تُجرى محادثات في تونس بين ممثلين عن قبائل الطوراق وقبائل التبو برعاية نشطاء بمؤسسات المجتمع المدني وبعض المسؤولين الحكوميين، ضمن مساعٍ لوقف القتال في مدينة أوباري (جنوب غرب ليبيا). ووصف أحد المشرفين على الاجتماعات ل"بوابة الوسط"، اللقاءات بين الطرفين ب"المثمرة"، وتشير إلى تجاوب الطرفين لوقف القتال. وأوضح المصدر، الذي فضَّل عدم نشر اسمه، أنَّ الأطراف تتّجه للاتفاق على آلية مشتركة للخروج نهائيًا من تلك المشكلة التي أدّت إلى سقوط عددٍ من القتلى والجرحى بين الطرفين في المدينة، والتي أوقفت سير الحياة الطبيعية التي نجمت عن إغلاق المحال التجارية والمصارف والمؤسسات الحكومية ونزوح العديد من الأسر إلى مناطق غات وتراغن والشاطئ وسبها وقرى وادى الآجال. وحاول مجلس النواب الليبي وقف القتال بين القبيلتين وذلك في زيارتين منفصلتين، كانت الأولى برئاسة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى حقل الشرارة ولقائه عددًا من أعيان الطوارق، والثانية إلى حقل الفيل في منطقة مساك برئاسة عقيلة صالح أيضًا الذي اجتمع بأعيان قبيلة التبو، برفقة عددٍ من أعضاء مجلس النواب وأعيان ليبيا، قبل أن تفشل تلك الزيارات في حقن الدماء بين التبو والطوارق. وعقد الطوارق والتبو اتفاق تهدئة لوقف القتال في نهاية سبتمبر 2014 تحت رعاية أعيان المنطقة الجنوبية وأعيان الزنتان، لكن لم يستمر أيامًا معدودة وتوصّل الطرفان إلى آلية اتفاق أخرى في نهاية العام الماضي بمنطقة وادي عتبة، لكنه لم يرَ النور بعدُ. وساهم أعيان ورفلة من منطقة بني وليد في إيجاد حل لتلك المشكلة، حين التقوا أعيان الطرفين ولكن جهودهم لم تسفر عن أي اتفاق أو تهدئة. ودخلت الاشتباكات بين الطوارق والتبو شهرها الرابع على التوالي؛ مما أدّى إلى تسيير عدة قوافل إغاثة من الهلال الأحمر الليبي ومؤسسات المجتمع المدني من مختلف مدن ليبيا وذلك لتوزيعها على الأسر النازحة في مناطق الجنوب. وأكد مسؤول مكتب التربية والتعليم بمدينة أوباري علي عمر ل«بوابة الوسط» أنّه تم فتح مدارس للنازحين في منطقة وادي الآجال، بسبب توقف وإغلاق جميع المدارس بالمدينة، لافتًا إلى أنَّ اليومين الماضين شهدا افتتاح مدرستين للتعليم الأساسي والتعليم الثانوي بمنطقة الديسة.
