ونحن نقترب من عيد الاضحى المبارك يرتفع ضغط الاقبال على اقتناء الاضاحي خصوصا من طرف الطبقة الوسطى (التي تقلص في السنوات الاخيرة حجمها لتتدحرج الى الطبقة الادنى منها) وذلك اما لان زادهم من المعرفة الدينية ضعيف او انسياقا وراء عادات هي الى الاعراف اقرب من الدين في مقاصده البعيدة التي تعبر عنها ايات الكتاب العزيز وسنة وسيرة صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام من مثل قوله جل من قائل( لايكلف الله نفسا الاوسعها) و( ماجعل عليكم في الدين من حرج)و(يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر) واحاديث عديدة منها قوله عليه الصلاةوالسلام (لاضرر ولاضرار) وغيره من الهدي النبوي القويم والذي عبرعنه اصدق تعبير من قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(انه ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن حراما) ففي خصوص الاضحية التي يتهافت على اقتنائها البعض والكثير منهم في ضائقة مالية فانها سنة مؤكدة للقادر عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كتب علي النحر ولم يكتب عليكم) وقد قررالفقهاء ان( الاضحية سنة مؤكدة على المسلم سواء كان ذكرا اوانثى اذا كانت لاتجحف بماله بان لايحتاج الى ثمنها في عامه) وليس بعد هذا بيان في حكمها فاين هم الذين من لايحتاجون الى ثمنها في عامهم . انهم قلةقليلة ولاشك اليوم وهؤلاء يصدق في حقهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(من وجد سعة فلم يضح فلا يقرب مصلانا) وجبرا لخواطر من لايستطيعون شراء اضاح ولايستطيعون احياء هذه السنة (فان رسول الله صلى اللبه عليه وسلم ضحى بكبشين اقرنين ا ملحين ذبح احدهما عن محمد وال محمد وذبح الاخر عن من شهد لله بالتوحيد وشهد لرسول الله بالبلاغ من امته )وفي رواية( عن من لم يضح من امته) فلو كانت واجبة ما ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امته( غير القادرين منهم) وروي ان ابن عباس رضي الله عنهما. حبر الامة وترجمان القران(' كان اذا حضر الاضحى اعطى مولاه درهمين وقال له اشتر بهما لحما واخبر التاس انه اضحية ابن عباس) وروي ان بلال رضى الله عنه انه ضحى بديك وقال ( ما كنت ابالي لوضحيت بديك ولان اخذ ثمن الاضحية فاتصدق به على مسكين مقتر احب الي من اضحي) وقال ابو مسعود الصحابي البدري ( لقد هممت ان ادع الاضحية واني لمن ايسركم مخافة ان يحسب الناس انها حتم واجب) رضي الله عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايهم اقتدينا اهتدينا فقد فهموا الدين في مقاصده وابعاده ولم يكتفوا بالحرفية الضيقة التي الت اليها افهام من جاؤوا بعدهم فهم الدين على حقيقته هو ماينبغي ان يؤكد عليه الخطاب الديني عله يساهم في تغيير ماالت اليه احوا ل المسلمين في سائر تصرفاتهم وبالخصوص في مايتعلق بهدي دينهم السمح في العبادات والمعاملات