بات المواطن اليوم في بلادنا يعاني من الكثير من الظواهر السلبية والتجاوزات وهذه الظواهر انتشرت بشكل كبير بل بعضها تجاوز كل الحدود في تحد صارخ للقانون وللدولة ومؤسساتها . من بين هذه الظواهر التي انتشرت بشكل مريع وغريب في نفس الوقت وخاصة مع دخول فصل الصيف احتلال اصحاب المقاهي للأرصفة الطرقات وتحويلها الى امتداد لمقاهيهم غير عابئين بالخطر الذي قد يتعرض له المارة المترجلون جراء اضطرارهم للسير في وسط الطرقات مع السيارت والشعار في كل هذا من قبل اصحاب المقاهي " كان عجبك - بر اشكي" بمعنى آخر وكأنه لا وجود للدولة والبلديات والأمن لمنع مثل هذه الممارسات التي كانت تلفت الانتباه واليوم صارت وكأنها عادية بسبب انتشارها في جميع المدن الكبرى وليس في العاصمة فقط. هذه الظاهرة والممارسة المتحدية للقانون انتقلت الى الشواطئ التي باتت اليوم هي الأخرى محتكرة من أشخاص يفرضون أتاوات على روادها اما كمقابل ايقاف السيارات حيث بات المواطن مطالب بالدفع لمن يعلم ولا يعلم صفته في أي مكان يضع فيه سيارته ومقابل استجمام أيضا حيث باتت المظلات منتشرة على طول الشاطئ وبأسعار ملكية ومن يريد مكانا جيدا للسباحة عليه أن يدفع مقابل كراس ومظلة تفرض عليه. المقاهي على الشواطئ هي الأخرى انتشرت في الرمال وعلى الأرصفة بل البعض منها صار يستغل الكهرباء العمومي " عيني عينك وجهار في النهار" والسؤال هنا " أين البلديات التي انتخبت ومتى تتحرك لفرض القانون والانضباط وأين السلطات ؟ عندما نتحدث عن هيبة الدولة فهو أن تبدأ بالتصدي لهذه الممارسات التي قد تبدو بسيطة ولكنها تؤثر على الرأي العام وتجعله يحمل قناعة كون الدولة ضعيفة وغير قادرة على انفاذ القانون أمام اشخاص عاديين فما بالك بالحيتان الكبيرة التي تسيطر على قطاعات كاملة وعلى التهريب وتجعله منافسا للاقتصاد الرسمي .