سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عادل الدعداع الرئيس الجديد لنادي حمام الأنف في حديث الرياضة والسياسة
لا علاقة لانتمائي لحركة النهضة برئاسة الهمهاما
منجي بحر قال أني غير قادر على توفير 150 مليونا فقدمت 200 مليون
عندما التقيته أول مرة، بدا لي رجلا رصينا متخلقا كثير الصمت يلجأ دائما إلى الابتسامة في رده على مصافحيه متواضع إلى أبعد الحدود، ثم اكتشفت فيه من خلال هذا الحوار اللباقة وحسن الكلام ورشاقة في الحديث وسعة معارف ورحابة صدر وهو ما جعل الحديث معه يطول لنغوص معه في عديد المواضيع الهامة. حوار أكرم بودية كثر الحديث عن الخطة التي ستشغلها في نادي حمام الانف فهل لك أن توضح لنا المسألة؟ قبل كل شيء أود أن أوضح للجميع أن القائمة التي تقدمنا بها لانتخابات الهيئة المديرة لنادي حمام الأنف تضم 13 عضوا كلهم يمكن أن يضطلعوا برئاسة النادي فلا فرق عندنا بين شخص وآخر فعادل الدعداع بإمكانه أن يشغل خطة رئيس ويمكن أن يتخلى عن هذا المنصب لفائدة عضو أخر وهو ما حصل في الأسبوع المنقضي عندما أعلنت أني قد تخليت لفائدة فيصل بوستة لأتولى منصب نائب رئيس مع التزامي بدفع المبلغ المالي الذي وعدت بدفعه لنادي حمام الأنف والمقدر ب200 ألف دينار.
وما الذي حصل لتعود لمنصب الرئيس؟ ما حصل هو اعتذار فيصل بوستة لأسباب شخصية بحتة، دون أن أنسى ضغط جماهير الفريق فاستجبت لنداء الواجب وعدت لتولي منصب رئيس النادي.
س: لكن بعض الأطراف قالت أنك تعرضت لضغوطات من أطراف سياسية للتخلي عن رئاسة النادي وبالتحديد من حزب النهضة فما مدى صحة هذه الأخبار؟ هذا غير صحيح ولم أتعرض لأية ضغوطات من حزب النهضة كما تم تداوله في الشارع الرياضي وكل ما في الأمر أن بعض الأصدقاء والأصحاب نصحوني بالابتعاد عن رئاسة النادي حتى لا يرتبط نادي حمام الأنف بانتمائي السياسي خاصة بعد الحملة الإعلامية التي تعرضت لها لاسيما من قبل إحدى الصحف اليومية التي تناولت موضوع رئاستي لنادي حمام الأنف بتهكم حتى أن كاتب المقال تساءل في سياق مقاله عن البدلة الرياضية التي سيرتديها اللاعبون في الفريق مستقبلا باعتبار انتمائي لحزب النهضة لذلك آثرت الانسحاب على أن أكون موضع سخرية.
وما هو ردك على هذه الحملة؟ لا أريد أن أدخل في مهاترات لا طائلة من ورائها لكن أريد أن أؤكد للجميع أني جئت لنادي حمام الأنف الذي كنت ولازلت أحد أبنائه الأوفياء من أجل خدمته وتقديم الإضافة له وأن رئاستي للنادي لن تؤثر إلا بالإيجاب على النادي بحول الله وأود أن أرد عن منتقديّ بالتأكيد على أني لا أخجل من انتمائي السياسي وأعتقد أن الثورة التي قام بها التونسيون هدفها الكرامة والحرية، ولا يمكن لأحد أن يسلبني حريتي كما أن لكل فرد الحرية في اختيار ميوله وتوجهاته السياسية. وأؤكّد لكل هؤلاء أني أنتمي لعائلة كبرى وليسأل عني الكل في حمام الأنف.
هل يعني هذا أنك لم تلهث وراء رئاسة النادي؟ بالتأكيد، وأنا مستعد للتخلي عن هذا المنصب متى وجد الشخص الأجدر مني فهذا المنصب هو تكليف وليس شيئا آخرا وأنا قبلت به لخدمة فريقي. ومن يتوسم في نفسه الكفاءة لرئاسة هذا النادي العريق فأنا مستعد للتخلي عن هذه المسؤولية ولن أكتفي بذلك بل سأدعمه بالمال وسأقف إلى جانبه بالعمل أيضا. فمثلا عندما علمت أن رجل الأعمال سليم الرياحي قد يتقدم بترشيحه لرئاسة نادي حمام الأنف رحبت بالفكرة كثيرا فقد سبق لي أن التقيت هذا الرجل فهو رجل خلوق مثقف إضافة لأنه ميسور ماليا لذلك فإن رئاسته للنادي سيمكّن النادي من تحقيق نقلة نوعية.
لنعد للحديث عن حزب النهضة، لماذا لم تغادره رغم أن انتماءك له سبّب لك الكثير من المشاكل في الماضي؟ لأنني لست من الرجال الذين يتخلون عن مبادئهم بسهولة فصحيح أني تعرضت في الماضي لعديد المضايقات والضغوطات حتى أني حرمت من حقوقي المدنية وأمضيت سنوات عديدة وطويلة تحت المراقبة كما أني أبعدت أكثر من مرة عن نادي حمام الأنف لا لشيء إلا لأني محسوب على حركة النهضة ومع ذلك فقد بقيت صامدا أني ثابت على مبادئي وقناعاتي.
وهل تقدمت بترشحك للمجلس التأسيسي ؟ لم أترشح للمجلس التأسيسي ولا لأي منصب أخر.
علاقتك كانت متوترة مع الرئيس السابق المنجي بحر فما هي الأسباب؟ ليست لي خلافات شخصية مع المنجي بحر والجميع يعلم أني من جئت به لنادي حمّام الأنف وأنا من قدّمه لأحباء الفريق وشجعته على تولي منصب الرئيس لكن لا أدري لماذا تصرف معي بتلك الكيفية إذ أقصاني من العمل بالنادي خلال فترة نظام الحكم البائد بسبب انتمائي لحركة النهضة وحتى بعد نهاية حكم بن علي أظهر بحر عداء كبيرا لي لا أدري أسبابه إلى الآن. فحتى خلال الندوة الصحفية التي عقدها مِؤخرا حاول الإساءة لي والتطاول علي وأكد انه مستعد لمد يد العون للفريق في صورة ما إذا تولى فيصل بوستة الرئاسة، وقبل هذه الفترة حاول المس من كرامتي ومن معنوياتي بالتشكيك أني غير قادر على توفير 150 ألف دينار من مالي الخاص لنادي حمام الأنف فوفرت للفريق 200 ألف دينار لنريه أن "الرجال موجودة" بحمّام الأنف ولعلي أذكره أن والدي كان يساعد بلدية حمام الأنف منذ سنة 1920 وليس لدي ما أقوله للمنجي بحر ولأمثاله إلاّ "وإن لم تستح فافعل ما شئت".
خلال الندوة الصحفية الأخيرة للمنجي بحر أكد أنه رفع ميزانية الفريق من 700 مليون إلى مليار و400 مليون فما هو تعليقك؟ صحيح أن ميزانية الفريق هذا الموسم بلغت 1400 مليون دينار لكن إذا قمنا بنظرة بسيطة على موازنة الفريق يتبين لنا أن 700 ألف دينار من مداخيل النادي قادمة من بيع اللاعبين وبعملية حسابية بسيطة يتبين لنا لأن الموازنة الحقيقية للفريق هي 700 ألف دينار أي نفس مداخيل النادي قبل 6 مواسم. نحن لا نبيع لاعبين ب 700 ألف دينار كل موسم وإلاّ فإن يصبح أي شخص "من الشارع" قادر على تولي مقاليد النادي وهنا لا بد من التساؤل عن الإنجاز الذي يتشدق به المنجي بحر؟
ما هو البرنامج الذي أعدته الهيئة المديرة الجديدة ؟ أعددنا برنامجا ثريا الهدف منه إعادة بناء هذا الفريق العريق على أسس صحيحة حتى لا يكون مآله التلاشي على غرار عديد الأندية الكبرى كالرالوي والأولمبي للنقل. سنسعى لبعث فروع جديدة الهدف منها احتضان أطفال وشباب الجهة كما سنقوم بهيكلة جديدة في صلب الفريق. عديد المساءل ستتضح أكثر في قادم الأيام لكن الأكيد أن الهيئة المديرة غير قادرة على إنجاز كل شيء بمفردها بل إنها في حاجة لالتفاف الأحباء وكل الغيورين حولها وكفانا انقسامات وتكتلات ولنجتمع كلنا من أجل خدمة نادي حمام الأنف الذي نحبه جميعا.
بم تختم هذا اللقاء؟ أتمنى أن تمر انتخابات 23 أكتوبر في أفضل الظروف لأن نجاح الثورة يمر حتما عبر نجاح انتخابات المجلس التأسيسي الذي من شأنه أن يضفي الاستقرار على البلاد ومن ثمة استقرار الرياضة في بلادنا. كما أني أطلب من أبناء نادي حمام الأنف أن يكونوا كالجسد الواحد وأن يبتعدوا عن الانقسامات والخلافات لما فيه مصلحة نادينا.