نظمت الجمعية التونسية لتقنيات الاتصال، اليوم الإربعاء، لقاء أوّل حول "الذبذبات، الصحة، الوقاية والمواطنة" بحضور عدد من الخبراء في المجال وبإشراف وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وقد أكّد منجي مرزوق وزير تكنولجيا المعلومات والاتصال أنّ مختلف الدراسات التي تمّ إجراؤها حول المخاطر المحتملة للذبذبات الكهرومغناطيسية لم تشر إلى وجود أي خطر يحدق بصحة المواطن. كما شدّد على ضرورة احترام المشغلين للمسافات المحدّدة بين المحطات القاعدية. ومن جهة أخرى، دعا مرزوق إلى بحث الاشتراك في المحطات القاعدية بين المشغلين الثلاث في تونس وهم : اتصالات تونس وتونيزيانا وأورونج للتقليص من مستوى الإشعاع في المدن وخارجها. مخاطر المحطات القاعدية
محمد وسيم الهاني ممثل عن الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية والبيئية للمنتجات قال في تصريح ل "الصباح نيوز" أنّ "الأدلّة العلمية مازالت غير كافية لتحديد مخاطر الذبذبات الكهرومغناطيسية"، مؤكّدا "أنّه لا يستطيع أن يجزم أنّه لا يوجد مخاطر". واعتبر الهاني أنّ الأدلّة محدودة في هذا المجال لأنّ فترة ومستوى التعرّض تمّ تحديدها دوليا بناءا على معطيات علمية هي نفسها تعتمدها تونس بالنسبة لتركيز المحطات القاعدية. وبيّن، في هذا الإطار، أنّ الوكالة الوطنية للتردّدات مسؤولة عن دراسة مدى مطابقة تونس للمعايير الدولية في هذا المجال. وفي ذات السياق أبرز وجود ضبابية علمية رغم وجود كمّ هائل من الدراسات التي بلغت أكثر من 15 ألف دراسة منذ ما يقارب عن 25 سنة، معلنا وجود دراسات من بينها تؤكّد وجود مخاطر للذبذبات الكهرومغناطيسية. وأضاف قائلا: "هناك حدود قصوى يجب أن نحترمها ونتخذ فيها إجراءات احتياطية مثل تركيز الهوائيات والاستعمال الرشيد للهاتف الجوال بهدف التقليص من التعرّض للذبذبات الكهرومغناطيسية كلّ ما كان ذلك ممكنا". وفيما يتعلّق بتشكيات المواطنين والتي تقدّر ب 200 شكاية عن كلّ سنة منذ سنة 2010، حسب ما أفادنا به وسيم الهاني، فقد أبرز مخاطبنا أهمّها والتي تتمثل في : - التشكي من المخاطر الصحية للمحطات القاعدية خاصة على الأطفال والمسنين والحوامل. - التشكّي من الضجيج المنبعث من هذه المحطات. - التشكي من عدم استشارة الأجوار في وضع المحطات، مبيّنا أنّ جميع الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع تعمل على التفاوض بهدف تنقيح القانون الخاص بتركيز الهوائيات. - التشكي من إجراءات السلامة الغير محترمة رغم أنّ المشغلين ملتزمين بمنشور ينظم عملهم ويتمثل في كيفية تركيز المحطات، داعيا إلى ضرورة مراجعة هذا المنشور بهدف التقليص من التشكيات. وأضاف الهاني أنّ من التحديات أيضا في هذا الموضوع هو نقص المعلومة وقلّة التواصل بين الأطراف المتداخلة ووسائل الإعلام إضافة إلى نقص في عمليات التحسيس والتوعية.
الجمعية والمشغلين
وخلال هذه الندوة تحدثت "الصباح نيوز" لسامي براهيم الكاتب العام للجمعية التونسية لتقنيات الاتصالات الذي قال: " إنّ الهدف الأساسي لجمعيتنا هو أن تتحوّل إلى جامعة للمشغلين الثلاثة المتواجدين في تونس بغية الخروج بمقترحات وتوصيات يقع تبليغها لوزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتساهم بدورها في تقديم مقترحات يقع العمل بها." كما أعلن أنّ الجمعية ستقوم بطباعة منشورات تهدف إلى توعية المواطن بمخاطر الذبذبات الكهرومغناطيسية وطرق الوقاية والتي تبرز أساسا في : - ضرورة غلق الهاتف الجوال عند النوم. - عدم وضع الهواتف الجوالة في غرف النوم. - عدم استعمال الهواتف الجوالة في السيارات. - عدم استعمال الهواتف الجوالة عند التنقل. وأضاف براهيم أنّ الجمعية تعمل بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال وكلّ من اتصالات تونس وأورونج، مبيّنا أنّهم بصدد التحاور مع تونيزيانا. ويأتي هذا التعاون باعتبار أنّ كلّ مشغل كان يعمل بمفرده في إطار المنافسة، على حدّ قولي مخاطبنا، إلاّ أنّ هذه المبادرة لها هدف واحد وهو خدمة المواطن. وأكّد كذلك أنّه لأوّل مرّة سيتمّ توزيع مطويات على المواطنين في نقاط البيع الخاصة بالمشغلين الثلاثة. ومن جهة أخرى، أكّد براهيم أنّ الإشكال أيضا لا يتعلّق بذبذبات الهواتف الجوالة فقط بل أيضا من خلال ذبذبات الراديو والتلفاز والأشعة المنبثقة من الألياف التابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز..."
أمّا "آن بيران"دكتورة بيولوجية من فرنسا فقد بيّنت في مداخلتها مدى انتشار الحقل الكهرومغناطيسي في غياب حواجز بين المحطات القاعدية والأفراد. كما أكّدت على ضرورة عدم تجاوز منسوب الامتصاص النوعي "2 وات" . وفي سياق آخر دعت بيران إلى ضرورة التفريق بين مفهوم التأثيرات البيولوجية والتأثيرات الصحية.