كان من الممكن أن تلعب جمهورية التشيك عشر مباريات دون أن تنجح في صنع عدد الفرص التي صنعها كريستيانو رونالدو وحده في عرض رائع آخر لقدرات قائد منتخب البرتغال لكرة القدم. وفي مباراة من جانب واحد تماما في الدور ربع النهائي في بطولة أوروبا 2012 يوم الخميس، منح هدف رونالدو بضربة رأسية البرتغال بطاقة التأهل للدور نصف النهائي حيث ستلاقي إسبانيا أو فرنسا وأكد مرة أخرى أن اسمه سيتصدر العناوين. وبثالث هدف له في البطولة، حصل رونالدو على جائزة أفضل لاعب في المباراة مرة أخرى رغم أن هناك العديد من المهارات في صفوف البرتغال. وشكّل راؤول ميريليش وجواو موتينهو الذي صنع الهدف بتمريرة عرضية جيدة مصدرا متواصلا للفرص من وسط الملعب بالإضافة للظهير جواو بيريرا. وقدم ناني مباراة جيدة أخرى وتبادل موقعه في الجناح مع رونالدو ليظل الفريق التشيكي تحت ضغط دائما بينما اكتفى خط الدفاع تقريبا بالفرجة في ظل ندرة المحاولات الهجومية التشيكية بعد أداء إيجابي قليلا في أول 15 دقيقة. ولعب رونالدو دور محوريا كما جرت العادة. وحتى في ظل توجيه انتقادات له في بداية البطولة كان يطلب الكرة دائما وهو الآن في حالة رائعة بشكل لافت للنظر. وشهدت بطولة أوروبا العديد من اللاعبين الموهوبين خلال السنوات الماضية لكن قليلين فقط بالتأكيد مزجوا المهارة الرائعة مع العمل الجماعي مثل قائد البرتغال البالغ من العمر 29 عاما. وفي أغلب الأوقات تكون محاولاته عقيمة لكن رغم أنه يظهر انزعاجه سريعا إذا لم يتفق إنهائه للكرة مع توقعاته إلاّ أنه لا يتراجع كثيرا وفي الهجمة الموالية يمكن التأكد من أنه سيفعل كل ما يستطيع لتكون النتيجة أفضل. وبعد شوط أول خال من الإثارة أيقظ رونالدو الجماهير بمحاولة تسديد ركلة خلفية حادت قليلا عن المرمى ثم سدد في القائم بعد أن سيطر بصدره على تمريرة ميريليش الطويلة قبل أن يستدير 180 درجة والكرة ملتصقة بقدمه في لمحة مهارية جميلة. وبعد خمس دقائق من الشوط الثاني سدد رونالدو في القائم مجددا من ركلة حرة ليرفع أربعة من أصابعه في إحباط في إشارة لعدد المرات التي سدد فيها في العارضة خلال البطولة. وعمل الظهير الأيمن التشيكي تيودور جيبرا سيلاسي بلا كلل في محاولة لإيقاف أغلى لاعب في العالم وخرج منتصرا في بعض مواقف رجل لرجل. ومع ذلك وبينما اقتربت نهاية الوقت الأصلي والمدافع يظن أنه قام بعمل رائع مع رونالدو وجد نفسه يمسك برأسه ومنافسه يركض فرحا. وكان جيبرا سيلاسي في وضع أفضل عندما أرسل موتينهو الكرة العرضية من الجناح الأيمن لكن رغبة رونالدو في إحراز هدف جعلته يتحرك أولا ويتجاوز رقيبه. وبمجرد أن كان في المكان الصحيح، لم يخطئ رونالدو في تسديد الكرة برأسه إلى شباك بيتر شيك محرزا هدفه 35 في 94 مباراة دولية. وتعانق إوزابيو الذي قاد البرتغال لنصف نهائي كأس العالم 1966 ولويس فيغو الذي حمل شارة القيادة عندما وصل المنتخب البرتغالي للمرحلة نفسها في بطولة 2006 بعد أن أحرز رونالدو هدفه. ويحمل "الجوهرة السوداء" وزعيم "الجيل الذهبي" مكانة خاصة في البرتغال لكن رونالدو قد يملك أساس الحصول على كل هذه المكانة لنفسه إذا قادت أهدافه المنتخب البرتغالي لإحراز اللقب للمرة الأولى.