واخيرا استقر راي وقرار وموقف وعزم الحكومة على عدم الزيادة في سعر الحليب بالنسبة لعامة المواطنين المستهلكين وانما تقررت الزيادة في سعره بالنسبة للمنتجين والمجمعين وهذا لعمري و والله وتالله قرار صائب ومصيب ولئن افرح هذا القرارطبعا المنتجين والمجمعين الا انني اظنه واعتقد جازما انه قرار قد صدم وقد فاجا و قد ازعج المعارضين للحكومة من الشمال الى اليمين والذين كانوا وما زالوا ينتظرون كما يقول العامة سقوط هذه الحكومة وفشلها في ( الدورة) اذ كان هؤلاء يمنون النفس منذ اسابيع ومنذ ايام ان يرتفع سعر الحليب في مستوى البيع للعموم وللعوام من حين الى اخر حتى ينهالوا على الحكومة لوما ونقدا وشتما وقدحا وزئيرا وزمجرة كما يزار الاسد وكما يزمجر ويهدر البحر الهائج المتلاطم كما انني ازيد فاقول انه قد ثبت للكثير من التونسيين ان اغلب هؤلاء الناقدين للحكومة من طبقة السياسيين يظهرون انفسهم للناس على انهم عليهم من المشفقين وانهم على مصالحهم من المحافظين وانهم بهم من الراحمين ولكن حقيتهم الخفية عند التامل وتدقيق النظر تخالف تماما هذه المظاهر الخداعة الذين يريدون ترويجها بين البشر وانما غايتهم وحقيقتهم الأولى والأخيرة الاطاحة العاجلة غير الآجلة بالحكومة وبث الفوضى في البلاد في كل مناسبة وفي كل وقت وفي كل حين وفي كل ساعة عملا بذلك القول القديم البالي الذي قاله شمشون الجبار في يوم من ايام العصور الخوالي (علي وعلى اعدائي) وياليت هؤلاء السياسيين المعارضين والناقمين والمترصدين لاخطاء الحكومة وامكانية فشلها في (الدورة)يكذبونني فيما اقول فيعلنون للتونسيين فورا عن شكرهم للحكومة في ابقائها على سعر الحليب الحالي بلا زيادة ولا هم يحزنون ولكنني اعلم علم اليقين انهم بعد هذا القرار المفاجئ سيحزنون ويغضبون ويختفون ويفكرون و(يكنبنون) كيف يجعلون الشعب يمر على هذا القرار مرور النيام ولا يستقبله باي شكر ولا باي اعتراف ولا باي جميل من القول ومن الكلام الذي يدل على اقل تقدير على ان الحكومة تعمل وتسعى بكل جهدها ان تحافظ على طاقة المواطن الشرائية رغم الظروف الصعبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها جميع البلدان العربية ومن بينها طبعا البلاد التونسية وما اوضاع اخواننا الليبيين والسوريين واليمنيين والأردنيين والمصريين وحتى السعوديين خير دليل على ما اقول لمن سينتقدون مقالي ولا يجد عندهم نصيبا من الرضا ومثله من التزكية ومثله من القبول وما احسن ان ننهي هذا المقال كما عودنا اخواننا القراء بشيء من الابتهال وشيء من الدعاء الذي يسمعه ربنا خالق الأرض وخالق السماء خاصة وقد صادف دعاؤنا يوم الجمعة هذا اليوم المفضل عند الله الذي يستجيب فيه دعاء كل عبد ابتهل اليه وبالصدق دعاه فنقول ونحن خاشعون ومخبتون اللهم اجرنا واحفظنا من شرور غلاء الاسعار ومن انخفاظ قيمة المليم الدينار واحفظنا من كيد من يسعون فينا غافلين او متعمدين الى اشعال النار وبث الفتنة في هذه البلاد وهذه الديار فانت وحدك الستار وانت وحدك الجبار اما الذين لا يومنون فينا بالدعاء ويعتبرونه مجرد هزان ونفضان وهراء في هراء فاننا سنخاطبهم بما يفهمون فنقول لهم ونحن فرحون ان الحكومة قررت الا ترفع في سعر الحليب فيا ليتنا نسمعكم ولو مرة تقولون وانتم معترفون صادقون ان قرارها هذه المرة صائب ومصيب ولا نسمعكم تقولون وانتم كعادتكم غاضبون و اسفون وحاقدون مهما كان قرارها فسقوطها امر حاصل قريب حتى لو جات بكل دواء وحتى لو جاءت بكل طبيب لاننا سنجيبكم فنقول ومن ادرانا لعل الحكومة البديلة التي ستنصبونها على التونسيين ستفرض عليهم اسعارا اخرى ارفع ابشع تجعلنا نتذكر ونقول ما حفظناه عن اجدادنا وابائنا اذا خاب ظنهم في كل بديل وفي كل تغيير وفي كل تحول(الله يرضى عليك يا راجل امي الأول)؟