار الشريعة تنظيم مفكك اليوم وعناصره تقبع اما في السجون او تختفي في الكهوف الجبلية، والمطلوب عِوَض المزايدات ان نواصل الحرب على الاٍرهاب والاصطفاف خلف قوات الأمن والجيش لإلحاق الهزيمة بهذه الفئة الضالة. وأود هنا ان أحيي قوات الأمن والشرطة التي تبذل الجهد ليل نهار للحفاظ على امن تونس وآمن مواطنيها، احييهم وأترحم على شهدائهم، شهداء الوطن. قوات الأمن تحاصر فلول الإرهاب وتلاحقهم وتفكك خلاياهم، ونحن نقف وراء قوات امننا وندعو كل شعبنا للوقوف موحدا وراء قوات الأمن ضد الإرهاب الذي يريد ان يعطل مسيرة تونس إلى الديمقراطية ويريد ان يبث الفرقة في صفوف شعبنا لكنه لن ينجح بإذن الله.
نعود لو سمحت للمنافسة السياسية.. ظهور "نداء تونس" ويبدو منافسا جديا للنهضة، يعتبره البعض مؤشرا على بروز جبهة رافضة لعودة النهضة للحكم
++ حزب نداء تونس موجود والانتخابات ستظهر تمثيليته الحقيقية. بروزه شيء عادي بالنظر لعجز الأحزاب التي نافست النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على لعب دور المعارضة الإيجابية، اضافة الى عوامل عديدة اخرى ففي اي نظام ديمقراطي وجود احزاب قوية مهم ويمنع هيمنة حزب واحد على المشهد.
لكن من المهم ان نقول ان الانتخابات ليست "دربي" بين النهضة والنداء، بل هناك العديد من الأحزاب التونسية الأخرى الجادة سواء منها العريقة أو الحديثة، ولكننا على كل حال نشعر بحراك إيجابي في الساحة السياسية، وبروز قوى يمكن ان تلعب دورا بناء في ترسيخ الوفاق الوطني
انتقدت مؤخرا الباجي قائد السبسي. لماذا؟
++ علاقتنا مع سي الباجي قائمة على الاحترام المتبادل. ومن الطبيعي ان يدافع كل حزب عن حظوظه وان ينقد الأحزاب الاخرى ولكن ضمن حدود معقولة، تراعي المصلحة الوطنية وتراعي أننا لسنا في 'حرب' ولكننا في منافسة سياسية .
البعض يربط مواقف سي الباجي باحتمال وقوف النهضة وراء مرشحين رئاسيين "لضربه"
++ لا شيء كان يمنع النهضة من تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية او اعلان دعمها لمرشح معين. تركنا الحرية لنوابنا في المجلس لدعم ترشيح من يرونه دون ان يكون ذلك دعما رسميا من النهضة لهذا المرشح أو ذاك، وقد أعطى نوابها تزكيات لعدد من المرشحين مثل د.حمودة بن سلامة وَعَبَد الرزاق الكيلاني وحمة الهمامي... نحن منشغلون الان بالانتخابات التشريعية وليس لنا موقف حاليا من الانتخابات الرئاسية
خطاب الغنوشي الجديد كما يرى المراقبون يمكن اعتباره مفاجأة الانتخابات.. بين من يشكك في مصداقيته ومن يعتبره دليلا على استفادتكم من تجربة الحكم، أين تضعون خطابكم السياسي؟
++ أضع خطابي في خدمة المواطن وتحقيق أهداف الثورة وحماية الانتقال الديمقراطي من الانتكاس. أنا لم أغير ثوابتي، وعلى رأسها الحرية ومقاومة الاستبداد مهما كان مصدره، ورفض منطق الحقد والانتقام والتشفي، وادانة العنف مهما كان مأتاه . وسطية النهضة وواقعيتها حمتا الثورة التونسية من الانحراف نحو التطرّف وتصدت في المقابل لمحاولات إجهاضها ونجحت في حفظ تونس من الإنزلاق إلى الفوضى أو الإنتكاس إلى الاستبداد. المواقف تتطور في تفاعل مع الواقع وتطلعات الشعب. وهذا هو المطلوب من السياسي الذي يتحمل مسؤولية الحكم خلاف السياسي المؤدلج، والاحتجاجي الذي لا يرى العالم من خلال الايديولوجيا او المصلحة الشخصية. نعم نحن نتطور لأننا حزب ملتصق بالشعب قريب منه يعبر عن تطلعاته. ونحن نملك الشجاعة للاعتراف بأخطائنا وتصويبها وهذه ميزة الأحزاب الديمقراطية. الأحزاب الدكتاتورية تتصرف وكأنها معصومة من الخطإ وتضحي بكل شيء لإنقاذ الزعيم الأوحد والعصابة المحيطة به، ومن يتجرأ على نقدها مصيره معروف. لا يمكن ان تكون في نفس الوقت ديمقراطيا، ومستغرقا في سبات دوغمائي تفرض إرادتك ومواقفك على الناس بالقوة.
بعد ساعات يبدأ الصمت الانتخابي . كيف تقيمون الحملة الانتخابية لحركة النهضة؟
++اريد ان اشكر الإخوة في لجنة الانتخابات مركزيا وجهويا على جهودهم التنظيمية، والمناهج المتبعة في التواصل المباشر مع المواطنين. اشكر كل أبناء النهضة وانصارها والمتعاطفين معها كذلك على تجندهم التلقائي لانجاح الأنشطة والفعاليات شكلا ومضمونًا. قدمنا لشعبنا برنامجا واقعيا قابلا للتحقق، يستهدف كل الشرائح الاجتماعية، ومجالات التنمية.
البرنامج يجمع بين الطموح والواقعية وخاصة في تعبئة موارد التمويل الوطنية، وليس انتظار نوايا الاستثمار الخارجي، وهو نابع من قراءة نقدية لتجربتنا في الحكم واستخلاص العبر والنتائج وتشخيص مكامن القوة في الاداء ومواطن الوهن. ومن إصغاء للمواطنين والمواطنات في ارض الوطن وفي الخارج، للوقوف على المشاغل وضبط الاحتياجات والتطلعات، بواقعية وصدق، وفي تناسب مع قدرات الدولة. وطبعا من استفادة من الكفاءات الأكاديمية ومن الخبرة التي اكتسبها أبناء النهضة في الحكم، وهو امر لم يمن متاحا لنا بالقدر الكافي عند اعداد برنامج 2011.
لماذا اخترتم شعار "نحو اقتصاد واعد وبلد آمن" ؟
++ الاولوية كانت للاستحقاق السياسي للثورة في المرحلة الماضية. برنامجنا طرح رؤية متكاملة لتحقيق الانتظارات التنموية للشعب بما يضمن استعادة نسق النمو، والتخفيض في البطالة ، والمديونية والتضخم. نحن ملتزمون بتنفيذ إصلاح جبائي ناجع وتخفيف الروتين الاداري، بإلغاء الوثائق التي تعطل مصالح المواطنين والمؤسسات الاقتصادية. نحن ملتزمون بالحد من ارتفاع الأسعار، ومقاومة الاقتصاد الموازي، وتنمية الجهات الداخلية بتخصيص 20 بالمائة من ميزانية الاستثمار العمومي لذلك. نحن ملتزمون باصلاح تربوي ومواصلة تعصير الصحة ومعالجة وضعية الصناديق الاجتماعية والإحاطة الاجتماعية بالشرائح محدودة الدخل بالترفيع في منحة العائلات المعوزة الى 150 دينارا، الجهات المحرومة والاحياء الشعبية لها نصيبها في البرنامج. البرنامج سيمكن المهاجرين من اجراء ثوري بتمكينهم من الحق في توريد سيارة ثانية بنظام العودة النهائية وتجديد سياراتهم كل 15 سنة. نحن ملتزمون بدعم المثقف والفنان وضمان حرية التعبير التي أقرها الدستور.
الأمن اولوية مطلقة لمواصلة الحرب على الاٍرهاب، وسنوفر لرجال الأمن وأبناء المؤسسة العسكرية، التجهيزات والتدريب والامكانيات والقوانين الاساسية والإحاطة الاجتماعية بهم وبعائلاتهم، وبعائلات الشهداء.
وملتزمون بتدعيم علاقات تونس مغاربيا وعربيا ودوليا. هذه بعض ملامح برنامجنا الذي يذهب مباشرة الى حاجة المواطن لتلبيتها.
نختم بسؤال عن المستقبل..كيف ترون مستقل تونس ؟
++ المستقبل مشرق باذن الله.. تونس تحولت الى نموذج، وهي الشجرة الوحيدة الواقفة في غابة محطمة، في ليبيا ومصر والعراق واليمن وسوريا والعراق، انهارت الأنظمة او سقطت في يد الاستبداد، والشباب العربي يحلم الان بالنموذج التونسي، رغم الصعوبات التي تمر بها بلادنا. نحن لا نقدم لشعبنا الشعارات، بل برنامج حكم واضح. واجدد الدعوة الى حكومة وحدة وطنية بأولويات تعبر حقا عن تطلع المواطن. لقد حسمنا مسالة الهوية ورفضنا الاقصاء والواجب ان يلتزم الجميع بإنجاز الوعود التنموية، لان هذا هو ما يريده المواطن، وهذا ما التزمت النهضة بتحقيقه في برنامجها الانتخابي. نطلب من شعبنا الحبيب ان يجدد الفرصة لنا لنتواصل المسيرة من بناء وتأسيس الحرية ودولة القانون في السنتين الماضيتين، لنتجه إلى بناء التنمية للجميع لتوفير فرص العمل، وتطوير الاقتصاد، وتشجيع المبادرة الخاصة وتوفير العدالة الإجتماعية. بوحدتنا وتوافقنا يمكن لتونس ان تصنع مستقبلا مشرقا وزاهرا بمشاركة الجميع. ثقتنا ان شعبنا سيحدد ثقته فينا لخمد أيدينا للجميع لحفظ الديمقراطية وتحقيق التنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.