هم لا يتسامحون مع الفساد كبيرا كان ام صغيرا , و مهما كان مقترفه رئيسا او وزيرا او صهر ملك او لاعبا مشهورا او فنانا عالميا او صاحب شركات متعددة الجنسيات ...اما نحن فلا نحاسب الا المواطن البسيط او الموظف "المزمر" او المستثمر الغير مسنود سياسيا او من طرف لوبي يحميه و يجنبه المسائلة . هم يخططون و يضعون الاستراتيجيات القصيرة و المتوسطة و البعيدة المدى في كل المجالات و القطاعات ,اما نحن فنعيش "كل يوم و يومو" و لا نفكر او ننظر لابعد من انوفنا . هم يجتهدون من اجل اتقان اعمالهم و تطوير نوعية منتوجاتهم و خدماتهم, اما نحن "فكعور و ادي للاعور" و "دز تخطف " و نسينا و تركنا جانبا ما قاله اجدادنا من قبيل: "بارك الله في من خدم خدمة و اتقنها" . هم يستقيلون من مناصبهم و يعتذرون لشعوبهم متى اخطاوا او فشلوا في اداء مهامهم اما نحن فمعيز و لو طاروا و ما "يتقلع مالكرسي كان ما يجيبولوا تراكس و شوف و شوف" .
هم شعوب متحضرة تحترم القانون و الضوابط المجتمعية و ما تمليه الاعراف المحلية اما نحن ففوضى ووقاحة و همجية و "حوت ياكل حوت و قليل الجهد يموت" . هم يحبون اوطانهم قولا و فعلا و يذودون عنها بشراسة و لو على حساب بلدان اخرى و لا يخضعون لاي املاءات خارجية او مساسا بسيادتهم الوطنية, اما نحن فننظر للخضوع و نعتبره برغماتية و حكمة و مسالة حتمية و قدرية . هم يعتبرون عيسى عليه السلام ابنا لله , في حين اننا مقتنعون ان الله احد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا احد و لعلها ميزتنا الوحيدة المتبقية في انتظار عودة المسيح ليصحح لهم عقيدتهم . هم شعوب الدول المتقدمة و المتطورة و حكامها ,اما نحن فشعوب لا زالت تتحسس خطواتها الاولى على طريق الحرية و الشفافية و العدالة الاجتماعية و السيادة الوطنية, تحتاج في هده المرحلة لقادة يضعون القطار على السكة الصحيحة في انتظار ان تكمل الاجيال القادمة مشوار الالف ميل . تلك للاسف حقيقتنا و ليست جلدا للذات مع بعض الاستثناءات القليلة للاسف.