يحيي مارسيل خليفة في صائفة 2018 مجموعة من السهرات بعدد من المسارح في تونس الكبرى وفي الجهات، أهمّها اعتلاء المسرح الروماني بقرطاج يوم 26 جويلية. وعقد الفنان اللبناني لهذا الغرض ندوة صحفية يوم الأربعاء بمدينة الثقافة، بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وسفير الجمهورية اللبنانية المعتمد بتونس طوني فرنجية، تحدّث فيها رفقة ابنه رامي خليفة الذي سيشاركه العرض،عن مضمون العمل وعن الفن في علاقة بالقضايا الإنسانية العادلة. وتولّى الوزير تكريم الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي تلا خلال هذا اللقاء نصّا جاء في شكل رسالة، قال الفنان إنه أعدّها البارحة وعنوانها ب "حيث لا تكذب الأغنيات". فحدّث الحضور من الإعلاميين والفنانين عن طفولته في المدرسة وهو ينشد للرئيس رفقة التلاميذ ويلوّح بالعلم للرئيس بأمر من الأساتذة. ولفت مارسيل خليفة من خلال هذا التمهيد، بالقول: "نحن بحاجة ماسة إلى عصيان قوانين اللعبة السياسية، فالحياة مازالت ممكنة إذا ما أُعيد النظر في ثوابتها الحقيقيّة". وأضاف "نريد أن نحرّر أنفسنا وبلادنا وعقولنا ما دمنا نلتقي ونقول الموسيقى ونعبّر". وعبّر عن رفضه تصنيف الفنانين إلى "فنان غزل" وآخر "فنان حماسة"، مؤكدا على أنّ "مارسيل" شخصية فنية "ثائرة وهادئة ، تكره وتحب، تصرخ كالمجنون وتهمس كالطيف". ولم يفوّت مارسيل خليفة الحديث عن السياسة، واعتبرها قد طغت على حياة الإنسان العربي وغمرت بيته، مضيفا: "نحن في أمسّ الحاجة إلى سلامة الفكر وإلى صحوة فكرية" للتخلّص من طيف السياسة. ويعتقد أن "الإنسان العربي قد فقد موهبة الحب في عالم الحرب والصراعات". وعبّر، في المقابل، عن تفاؤله بمستقبل أفضل للعالم العربي وللإنسان عموما. وقال في هذا السياق : "نلمح ضوءً في نهاية الأفق يدلّنا على الحريّة... سنخلص إلى ذلك النور البعيد في ليلنا الطويل". ودعا المبدعين إلى التمسّك بمشروع الحريّة إذ "كلّما تمكّن المبدع من الإمساك بحريته، كلّما تحسّس الإنسان قيم الجمال والحياة"، وفق تقديره. وعن الحفل الذي سيحييه بالمسرح الأثري بقرطاج وبعدد من المسارح داخل الجمهورية، منها سهرة بمهرجان الحمامات الدولي مساء غد الخميس، قال مارسيل خليفة إن الجمهور سيستمع إلى لغة موسيقية جديدة من ضمنها مقطع جديد بعنوان "صرخة" أعدّه خصّيصا إهداءً لشهداء تونس، بالإضافة إلى مقطع موسيقي سيترجم قصيدة بعنوان "آخر الليل" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وكذلك مقطع موسيقي جنائزي "ليس بالمعنى السلبي بقدر ما هو إعادة للبناء والحياة". وذكر بأن الحفل سيرافقه فيه ابنه رامي خليفة وهو عازف على البيانو. ويتضمن العرض مقاطع موسيقية ستُؤدّى بلكنة جديدة، مع المحافظة على الإيقاعات الموسيقية، وكذلك مقاطع أخرى يحيّي فيها تونس لم يشأ التصريح بها وفضّل أن تكون مفاجأة للجمهور