بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"هيومن رايتس" : "داعش" تقتل وتختطف وتسيطر على درنة الليبية
نشر في الصباح نيوز يوم 27 - 11 - 2014

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الجماعات المسلحة المسيطرة على مدينة درنة في شرق ليبيا تروع السكان من خلال عمليات إعدام ميداني وجلد علني وغير ذلك من ضروب الانتهاكات العنيفة، وتتم الانتهاكات في غياب سلطات الدولة وسيادة القانون.
وأوضحت المنظمة أن تلك الجماعات تضم بعض الذين انتسبوا إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف (المعروف أيضًا باسم داعش).
وقد وثقت هيومن رايتس ووتش ثلاث عمليات إعدام ميداني وما لا يقل عن 10 عمليات جلد علني قام بها مجلس شورى شباب الإسلام، وهو تنظيم متطرف أعلن مبايعته لداعش في نوفمبر.
كما وثقت "هيومن رايتس ووتش" قطع رؤوس ثلاثة من سكان درنة في ما يبدو أنه من جرائم الحرب، وعشرات الاغتيالات لمسؤولين عموم وقضاة وأعضاء في قوات الأمن، وآخرين بمن فيهم بعض السيدات، وهي عمليات يبدو أن دوافعها كانت سياسية.
قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «لقد أطلقت المليشيات المتطرفة التي تسيطر على درنة في غياب أي من سلطات الدولة عهدًا من الارهاب بحق سكان المدينة، ويتعين على القادة أن يدركوا أنهم قد يواجهوا الملاحقة الوطنية أو الدولية على ما ترتكبه قواتهم من انتهاكات جسيمة للحقوق».
وكان نزاع مسلح بين القوات المتحالفة مع الحكومة الليبية المنتخبة التي اتخذت من طبرق مقرًا لها، بقيادة اللواء خليفة حفتر، والمليشيات الإسلامية، قد اجتاح شرق ليبيا منذ ماي.
وفي درنة وما حولها تشمل المليشيات أعضاء تنظيم أنصار الشريعة وكتيبة شهداء أبو سليم، إضافة إلى مليشيا مجلس شورى شباب الإسلام النافذة، بحسب المنظمة.
تحدثت هيومن رايتس ووتش مع بعض سكان درنة الذين فروا من المدينة هربًا من اضطهاد المليشيات الإسلامية وتحسبًا من هجوم عسكري تم الإعلان عنه من جانب القوات المتحالفة مع الحكومة الليبية المنتخبة، حيثُ قال ناشط من درنة، إنه غادر المدينة في نهاية أكتوبر بعد تلقي تهديدات بالقتل لجهره بمناهضة المليشيات، واصفًا درنة بأنها «خاضعة تماماً لسيطرة المتشددين» الذين فرضوا أيديولوجية متطرفة وتفسيرًا صارماً لأحكام الشريعة، يؤيد عمليات الإعدام والجلد العلنية.
وأضاف الناشط إن المليشيات تعتنق نفس الأيديولوجية والخلاف الوحيد بينها يتعلق بمبايعة مجلس شورى شباب الإسلام ل»داعش.»
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الأمم المتحدة استعجال تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق أو آلية مشابهة للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة وغيرها من الانتهاكات الجسيمة من جانب كافة أطراف النزاع في ليبيا، بغية ضمان المحاسبة في المستقبل.
لم تحظ درنة بأية وجود ملموس لسلطات الدولة، بما فيها الشرطة والقضاء الفاعل، منذ نهاية ثورة 2011 التي أطاحت معمر القذافي في ليبيا.
ومنذ 2013 قام معتدون مجهولون في درنة باغتيال ما لا يقل عن 5 من القضاة وأفراد النيابة، وبرلمانية سابقة ومسؤولة أمنية، كما قامت مليشيات مسلحة غير محددة الهوية بمهاجمة وتدمير أضرحة في مساجد، وبينها مسجد الصحابة التاريخي في درنة الذي استهدفه المتشددون مرارًا منذ 2011.
هذا وقام سلاح الجو الليبي المتحالف مع الحكومة المنتخبة بشن غارات جوية على أهداف تابعة للمليشيات في درنة وبنغازي ومواقع أخرى، فيما شنت المليشيات هجمات انتحارية وغير ذلك في طبرق والبيضاء وبنغازي.
ونفذ الجانبان هجمات عشوائية عديمة التمييز ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، مما تسبب في قتل وإصابة مدنيين وتدمير أعيان مدنية.
ويلتزم كافة أطراف النزاع في ليبيا بالتقييد بقوانين الحرب، كما أن بعض الانتهاكات الجسيمة لتلك القوانين، عند تنفيذها بنية إجرامية، تعد من جرائم الحرب.
وتشمل جرائم الحرب «إصدار أحكام وتنفيذ إعدامات دون وجود حكم سابق صادر عن محكمة مشكلة تشكيلا نظاميًا تكفل جميع الضمانات القضائية المعترف بها عمومًا بأنه لا غنى عنها»، أما القتل على نطاق ممنهج أو واسع الانتشار عند استخدامه كسياسة لدولة من الدول أو جماعة منظمة فإنه جريمة ضد الإنسانية.
ويخضع من يرتكب جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، أو يأمر بها أو يساعد فيها أو تكون له مسؤولية قيادية عنها، للملاحقة أمام المحاكم الوطنية أو المحكمة الجنائية الدولية.
وأظهرت السلطات الليبية العجز أو عدم الاستعداد للتحقيق مع المسؤولين عن عمليات القتل غير المشروع وغيرها من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة في البلاد وملاحقتهم.
كما تعطلت الجهود الدولية للمحاسبة على الجرائم الخطيرة، على الرغم من تفويض المحكمة الجنائية الدولية القائم في ليبيا، وقرار مجلس الأمن الأممي الذي يهدد بتوقيع عقوبات فردية، وقد أنهى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفويض بعثته لتقصي الحقائق في انتهاكات ليبيا في 2012.
وقالت سارة ليا ويتسن «سوف تصبح تهديدات مجلس الأمن الأممي بفرض عقوبات مجرد تهديدات جوفاء إذا لم يتم تفعيلها، إذ إن المزيد من الأشخاص يلقون حتفهم مع كل يوم يمضي، ويضيع المزيد من الفرص لوقف الانحدار الليبي المتسارع نحو الهاوية».
الاعتداءات والانتهاكات في درنة
وتحدثت هيومن رايتس ووتش مع بعض سكان درنة ممن شهدوا أفراد المليشيات وهم ينفذون الإعدام الميداني والجلد، كما تحدثت مع بعض أقارب وأصدقاء الضحايا، ونشطاء المجتمع المحلي، وراجعت المحتوى المتوافر على الإنترنت، بما في ذلك مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية وبيانات.
وقال ناشط فر من درنة مؤخراً ل»هيومن رايتس ووتش» في 13 نوفمبر إن مجلس شورى شباب الإسلام ظهر في أفريل الماضي، واستولى تدريجيًا على المدينة وأنشأ مؤسساته العامة لتولي الحكم فيها، فقامت الجماعة، التي تنبذ الديمقراطية ولا تقبل سوى الشريعة الإسلامية، بإنشاء «لجنة شرعية لفض المنازعات والصلح بين الناس»، وعينت قضاة في محكمة إسلامية شرعية جديدة فاستجوبوا الأشخاص الذين اعتبروهم مذنبين بموجب تفسيرهم الصارم للشريعة ولاحقوهم وأصدروا عليهم الأحكام.
وتقول المعلومات التي نشرها مجلس شورى شباب الإسلام إنه أنشأ أيضًا هيئة تسمى بديوان الحسبة للإشراف على «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، علاوة على مكتب للتعليم وقوة «شرطة إسلامية» خاصة به.
وقال سكان من درنة ل «هيومن رايتس ووتش» إن عددا من القضاة في المحكمة الشرعية كانوا من جنسيات أجنبية.
عمليات إعدام ميداني
وقال سكان درنة إنهم شهدوا متشددين من مجلس شورى شباب الإسلام ينفذون عمليات إعدام علنية لثلاثة رجال متهمين بالقتل في واقعتين منفصلتين.
في 27 جويلية أطلق متشددو الجماعة النار على الليبي السنوسي نصري الهويدي، وعلى رجل مصري لم تتحدد هويته، لمزاعم بأنهما قتلا ميلود الحصادي في 25 جويلية.
وبحسب أحد الشهود، قامت عائلة الضحية بتسليم القاتلين المزعومين إلى مجلس شورى شباب الإسلام، الذي استجوبهما وأعلن عن إدانتهما في اليوم نفسه.
وأوضح أحد الشهود إن مسلحين ينتمون إلى الجماعة أخذوا المتهمين إلى ساحة الشهداء بميدان الصحابة في نحو الواحدة والنصف صباحًا، حيث أطلق أحد أعضاء الجماعة النار على كلا المتهمين في الرأس، فأطلق طلقة واحدة على أحدهما واثنتين على الآخر، بعد امتناع عائلة الضحية عن إطلاق النار عليهما.
وقال الشاهد «لم يكد مجلس الشورى، الذي أصبح الآن داعش، ينتظر قبل إعدام المشتبه بهما، حدث كل شيء بسرعة كبيرة في غضون يومين فقط، وجلسات المحكمة الشرعية التي يتم فيها استجواب الأشخاص والحكم عليهم من جانب هيئة من ثلاثة قضاة غير علنية وعادة ما تعلن المحكمة مسبقًا عن تنفيذ عقوبة الإعدام وفي هذه القضية رفضت عائلة الضحية العفو عن المشتبه بهما، فنفذت المحكمة العقوبة».
وفي 19 أوت أشرف مجلس شورى شباب الإسلام على الإعدام العلني لمحمد أحمد محمد، وهو مصري، في ملعب لكرة القدم بغرب درنة، بعد اتهامه بقتل الليبي خالد الدريسي.
وفي مقطع فيديو مدته 6 دقائق ومنشور على الإنترنت، يقوم رجل ملثم لا يمكن تحديد هويته بتلاوة التهم الموجهة إلى المحكوم عليه، الذي يركع معصوب العينين مع تقييد يديه خلف ظهره، على محفة مغطاة بالبلاستيك.
في البداية يسأل الملثم أفراد عائلة الضحية عما إذا كانوا يريدون العفو عن القاتل المزعوم، وعندما يرفضون، يناول أحد أفراد العائلة مسدسًا، فيقوم هذا بإطلاق النار على المتهم في الرأس ويرديه قتيلاً.
عمليات الجلد العلني
في 18 نوفمبر قال أحد سكان درنة ل»هيومن رايتس ووتش» إنه شهد الجلد العلني لثمان شباب في ميدان المسجد القديم بدرنة يوم 25 أو 26 أكتوبر.
وأضاف أن اثنين من الرجال الملثمين تناوبا على جلد الشباب حيثُ قام ملثمون من مجلس الشورى بصف 8 شباب في ميدان الصحابة ومعاقبة كل منهم ب40 جلدة، بعد ضبطهم وهم يشربون الخمر في «حفلة لتوديع العزوبية» مع العريس، وبدأ عضو المجلس بجلد الكتفين ثم استمر نزولاً حتى القدمين، 40 جلدة.
وتظهر صور وبيانات نشرها مجلس شورى شباب الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي عمليتين أخريين من الجلد العلني أمام المحكمة الشرعية في كل مرة تم جلد ثلاثة رجال لمزاعم بشرب الخمر.
وقد تمكنت هيومن رايتس ووتش من التأكد من حدوث عمليات الجلد، لكنها لم تتأكد من تاريخ وقوعها.
الاغتيالات
وتعقبت هيومن رايتس ووتش 250 حالة من حالات القتل الذي يبدو أن دوافعه سياسية في درنة وبنغازي منذ بداية 2014، وضمت قائمة الضحايا أعضاء سابقين وحاليين في الجيش والأجهزة الأمنية، علاوة على 5 من القضاة وأفراد النيابة العامة.
وفي جميع الحالات تم تنفيذ عمليات القتل بأيدي معتدين مجهولي الهوية، ولم تخضع أية حالة من حالات القتل غير المشروع هذه للتحقيق ولا تمت ملاحقة أي شخص أو أدين بارتكابها.
حيثُ تم اغتيال محمد نجيب هويدي، رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الجبل الأخضر، في 16 جوان 2013، وقتل محمد خليفة النعاس مساعد النائب العام بمنطقة الجبل الأخضر في 9 نوفمبر 2013، وتوفي القاضي المتقاعد يوسف الكريمي في تونس في 24 ديسمبر 2013 إثر جراح لحقت به أثناء محاولة اغتيال في 25 نوفمبر 2013 في درنة، واغتيل نائب ليبيا العام السابق عبد العزيز الحصادي في 8 فيفري 2014، وقتل القاضي السابق محمد بوعجيلة المنصوري في 28 أفريل 2014.
كما استهدف معتدون مجهولون سيدتين وقتلوهما، وهما فريحة البركاوي وسلوى يونس الهنيد، في 2014 في درنة، في ما يبدو أنه اغتيال لدوافع سياسية.
وبين اثنان من سكان درنة وأحدهما ناشط إن مقتل سيدة ثالثة بالرصاص في فيفري، بعد أسابيع فقط من مقتل زوجها ضابط الجيش السابق، لم يكن مرتبطًا بالسياسة وإنما بخلاف عائلي.
هذا وقام معتدون مجهولون بقتل البركاوي، وهي نائبة سابقة في المؤتمر الوطني العام عن مدينة درنة وعضوة بحزب تحالف القوى الوطنية ذي الأجندة غير الإسلامية، في 17 جويلية.
وقال أحد أقاربها في درنة، الذي تحدث مع هيومن رايتس ووتش في 19 نوفمبر، إن مقتل البركاوي وقع بعد 5 أشهر من استقالتها من المؤتمر الوطني العام، حيث كانت تجهر بالمطالبة بتواجد سلطات الدولة في درنة، وبانتقاد المتشددين الإسلاميين.
وقال قريبها «كانت في الطريق إلى السوق غربي منطقة شيحا لتسوق بعض مستلزمات شهر رمضان حين قتلتها 3 رصاصات بعد إمطار سيارتها بوابل من الرصاص من سيارة مارة بها معتدون مجهولون، ورغم أن بعض المارة حاولوا مساعدتها إلا أن الأوان كان قد فات».
توفيت فريحة قبل بلوغ مستشفى الهريش، ولا يوجد بدرنة طبيب شرعي ولذا فقد نقلت إلى البيضاء على بعد 100 كيلومتر وأعيدت للدفن في اليوم التالي، وكانت مكاتب النيابة مغلقة والمحكمة محترقة منذ أوائل 2011، أثناء الثورة، ولا يوجد من يمكنه التحقيق في جريمة القتل.
كما أطلق معتدون مجهولون النار على الهنيد، الموظفة السابقة بجهاز الأمن الداخلي في عهد القذافي، فقتلوها في 9 سبتمبر 2014.
وقال أحد أقاربها ل»هيومن رايتس ووتش» في 19 نوفمبر إن المسلحين قتلوا الهنيد نحو الثامنة صباحًا، فيما كانت تغادر منزلها لشراء الخبز كما تعودت.
أصابت الهنيد عدة طلقات وتوفيت في الحال. ولم يتبن أحد مسؤولية الجريمة.
عمليات الخطف وقطع الرؤوس
في الأول من نوفمبر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح بالفيديو لمجموعة مكونة من تسعة شباب ملثمين، وبعضهم مسلحون، يطلقون على أنفسهم اسم شباب درنة.
وجاء في التصريح تعهد بالولاء لما يسمى بعملية الكرامة العسكرية التي يقودها اللواء حفتر، الذي أعيد إلى منصبه مع 16 ضابطًا آخرين في نوفمبر بيد الحكومة المنتخبة، وإقرار بسلطة مجلس النواب المنتخب في طبرق.
دعت المجموعة الثوار إلى حمل السلاح ومحاربة «الجماعات المتشددة في درنة، بما فيها أنصار الشريعة وداعش» وهددت بالانتقام لعمليات القتل غير المشروع وغيرها من الانتهاكات الحقوقية طوال السنوات الثلاث السابقة، التي زعموا أن «الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة» نفذوها، مقسمين على «ألا تأخذهم بهم رحمة».
وما زال أفراد المجموعة مجهولين الهوية حتى الآن، إلا أنه يبدو أن صفوفهم ضمت واحدًا على الأقل من ثلاثة شباب، سراج قاطش ومحمد باطو ومحمد المسماري، والذين تم اختطافهم لاحقًا في عمليات منفصلة وإن كانت تبدو منسقة في 5 نوفمبر في درنة.
وقد تم العثور على جثثهم بعد ذلك في حقول الهيشة بجنوب درنة، وكانت رؤوس الثلاثة مقطوعة.
وقد رجح سكان درنة أن يكون المسماري هو المتحدث في مقطع الفيديو، إلا أن هيومن رايتس ووتش لم تستطع التأكد من هوية أي من الشباب التسعة.
وقال سكان درنة إن المسماري كان قد جهر بمناهضة المليشيات الإسلامية في مقابلة في جوان، أما قاطش وباطو فلم يكن يعرف عنهما أنهما من النشطاء.
وأضاف أحد سكان درنة لهيومن رايتس ووتش في 21 نوفمبر إن مسلحين مجهولين وصلوا في 3 سيارات واختطفوا قاطش في 5 نوفمبر فيما كان يقف أمام منزله مع ثلاثة من أصدقائه.
وتابع أحد سكان درنة من المطلعين على القضية لهيومن رايتس ووتش إن أحد رعاة الأغنام أبلغ فرع الهلال الأحمر بدرنة في 10 نوفمبر بعد عثوره على رفات رجلين فُصل رأساهما عن جثمانيهما واختفى الرأسان، فيما بعد تعرفت العائلات على الجثمانين وأنهما لباطو وقاطش.
ثم تم العثور على جثمان المسماري في حقل مجاور، وكان رأسه بدوره مفصولاً عن جسده، بحسب تقرير إخباري.
لم تستطع هيومن رايتس ووتش التحقق من الظروف المحيطة بعملية خطف المسماري وقتله.
ولم يتبن أحد المسؤولية عن عمليات الخطف والقتل هذه، رغم أن بعض السكان المحليين قالوا لهيومن رايتس ووتش إنهم يعتقدون أن مليشيات إسلامية هي المسؤولة.
وقال أحد سكان درنة ممن كانوا يعرفون قاطش «يسيطر المتشددون الذين بايعوا داعش فعليًا على المدينة بأكملها، وهم الآن أقوى الجماعات هناك ويسيطرون على كل شيء، وبالتالي فهم المسؤولون عن قطع الرؤوس دون شك».
في واقعة أخرى، قام مسلحون بقتل معتز بورواق الشلوي قرب منزله في 13 نوفمبر، بحسب أحد سكان درنة الذي يقطن بالقرب منه.
وبعد الواقعة بقليل انتشرت أنباء تفيد بأن متشددين من مجلس شورى شباب الإسلام قد احتجزوا 3 أشخاص يزعم أنهم قتلوا الشلوي.
وأوحى نشطاء ومواقع إخبارية بأنهم كانوا يواجهون الإعدام الوشيك بالرصاص إذا طلبت عائلة الضحية هذا، ولم ترد أنباء عن الثلاثة منذ ذلك الحين.
كما أفاد تقرير إخباري من 28 ماي بالعثور على الرأس المقطوع لعبد المعز التركاوي، وهو طالب من درنة سبق له تحدي مليشيا تسيطر على نقطة تفتيش، في مجمع مسجد الصحابة بالمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.