قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حديث لراديو "موزاييك اف ام" أن كل شخص في مجلس شورىحركة النهضة رأى ايجابية في المرشح الأول أو المشرح الثاني ولذلك "فوضت الحركة لانصارها لاختيار أي مرشح." وأضاف أن النهضة منذ البداية لم تقل اختاروا أحد المرشحين ولكن أحدهما استطاع استقطاب عدد كبير من الناخبين ولكن أغلبهم اختاروا المرزوقي. وقال الغنوشي أنه خلال الدور الأول انتخبت قواعد الحركة من جملة 27 مترشحا، مضيفا أن هناك من اختار الباجي قايد السبسي. وقال أن "حملة الباجي كانت فيها عناصر لم تحسن استقطاب النهضاويين بل نفروهم ولم يحسنوا الإصطياد وخوفوا الشعب التونسي عندما ذكروه ببعض الجراحات القديمة منها حل بعض الأحزاب". وأكد الغنوشي أن النهضة ليست داخلة في حملة أي مرشح من المرشحين وان الحرية كاملة لأنصارهم لإختيار أي مرشح. وفي خصوص موقف مجلس الشورى وان كان القراره منسجم مع القواعد والأنصار، قال الغنوشي أن القرار منطقي. واضاف الغنوشي أن "النهضة حرصت على نجاح الديمقراطية وعلى السلم والأمان في تونس أكثر من حرصها على مصلحة الحزب وانهم كبحوا جماع أنفسهم حرصا على السلم الإجتماعي في تونس ونجاح التجربة الديمقراطية وأنهم تجنبوا معركة تأييد مرشح دون آخر"، مشيرا الى أن ما حصل الآن عملية لا تزال معقولة رغم وجود بعض المبالغات في دعاية كل من المترشحين ولكن رغم ذلك فتونس بخير والأمور على ما يرام ونحن فخورين بانتمائنا الى بلاد لم يقتل فيها أي شخص منذ الإنتخابات". وقال الغنوشي أيضا أنه في سنة 1981 وثق الشعب في الديمقراطية وفي بورقيبة ولكن بعد حوالي 40 يوما حصلت اعتقالات واسعة وفي عهد بن علي تقدمت النهضة ولكن حصلت نفس النتيجة. وقال الغنوشي "نحن الآن في ثورة لم يعد هناك زعيم واحد أو اعلام خشبي ولا مجال لعودة أصنام الحزب الواحد اليوم ..واذا لم نحسن التوافق فنحن مهددون بالفوضى..ونظرية الأصنام والزعيم الأوحد قد سقطت " وأضاف راشد الغنوشي أنه من حق كل مرشح لحملته الإنتخابية اختيار ما يشاء من استراتيجيا كاستخدام التخويف ولكن على التونسيين الاطمئنان على مستقبلهم وأن تونس ستكون بخير وستكون جنة على وجه الأرض إذا أحسنّا التوافق، وأنه اذا خسرت تونس ستكون النهضة خاسرة واذا ربحت ستكون النهضة رابحة، وأنه عندما يخرج من الحكم لن يذهب الى المهجر أو السجن. وقال الغنوشي أن تونس الآن لديها فرصة تاريخية لتعيش الحضارة ... وحول قرار مجلس الشورى الذي لم يحض بموافقة الأغلبية المطلقة التي اعتبرته مهادنة لحركة لنداء تونس، قال أن حركة النهضة نشأت نشأة نضالية ودعوية وحكمتها المؤسسات واستطاعت أن تضمن وحدتها عبر كل المحن لأنها تؤمن بالإختلاف...وأن القرار اتخذ من قبل مجلس الشورى بأغلبية واسعة. بخصوص انسحاب حمادي الجبالي من الحركة، قال الغنوشي أن "النهضة ليست سجنا، النهضة خيمة كبيرة، الذي يدخلها مرحبا به والذي يخرج منها ربي يفتح عليه، ونحن نتمنى كل الخير لأخينا حمادي الجبالي سواءا داخل الحركة او خارجها". وقال الغنوشي أنه يوجد في نداء تونس بعض العناصر المتشددة لميولاتها الإستئصالية والإيديولوجية التي لا تقبل مشاركة حركة النهضة..بينما النهضة ترى عكس هؤلاء، مشيرا إلى أنه يعتمد كلام رئيس حزب نداء تونس وليس الطيب البكوش. وقال الغنوشي : "طالبنا خلال حملتنا الانتخابية بحكومة وحدة وطنية ونحن مقتنعون ان البلاد تحتاج الى حكومة ذات قاعدة واسعة حتى تواجه التحديات الكبرى والقرارات الصعبة التي لم تتخذها الحكومات المتعاقبة". مضيفا أن المعارضة سهلة خلال الفترة القادمة لان المشاكل كثيرة. وقال الغنوشي "أن شعبية النهضة تضررت عندما تسلمت السلطة ونقصت 20 بالمائة ولكن النهضة أوصلت البلاد لشاطئ السلام وحافظت الحركة على السلم والديمقراطية.. ولا بد لتونس أن تصل شاطئ الأمان ولا يمكنها ذلك بيد واحدة بل بإثنين وان تونس تحتاج للنهضة والنداء وآفاق والوطني الحر والجبهة الشعبية". وبسؤاله حول بيان الجبهة الشعبية الذي اعتبر أن المرزوقي المرشح الفعلي لحركة النهضة فقال أن تونس تحتاج لحكومة وحدة وطنية لا تقصي أحد وحتى لو هنالك من يريدون اقصاء النهضة فهي لن تقصي أحد لأن الإقصاء لا يخدم مصلحة تونس. واضاف الغنوشي أن "الجبهة مازالت في موقف الاقصاء ولم تتتونس بالكامل"، مضيفا أن حمة الهمامي قام بجهد كبير ليرتحل بالجبهة من أقصى اليسار إلى الوسط، وان ارتحاله مازال ليصل إلى نتيجة المرجوة". واوضح الغنوشي أن تونس في 10 أمتار أخيرة للسباق وهذه أمتار خطيرة جدا، وكثير من التجارب سقطت في هذه الأمتار، بسبب عدم اعتراف طرف بنتائج الانتخابات. وحول مقومات ضمان الإستقرار للخمس سنوات القادمة، قال أن هناك هيئة للإنتخابات تعتبر حكما ولا يمكن التشكيك في ما يقوله الحكم ولا بد من القبول بالنتائج وتهنئة الفائز وأكد ان الحركة ستهنأ الفائز، مضيفا أنّ الحركة تنتظر أن يكون يوم الإثنين يوم سعيد يهنئ فيه الجميع الفائز في الإنتخابات الرئاسية. وقال الغنوشي حول لقاءاته بالباجي قايد السبسي : "التقينا مرات كثيرة منذ لقاء باريس وتشاورنا حول وضع البلاد ولم ندخل في التفاصيل حول الحكومة أو تشكيل المشهد السياسي.. وأكدنا خلال لقاءاتنا على المبادئ الكبرى مثل مبدأ التعاون واتفقنا على العمل المشترك والتوافق ومبادئ الشورى والتعاون"، مستنتجا أن "هذا ما يتضمنه خطابه وخطابنا". ووجه الغنوشي خطابا الى قواعد النهضة، قائلا أن الشعب التونسي الذي أعادهم بعد أن كانوا مهجرين التي سيدفن فيها بفضل هذا الشعب ". وقال أيضا أن "تونس أمانة بين أيدينا جميعا والعالم بأسره ينظر الى تونس بإشفاق ولا بد أن نبين لكل العالم الإسلامي والعربي أننا في مستوى هذه اللحظة التاريخية لذلك لا لتخييب آماله."