بات استخدام مصطلح تقرير بشرى بلحاج حميدة احالة على تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة الأكثر تداولا وبالتالي معرفة من الرأي العام وهي تسمية تعكس المواقف المسبقة من هذا التقرير الذي أحدث جدلا كبيرا بين معارض له ومساند ومقلة التي اتخذت موقفا وسطا وطالبت بالتعامل الموضوعي معه أي مناقشته ثم الحفاظ على ايجابياته وطرح ما يمكن أن يمثل سببا "للفتنة" والخلافات. وسط كل هذا ينتظر الجميع موقف حركة النهضة من هذا التقرير أي هل ستقبل به وتواصل في سياسة التأكيد كونها لم تعد حزبا اسلاميا أم أنها ستعارضه وهو ما سيجعلها عرضة للانتقادات والتشكيك في نواياها ووعودها. في خضم هذا حصل حدث مهم تمثل في رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي استقبال أعضاء لجنة الحريات الفردية والمساواة وهو ما أكدته رئيستها بشرى بلحاج حميدة مضيفة أنه كان مقررا أن تلتقي اللجنة بكل الأحزاب لكن بعد رفض النهضة تم العدول عن ذلك وتابعت أن موقف النهضة كان منتظرا فماذا قصدت بذلك؟ من الواضح أن بشرى بلحاج حميدة كانت شبه متيقنة كون النهضة سترفض هذا التقرير وهو استنتاج معقول حيث أن هناك مسائل ضمن هذا التقرير ينظر اليها كونها ضد الشرع وضد الدين على غرار المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وعدم تجريم المثلية . لكن مع هذا فان موقف النهضة لن يكون الرفض القطعي بل هي تطالب بحذف توصيات معينة تتعارض مع الدين كما تراها والمحافظة على المكاسب الأخرى .