دافع تنظيم "داعش" عن نفسه، بعدما أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا، من الناحية الشرعية والدينية، حيث أشار إلى أنّ هناك فتوى دينية للإمام ابن تيمية تجيز تنفيذ الإعدام بهذه الطريقة، أي الحرق حياً كما تم في حالة الطيار الأردني، وجاء الرد على رجال الدين والأزهر الشريف الذين أعلنوا تبرأهم من تنظيم داعش وطريقته البربرية، ووفقاً لما رصدته تقارير صحفية غربية، فإن "داعش" يدافع عن نفسه دينياً وشرعياً، بل حتى ديموقراطياً. وكان الهاشتاغ تحت عنوان #SuggestAWayToKillTheJordanianPilotPigوالذي لقي أصداء واسعة من أتباع التنظيم الإرهابي، واللافت في الأمر أن بعضهم يعيش في أوروبا وأميركا، مما يؤشر إلى خطورة مواقع التواصل الإجتماعي، وعلى رأسها تويتر في نشر الأفكار المتطرفة، وتجعل من التجمعات الإرهابية، ولو في العالم الإفتراضي أمراً سهلاً. وكان من بين الطرق المقترحة الحرق حياً، ثم السير فوق جثته بجرافة ثقيلة، فيما اقترح البعض الآخر، وضعه في خزان وحرقه مع الاحتفاظ برأسه لإرسالها إلى الأردن، وتم الاستقرار في نهاية المطاف على حرق الطيار الأردني حياً، وتم بث الشريط الذي يرصد هذه العملية في 22 دقيقة، والذي أثار ضجة عالمية هائلة، وسط إدانات من كافة دول العالم، سواء على المستويات السياسية أو الدينية وكذلك الإجتماعية. ودخل الجدل حول علاقة الإسلام بالعنف الذي يصل إلى حد حرق الشخص حياً، كما حدث للطيار الأردني، والذي أعدمه تنظيم "داعش" حرقاً وهو حي، منعطفاً جديداً، حيث لم يتردد رجال الدين، سواء في مصر أو السعودية، وخاصة من المشاهير الذين يعتقد البعض أنهم يصلحون لدور المرجعية الدينية في إدانة الجريمة النكراء، فقد أكد الأزهر الشريف أن جريمة "داعش" بربرية داعياً إلى تعقبهم واعدامهم. كما هاجم الداعية السعودي سلمان العودة، طريقة قتل الطيار الأردني مؤكداً أن الإعدام حرقاً جريمة نكراء يرفضها الشرع أياً كانت أسبابها، وهو مرفوض سواء حدث في حق فرد أو جماعة أو حتى شعب، مستشهداً بالقول المعروف "لا يعذب بالنار إلا الله". وكانت الفتوى التي استند عليها "داعش" تقول في أصلها المنقول عن ابن تيمية وفقاً لادعائهم "بعض أهل العلم ذهبوا إلى أن الحرق بالنار محرم في الأصل، غير أنه يجوز عند المماثلة، في إشارة إلى الحروق التي تتركها قنابل الطائرات الحربية التابعة لمقاتلات التحالف الدولية، بأجساد مسلحي تنظيم داعش".(إيلاف)