لا ندري كيف تسمح بعض الأنظمة العربية و " المسلمة" لنفسها أن تضع يدها في يد العدو الصهيوني أو الأمريكي لتشنّ هجوما بحرا و جوا و أرضا على دولة عربية مسلمة.؟نقول مثل هذا الكلام بعد ما رشح من أخبار حول بعضالتحضيرات من قبل هذه الأطراف لشن هجوما على الجمهورية العربية السورية و لا نفهم أسباب هذا التحالف مع أعداء العروبة و الإسلام قد تكون بعض الدول الخليجية باعت نفسها للشيطان الأمريكي و الخسيس الصهيوني اعتقادا منها على أنّ ذلكيوقف الزحف الشيعي و هذا السبب نفسه ( تصنيف المسلمين بين سنّة و شيعة ) كرّسته ماما أمريكا و ربيبتها الكيان الصهيوني لتزيد من شق صف المسلمين و العرب لتحقيق مصالحها و مصالح ربيبتها و قد لقي هذا السبب التفهم الكامل من جلّ الدّول الخليجية و ما الحرب القذرة على شعب اليمن إلاّ أحد تجلياتها و بالمناسبة نهتف لبعض الدول الخليجية التي تصطف اليوم مع الزمرة الصهيو-أمريكية بأن هذه الأخيرة لا و لن ترحمكم إذا حان وقت قطافكم و المسألة مسألة وقت بالنسبة لها فقط و لكم أكبر شاهد في مآل شاه ايران الذي تخلت عنه أمريكا في اللحظة التّي كان هو في أشدّ الحاجة إليها رغم تفانيه في خدمة مصالحها لعقود طويلة و الأيام بيننا؟ لذلك ما لا نفهمه اليوم هو ما يدور اليوم من التحضير لشن هجوم على سوريا من قبل بعض الأنظمة الخليجية مساندة للكيان الصهيوني و أمريكا بعد أن تمكنت سوريا الأبيّة و جيشها الباسل من دحر الإرهابيين من على الأرض السورية ( و لا نقصد هنا المعارضة السورية الحقيقية ) و لكن الأخطر من كلّ هذا كيف ينحاز النظام المصري– حسب ما رشح من أخبار و نتمنى أن تكون هذه الأخبار غير صحيحة - إلى مثل هذه الخيانة الكبرى للعروبة و المصير المشترك و خاصة خيانة الأمن القومي المصري ليضع يده في يد العدو الأصلي المتسبب في كلّ دمار لحق العرب وكلّ العرب بدون استثناء ألا و هو الكيان الصهيوني هذا السرطان الخبيث الذي استشرى في الجسد العربي؟فهل انخرط فعلا النّظام المصري من أجل المال الخليجي و ارضاء ماما أمريكا و خدمة للكيان الصهيوني ؟ أي منطق لنظام يتصدر أكبر دولة عربية عمقا و جيشا و حضارة و عددا و عتادا ليسمح لنفسه بالانخراط في حلف يطلق عليه " الحلف السّني "؟ أليس هذا ما تبحث عليه أمريكا و من ورائها الكيان السرطاني؟ ألا تكفينا مآسينا و ما تعيشه البلاد العربية من حروب و موت و دمار و خراب لنزيدها فتنة و حروبا و مآسي؟ ماذا يريد النظام المصري من وراء هذا التحيز لمزيد خراب الدول و الشعوب العربية؟ يبدو و أن كلّ هذه الأطراف العربية و الخليجية و الصهيو-أمريكية هالها ما تحقق على الأراضي السورية من نجاحات على معاقل الإرهاب و ما أنجزه الجيش العربي السوري من دكّ معاقل المأجورين من قبل الصهاينة و بعض البترو- دولار فأرادات أن تعكّر صفو هذه النجاحات خوفا على نفسها من ارتدادات هذا النجاح فسمحت لنفسها لتضع يدها في يد الأعداء أوّلا و في بعض الأنظمة الوسخة و الطامعة في المال الخليجي ثانيا وهذا الأهم من أجل جعل هذا النجاح على الارهاب نجاحا مشوها أو لعلّها أيضا تأمل في قلب موازين القوى لتعيد بعض الأمل لهؤلاء الارهابيين الذي دكّت الجيوش السورية معاقلهم دكّا و دحرتهم من الأراضي السورية و حشرتهم في معقل وحيد ( إدلب ) ولعلّه أيضا استباقا لما ينتظر هذا المعقل الارهابي ..؟ حقيقة نتمنى ألاّ يصحّ هذا الخبر حول انحياز النظام المصري و جيوشه الباسلة إلى ما يسمّى بالحلف السّني لشنّ هجوم محتمل على الجمهورية العربية السورية، كآخر معقل لجبهة التصدي العربية أمام مخططات الغرب و الصهاينة من أجل تحقيق ذلك الحلم القديم – الجديد، ألا وهو الشرق الأوسط الجديد لتكريس سيادة الصهاينة عليه و تركيع العرب و جعلهم سوقا استهلاكية كبيرة لمنتوجات الغرب فضلا عن سحب كلّ ارادة منهم في التحرر و التصرف في مدخراتهم تحت الأرض و فوقها و بالتالي تصفية قضية العرب الأولى أي القضية الفلسطينية.. في النهاية نقول و أنّه بالرغم من كلّ هذه المحاولات من قبل أعداء العرب و بمبايعة للأسف من قبل بعض الأنظمة العربية ، ستبقى سوريا أبيّة وعصيّة على أعدائها و كلّ هذه المحاولات هي فقط لبث بعض الأمل في الارهابيين الذي تنتظرهم أياما سودا إذا ما تمّ الهجوم المرتقب عليهم في إدلب. و لن تقدر لا أمريكا و لا ربيبتها و لا بقية القطيع تصفية النجاحات السورية بل سيكون في النهاية السبيل فقط نحو تسوية الأوضاع بها بين النّظام و بين المعارضة الحقيقية - لا الخونة – لتعود سوريا إلى صدارة الدول العربية قوّة و انتاجا و ازدهارا و استقرارا...