بحفل صابر رباعي، ليلة 17 أوت 2018، يكون قد أسدل الستار على الدورة 36 لمهرجان بنزرت الدولي بغثّه و سمينه و سنرجع لتقييم ذلك في ورقة خاصة لاحقا. إذن مسك الختام لهذه الدورة كان بحفل صابر رباعي الذي أوفى الجمهور الحاضر حقّه و الذي تجاوز ال 13 ألف مشاهدا و لكن يبدو وراء هذه الحشود فتح كل أبواب المهرجان من ناحية و الكم الهائل من الدعوات التّي أعدت بهذه المناسبة. المهم و أنّ صابر كما أسلفنا كان في يومه حضورا و غناء و انتشاء بهذا العدد الكبير من الحضور حيث غنّى لمدّة تجاوزت الساعتين من الزمن مقارنة مع بعض الفنانين الذين لا يوفون الكيل حتّى في الغناء ولكنصابر غنّى من أغانيه الخاصة به، و بكلّ سخاء،قديمه و جديده و غنّى لغيره أيضا و كانت رحلته مع الجمهور و الأغاني متعددة الألوان و الأشكال حيث أمتع الحضور بباقة جميلة منها " يا للاّ " و " عالطاير " و " صرخة" - حيث وظف كلماتها للتعبير كأي مواطن تونسي عن عدم رضاه بما يحصل اليوم بتونس و طاقة الصبر التي نفذت جرّاء معاناة المواطن - و " صيد الريم " و هي بطلب من الجمهور و أيضا " يا مفتري " و " ملكت الكون " و " أنا بحنّ " و " خليها بقلبي " و " حسدوني " و " ألف سلامة عليك " و " بلغ اعتذاري " و " يا دلولة " و " مزيانة " و " روح الله يحميك " و " عزة نفسي " ليعود بالجمهور إلى حقبة التسعينات مع " يا ريت ما كنت جيت " و " و لا كلمة " و " يا سمرة بلون الزهر " ليقدم أيضا من أغاني الهادي الجويني " حبي يتبدل يتجدد" و " اليوم قالتلي زين الزين " و أيضا لمطرب الخضراء علي الرياحي " تكويت وما قلت احيت " و " بيت الشعر " و أثناء السهرة أيضا تواصل صابر مع جمهوره في أكثر من مناسبة معبرا عن امتنانه لهذا العدد الكبير من الجمهور الحاضر طورا و متوجها بالقول له طورا آخرا " الليلة سهرة للصباح " و " اعتقد أنكم خضيتوا غرضكم في الشطيح " ليعود إلى الغناء و يختم السهرة بالنوبيات على غرار " سيدي منصور يا بابا " و " سيدي علي عزوز " و يفاجئ الجميع بالعودة من جديد لأغنية " برشة برشة " لتهتز المدارج و الكراسي صياحا صراخا و ترديدا و رقصا و تلويحا و تصويرا..لقد ربّخها صابر و الجمهور – رقصا و انتشاء – شنّعنا. لنختم بالقول أننا سنتناول في ورقة قادمة تقييم هذه الدورة خاصة من حيث اختيارات هذه البرمجة التي في جلها تبدو تجارية و أيضا من الناحة التنظيمية و المحاباة التي طغت على تصرف الهيئة الحالية.