الحج الى بيت الله الحرام ركن من اركان الاسلام الخمسة الدليل على ذلك من القران الكريم قول الله تبارك وتعالى"ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا" وقول رسول الله عليه الصلاة والسلام"بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الاالله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج اليبت لمن استطاع" والاستطاعة بدنية "السلامة من العلل والامراض"ومالية" كلفة الحج والقيام على العيال الواجب عليه نفقتهم" ويدخل في الاستطاعة الامن بحيث يامن الحاج في طريقه لاداء حجه من كل المخاطر فاذا توفرت كل هذه الشروط وجب على من لم يحج حجة الاسلام وهي مرة واحدة في العمر ان يبادر باداء هذا الركن حتى تبرا ذمته امام الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"حجوا قبل ان لا تحجوا" والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل يمكن اعتبار ما تمر بلاد من بلدان الاسلام من ظروف اقتصادية صعبة كما هو الحال بالنسبة لتونس مبررا يستند عليه لطلب استصدار فتوى من مفتي الجمهورية "وحبذا ان يكون ذلك من هيئة شرعية يراسها المفتي" لترك اداء الحج لعام اوكثر اقول لان ذلك من صميم مهمة المفتي في بلاد ينص دستورها على ان دين الدولة هو الاسلام فان التكامل بين اطراف الدولة ضروري والتفاعل الايجابي مطلوب وبمعنى ادق يمكن للدولة ممارسة لصلاحياتها ان تستفتي في مثل هذه القضية وقد قامت دول شقيقة في مسالة هي دون ركن الحج درجة اعني بذلك اقدام المغرب الشقيق في عام من الاعوام بطلب من لي امره الملك الحسن الثاني رحمه الله ان يترك المغاربة سنة الاضحية نظرا للظروف المناخية التي مر بها في ذلك العام ولاشك ان الملك قدعاد الى الهيئة العلمية في بلاده والتي يراس بنفسه مجلسها العلمي الاعلى باعتباره يحمل لقب امير المؤمنين وقد وقعت الاستجابة من طرف الشعب المغربى لهذا الرجاء المشروع الذي اقتضاه الظرف الذي هو عابر و في ذلك مراعاة للمصلحة والقاعدة تقول "حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله والضرر يزال وفي الحديث لاضرر ولاضرار" بالنسبة لقضية الحال لا بد ان يقدم طلب الفتوى من طرف الدولة معللا مدعوما بحيثيات مرقمة وحجج مقنعة بان هذا الطلب تدعمه خطة واضحة شفافة لاتشوبها اية شائبة في الترشيد لكل النفقات ليقتصر التوريد على الضروريات مما تقتضيه حياة التونسيين الصحية العلاجية وبه تتحرك عجلة التنمية وان اخراج العملة الصعبة يحجر فيما سوى ذلك بما في ذلك المنحة السياحية التي من الحيف السماح بها للسفر للسياحة اوحضور الدورات الرياضية وغير ذلك من مجالا ت استعمال العملة فيما ليس ضروريا فان السماح بذلك وطلب استصدار فتوى لترك الحج لايستقيم ولايمكن ان يجد تجاوبا ولاحجة قوية تدعم القناعة به كان ذلك هو ما اجبت به اذاعة "اكسبريس اف ام" عندما استضافتني في اول هذا الاسبوع مشكورة في حصة مباشرة استضافت فيها معي رئيس نقابة الوعاظ الذي تقدم الى فضيلة الشيخ المفتي بطلب فتوى تجيز للتونسيين ترك اداء الحج لهذا العام