بعد الاعلان في جانفي الفارط من قبل حمادي الجبالي كونه سيترشح مستقلا للانتخابات الرئاسية القادمة جدد في تصريح جديد كونه يتعامل مع الأمر بكل جدية وأن ترشحه لهذا المنصب وارد . في التصريح الأول قال الجبالي كونه ان ترشح فلن يخضع الى ضغوطات ولا تهديدات وهو ما يحيلنا على الطرف الذي يقصده بذلك. في مقابل ذلك يؤكد مؤخرا الناطق الرسمي باسم الحركة كونه من الوارد ترشح رئيسها راشد الغنوشي لمنصب الرئاسة في انتخابات 2019وأنه لا شيء يمنع ذلك . كل هذا يمكن قراءته أولا من جهة الارتباط بالنهضة ذاتها أي أنها مصرة هذه المرة على ترشيح شخصية منها لمنصب رئاسة الجمهورية أو على الأقل شخصية تدعمها وهنا يطرح البعض فرضية دعم رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد الذي وجد نفسه مدعوما من النهضة فقط بما في ذلك حزبه نداء تونس الذي تخلى عنه ويطالب بإقالته. بالنسبة لرئيس الحركة راشد الغنوشي فقد سبق وأعلن في الانتخابات الفارطة كونه ليس معنيا بأي منصب لكن هذه الفترة انقضت وذهبت بتغير الظروف والمعطيات خاصة وأن الطرف الذي دعمته النهضة بداية بفرض عدم تمرير تشريعات في الدستور تقف حائلا بينه وبين المنصب ونقصد هنا سقف العمر ورفض النهضة لقانون الاقصاء السياسي ونحن نقصد طبعا رئيس الجمهورية الحالي الباجي قائد السبسي بالتالي فان ترشح الغنوشي في 2019 لمنصب رئيس الجمهورية وارد وليست أمامه موانع لكن هل فعلا تقرر النهضة ترشيحه؟ حتى وان كان الأمر واردا فانه يبقى الى حد الآن غير مؤكد الا بتوفر عوامل منها ضمان الفوز لأن هزيمته ستؤثر على الحركة ككل. الأمر الثاني يتعلق بالضمانات أيضا ونقصد هنا عدم دخوله في منافسة مع أحد أعمدة الاتجاه الاسلامي سابقا والنهضة فيما بعد أي حمادي الجبالي لأن ترشحه قد يقسم أصوات القواعد النهضوية فحتى وان كان الجبالي قد انسحب من الحركة فانه اسمه بقي مرتبطا بها وليس من السهل فسخ ذلك بجرة قلم. لكن مع هذا فان المنافسة عندما تحصل لن تقتصر على الأسماء النهضوية فقط فهناك أسماء أخرى لها وزنها ان ترشحت على غرار الرئيس السابق المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد وأيضا مرشح التيار الديمقراطي الذي أثبتت الانتخابات الأخيرة كون شعبيته في ازدياد.