شدد المترشحٌ المستقلٌ للانتخابات الرئاسية، ورئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، على ضرورة "منع الاستبداد من الوصول إلى قصر قرطاج، الحصن الأخير للديمقراطية"، وفق تقديره. وأضاف المرزوقي خلال اجتماع انتخابي، التأم الأحد بالبرج الأثري بمدينة قفصة، قوله "في حال تسلٌم رموز الاستبداد كل السلطات، سيكون ذلك نذير شؤم على تونس، وسيتحوٌل شعبها إلى مسخرة بعد أن كان مفخرة العالم"، على حد تعبيره. وأكد أنٌه في حال نال ثقة الناخبين والناخبات "سيكون العين الحريصة على ألا يمسٌ الاستبداد الديمقراطية التي أصبحت مكسبا في البلاد بعد الثورة"، معتبرا في هذا السياق ان المعركة الحالية، والتي وصفها بأنٌها مصيرية، هي "معركة قيم الديمقرطية ضدٌ اللاقيم، والتي تربٌى رموزها على التزوير والاستبداد"، على حدٌ قوله. ودعا المرزوقي الحاضرين إلى "التجنٌد في هذه الفترة من أجل مراقبة الانتخابات، وعدم السماح لرموز الاستبداد بالتلاعب بسيادة الشعب». واعتبر انٌه رغم عدم التمكن من تحقيق كل الطلبات والتطلٌعات خلال السنوات الثلاث الماضية، والأخطاء التي ارتكبتها الترويكا، على غرار عدم الضرب بيد من حديد على الفساد، فإنه يجب توعية الناس "بأنٌه هنالك فرق بين الأخطاء والخطايا"، قائلا "نحن لم نرتكب أيٌة خطيئة في حق البلاد، ولم نسرق، ولم نعذٌب، ولم نسكت على الاستبداد". وفي معرض حديثه عن واقع ولاية قفصة، اعتبر المرزوقي أن هذه الجهة كانت "ضحية 50 سنة من سياسة"، وصفها ب"سياسة شبه استعمارية"، وفق تعبيره، وكانت "مثل البقر الحلوب للأطراف الأخرى، ولم تحظ سوى ببعض الفتات" مؤكدا أن "مستقبل قفصة، هو في مستقبل تونس". ووعد المرزوقي بأنٌه في حال تمٌ انتخابه رئيسا للبلاد، فإنه " سيحمي الحريات والحقوق، كما سيعمل على الحفاظ على الاستقرار من خلال توزان السلطات، وحكومة وحدة وطنية" وبذلك "تمرٌ تونس إلى خوض معركة مقاومة التخلٌف"، على حد تعبيره. وواكب هذا الاجتماع ملاحظون دوليون عن بعثة الاتحاد الاوروبي لملاحظة انتخابات تونس لسنة 2014 وتجمهر عدد من أنصار حركة نداء تونس بمفترق الأزهار بوسط المدينة، حيث ترجٌل المترشٌح محمد المنصف المرزوقي، ورفعوا لافتات حزبية مرددين شعارات تنادي باسم مرشحهم للاستحقاق الرئاسي، الباجي قائد السبسي، وتطالب المرزوقي بالرحيل. وشهدت مدينة قفصة اجراءات أمنية مشدٌدة بشوارعها الرئيسية وعلى طول المسلك الذي سلكه المترشٌح المرزوقي مترجلا في اتجاه مكان الاجتماع، أين تمركزت في محيطه وبداخله تعزيزات أمنية لافتة، حسب ما عاينته مراسلة "وات " بالجهة. (وات)