لا صوت يعلو على صوت الجمهور، الذي تجاوز ال 9 آلاف متفرجا، في سهرة الفنان السوري ناصيف زيتون ليلة البارحة السبت 28 جويلية 2018 بفضاء مهرجان بنزرت الدولي حيث كانت أغلبية الحضور من الجنس اللطيف تصل إلى 95 بالمئة من جملة الحضور و هذا الزخم الرهيب من الفتيات و النساء جعل من الحفل منذ بدايته صراخا و تمايلا و صياحا و ترديدا و تلويحا بالأيادي و بصور ناصيف و أيضا بالهواتف المحمولة حتّى قبل أن يبدأ الحفل. مع العاشرة و 15 دق انطلق العرض تحت " وابل " من الصياح بكلّ الأنغام و على كلّ الموجات الصوتية مهللة باعتلاء ناصيف زيتون الركح لتبدا السهرة و يبدأ الغناء و كان الجميع يمني النفس بقضاء سهرة رائقة ولكن الفتيات سامحهنّ اللّه – ما إن يبدأ ناصيف أغنية إلاّ و ارتمين بصوت حريمي لتواصلن الأغنية ترديدا و صياحا و تلويحا إلى درجة أن يطغى صوت الحضور على صوت الفنان بدرجة نشاز عالية جدّا بالرغم من انتشاء البنات بهذا الجوّ الهستيري و الأجواء الصاخبة تقريبا و في كلّ ردهات العرض بل ما رصدناه هو حفظ هذا الجمهور لكل أغاني ناصيف على ظهر قلب حتّى لا نقول و أنّ الجمهور " فكّ يدين الحزازة " كما يقال و انقلبت المعادلة و أصبح الفنان هو من يتابع أغانيه عبر الحناجر الهادرة من المعجبات. غنّى ناصيف العديد من الأغاني منها " مش عم تضبط معي " و " يا طير الغروب " و " هي اللي غمزتني " و " يا عاشقة الورد " و " صبرك عليا " و " خلص استحي " و " مبرو عليك " و كلّه كذب " و عندي قناعة " و الأرض " بل و غنّي أيضا لسلطان الطرب جورج وصوف بعض أغانيه و لكن و في كلّ هذه الأغاني الجمهور غير غائب بل هو من يتولى اتمام الأغنية، بعد أن يبدأها الفنان ناصيف، وذلك من ألفها إلى يائها إلى درجة أن بقي ناصيف زيتون صامتا و مشدوها أمام هذه الظاهرة التي يبدو أنّه استحسنها لتريحه من بعض أعباء السهرة. أمّا عن أجواءّ المدارج كما الكراسي حدّث و لا حرج حيث الكلّ يموج و يرقص و يرّدد الأغاني و هكذا اختلط الحابل بالنابل و الراقص بالهادر و الواقف بالجالس و فول و زبيب كما يقال و لا نخفي سرّا إن قلنا إلى درجة تعمدّ بعض الفتيات تجاوز بعض الحدود المرسومة من قبل الأمن لأخذ " سلفيات " من المطرب ممّا استوجب في أكثر من مناسبة تحرّك الطواقم الأمنية حتّى لا تعمّ الفوضى و ينخرم النّظام بل رصدنا أيضا حتّى من تعمّدت إلى ارتداء بعض الملابس الخصوصية بهذه المناسبة و أقلّ ما ينطبق عليها قولة الممثل عادل إمام " لابسة من غير هدوم " . هذه هي أجواء السهرة عموما لتنتهي بعد ساعتين من انطلاقها ليليها اللقاء الصحفي مع ناصيف زيتون و الذي أمطره الإعلاميون بوابل من الأسئلة تمحورت حول رأيه في جمهور بنزرت وأسباب عدم رغبته في الدّراسة في المجال الذي يرغب فيه والديه واختياره لعالم الغناء فضلا عن نوعية علاقته بإحدى الممثلات وصولا إلى سرّ اعجاب المطربين جورج وسوف ووديع الصافي بصوته ولون أغانيه، وما هي مشاريعه الغنائية مستقبلا و هل ينوي الدخول في تجربة الدرامية في أحد المسلسلات بل حتّى حول اللباس الرياضي الذي اعتلى به الركح الذي رأت فيه صاحبة السؤال أنه يتضمن نوعا من الاستخفاف بالجمهور و المعجبين.؟؟