ارتفاع نسبة البطالة إلى 15.4 بالمائة خلال الثلاثي الثالث من سنة 2025..    عاجل/ أول رد لوزيرة النقل على ما راج بخصوص اضراب المساجين السياسيين..    عاجل/ بشرى سارة بخصوص زيت الزيتون لهذا العام..    ميزانية وزارة السياحة 2026...كيف سيتمّ توزيعها؟    الرابطة المحترفة الثانية (الجولة التاسعة): نتائج الدفعة الاولى والترتيب..    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    تدشين مركز تثمين التراث بشنني    في مهرجان الأردن المسرحي: مسرحية «عطيل وبعد» تحصد 3 جوائز    أخبار النادي الصفاقسي: بن علي يعود وتصعيد خطير في ملف التحكيم    صفاقس: تدشين قاعة مخصّصة للطلبة المصابين بمرض السكري بكلية الحقوق بصفاقس    المهدية ..بعد تسجيل نقص في المادّتين بالأسواق ..تخصيص كمّيات استثنائية من السكر والفارينة    مع الشروق : خيارات الشراكات الاستراتيجية    بن عروس .. .مظاهر مزرية بمحيط معهد ابن منظور    المهدية: هيئة الانتخابات تنظم يوما إعلاميا استعدادا للتصويت على سحب الوكالة من أحد أعضاء المجلس المحلي بشربان    الأمطار المتساقطة في تونس أقلّ من المعدّل المعتاد    ألعاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): برونزية لمحمد أمين الزغلامي في التايكواندو    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة على مستوى البورصات العربية    كاس افريقيا للامم للرقبي السباعي للسيدات بكينيا: المنتخب التونسي يلاقي اوغندا في ربع النهائي    الفن والأدب واللغة والسلطة موضوع ندوة فكرية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة    هواتف ومواد تجميل وقطع غيار السيارات: هذا ما تحجزه الديوانة في تونس    تخفيض أسعار البطاقة البرتقالية التي تحمي سيارتك في الطريق الى الجزائر وليبيا    زيادة ب41 مليون دينار في ميزانية وزارة العدل... وين بش تمشي الأموال؟    مختصون في الصحة: المضادات الحيوية جائحة صامتة    المعهد الوطني للرصد الجوي: أكتوبر 2025 أكثر حرارة من المعدل العادي    عاجل يهمّ كل التونسيين: عودة خطّ الحافلة رقم 29    النائبة فاطمة المسدي تدعو الحسم القضائي في ملفي الإرهاب وتوطين الأفارقة    احباط تهريب كمية من الكبد الحيواني المجمّد..خبر_عاجل    خطة لاستفزاز زعيم كوريا الشمالية عبر طائرات مسيرة سرية.."باءت بالفشل"    قنبلة الصين الجديدة.. جيش التحرير يفاجئ العالم بسلاح غامض    البرازيل: رفض استئناف بولسونارو ضد حكم سجنه 27 عاماً    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بالجنوب ينظم الايام الصيدلانية 28 بالجنوب بمدينة دوز من 19 الى 21 ديسمبر 2025    معهد الإحصاء: النشاط الإقتصادي يسجّل نموّا بنسبة 2،4 بالمائة    وراء الكواليس.. وثائق جديدة للكونغرس تفضح تواصل علاقة إبستين مع النخبة العالمية بعد إدانته    الكافيين...وقتاش يتحولّ التاي والقهوة لخطر على صحتك؟    مباراة ودية: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة الإتحاد العسكري الليبي    بسبب التأشيرة: هؤلاء اللاعبين يتخلّفون عن مباراة تونس والبرازيل في فرنسا..#خبر_عاجل    عاجل/ وزير التجارة يكشف عن آخر الاستعدادات لشهر رمضان    تحكيم تونسي في قلب نهائي المونديال: شوفوا الاسماء الحاضرة    طقس السبت : هكّا بش تكون الاجواء    فريق أحمد الجوادي يكذّب أرقام الجامعة التونسية للسباحة ويؤكّد: "ما صُرف فعلياً أقلّ بكثير ممّا أُعلن"    عاجل : لأول مرة ...منظمة الصحة العالمية تكشف عن أخطر الأمراض المعدية    هذا ما تقرّر ضد 4 فتيات اعتدين بالعنف على تلميذة في سيدي حسين..#خبر_عاجل    ترامب يعلن أنه سيناقش "اتفاقيات أبراهام" مع بن سلمان بالبيت الأبيض    عاجل: سعيّد يحمّل المسؤولين مسؤولية 'المرحلة' ويؤكّد : لا تسامح مع الإخلال بالواجب    بمشاركة "دلتا".. الجيش الأمريكي بانتظار "ساعة الصفر" لضرب فنزويلا    فرار إرهابيين من السجن: تأجيل القضية إلى ديسمبر المقبل    هيئة الانتخابات تنظم تظاهرات بالمدارس والمعاهد في الجهات لتحسيس الناشئة بأهمية المشاركة في الانتخابات    السويد: قتلى ومصابون في حادث اصطدام حافلة في ستوكهولم    توافق إفريقي بين تونس والجزائر والسنغال والكونغو حول دعم الإنتاج المشترك وحماية السيادة الثقافية    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    يتسللان الى منزل طالبة ويسرقان حاسوب..    عاجل: وزارة التربية تفتح مناظرة نارية...فرص محدودة    الجزائر: 22 حريق في يوم واحد    ''حُبس المطر'': بالفيديو هذا ماقله ياسر الدوسري خلال صلاة الاستسقاء    الجمعة: الحرارة في ارتفاع طفيف    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    ديوان الافتاء يعلن نصاب زكاة الزيتون والتمر وسائر الثمار    عاجل : وفاة المحامي كريم الخزرنادجي داخل المحكمة بعد انتهاء الترافع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد القديدي يكتب لكم : القيروان مهد الطب الاسلامي بلا مستشفى!
نشر في الصريح يوم 24 - 09 - 2018


أول مدرسة للطب و الصيدلة و الجراحة و طب الأطفال في العالم الاسلامي نشأت في مدينة عقبة بن نافع القيروان قلعة العرب الأولى في إفريقية و عاصمتها التي أسسها الفاتحون العرب سنة 50 هجري و كانت هي المدينة التي انطلقت منها الفتوحات نحو الأندلس و القارة السمراء و جنوب الصحراء لنشر راية الإسلام و فيها ولد الأطباء الأعلام و أنشأوا بيت الحكمة و أشهرهم أحمد ابن الجزار بمؤلفاته و ترجماته و ثانيهم ابن عمه محمد بن الجزار عالم النفس معالج الأطفال صاحب كتاب (سياسة الصبيان وتدبيرهم) الذي ظل يدرس للطلاب في أوروبا الى القرن العشرين و في القيروان تأسست مدرسة الجراحة واكتشف علماء الأثار في ستينات القرن الماضي في مقبرة القيروان جماجم تعود إلى ألف عام أجريت عليها عمليات فتح الجمجمة و الذي يزور متحف سوسة الأغلبية يكتشف مشارط الجراحة التي استعملها ابن الجزار و تلاميذه للجراحة وهي متقدمة على عصر النهضة الأوروبية بقرون ! و الذي لا يعرف ابن الجزار نقدمه كما قدمه الذهبي في كتاب (سير الأعلام النبلاء) حيث قال إنه عاش بين 895م و 980م (285هجري و 369هجري) أي عاش 85 سنة وهو أبو جَعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، ويُعرَف بابن الجزَّار من أهل القيروان طَبيبٌ ومؤرِّخ وابنُ طَبيب. ومن أشهر أطبَّاء وعُلَماء القَرن الرَّابِع الهجري. قال عنه الذَّهبِي في كتاب سِيَر أَعلام النُّبَلاء: "ابنُ الجزَّار الفَيلسوف الباهِر وشَيخ الطبِّ في القيروان من ولايات تُونس لأُسرةً اشتُهر أهلُها بالطبِّ كانَ من أهل الحِفظ والتطلُّع والدِّراسة لسائر العلوم، حسنَ الفَهم لها لم تُعرَف له زَلَّةٌ في مُمارَسة الطبِّ عَفيفاً نَزيها لا يَتَقاضى على تَطبيبِه أجراً تَتَلمذَ ابنُ الجزَّار على يدي أبيه وعمِّه وكانا طَبيبَين حاذقَين الأوَّل في طبِّ العيون والثَّاني في الجِراحَة كما تتلمذَ على يد طبيبٍ شَهير في عصره هو إسحاق بن سُلَيمان وكذلك إسحاق بن عُمران. قالَ عنه سُلَيمان بن حسَّان، المعروف بابن جُلجُل "إنَّ أحمدَ بن الجزار كان قد أخذَ لنفسِه مَأخذاً عَجيباً في سِمته وهَديه وتَعبده ولم تحفَظ عنه بالقَيروان زَلَّةٌ قط ولا أَخلدَ إلى لَذَّة وكان يَشهد الجنائزَ والعرائس ولا يأكل فيها ولا يَركب قطُّ إلى أحدٍ من رجال إفريقية ولا إلى سُلطان إلاَّ إلى أبي طالب وكان له صَديقاً قَديماً". وترجمَ ابنُ الجزَّار عدداً من كتب الأطبَّاء اليونانيين، مثل كِتاب‏ "المقالات الخمس‏"‏ لديسقوريدس، وكتاب‏ "المقالات الست في الأدوية المفردة" لجالينوس واطَّلعَ على كتب العَديدِ من عُلَماء العَرب والمُسلِمين في الطبِّ والصيدلة وعلوم الحياة وغيرها. هذه نبذة موجزة من تاريخ المجد العلمي لمدينة القيروان التي أنجبت أيضا الفاتحين و العلماء و أيمة الفقه المالكي و الأدباء إلى يوم الناس الغريب أن أصدقائي الأفاضل من أبنائها معتصمون سلميا هذه الأيام في المستشفى الذي يحمل اسم ابن الجزار و هو الذي عرفناه منذ تأسيسه في عهد الإستعمار كما هو لم تطوره و لم تعتن به وزارات الصحة منذ الإستقلال 1956 الى اليوم فهو يتداعى للسقوط و لا يوجد فيه لا طبيب إنعاش و لا جراح قار و لا طبيب تخدير فهل بهذا العقوق والتجاهل تكافأ القيروان ؟ و أنا حين أقول في عنوان المقال (بدون مستشفى) فهي الحقيقة لأننا نجد في المدن الأخرى مستشفيات جامعية كاملة الطواقم الطبية و التخصصات و سبق منذ سنوات أن وعد وزير من وزراء الصحة بأن السعودية تبرعت بتكاليف بناء مستشفى جديد و لم ير القيروانيون للوعد إنجازا و رفعوا شعار (أين المستشفى؟) و اعتصموا و كتبوا العريضة تلو العريضة و بحت حناجر شيوخهم محسن بن رجب و عبد الجليل الكيلاني و غيرهما من الذين لم يغادروا القيروان و لم تجد اعتصاماتهم نفعا ! و أنا إبن القيروان عولجت في نفس المستشفى منذ عقود وهو كما تركناه في الخمسينات و لم تضف اليه حكوماتنا التي همشت القيروان أي قسم جديد أو مرفق حديث أو جهاز سكانر أو سيارة إسعاف أو طبيب اختصاص ؟؟ العجيب أن مدينتي ماضيها أجمل من حاضرها هذا بالإضافة إلى أنها الولاية الأكثر فقرا في الجمهورية حسب تصنيف رسمي و التي ضربت الأرقام القياسية في جرائم العنف و في انتحار الشباب و تهجير الأدمغة و الحارقين عبر البحر مع مناطق أخرى مهملة و منسية ! إنني أوجه ندائي لكل المسلمين لأن القيروان جزء من أمجادهم و إلى الحكومة الحالية لكي تتحمل مسؤولياتها إزاء محنة الحضارة في إحدى قلاع الحضارة حتى لا يكون الإنهيار المبرمج لعاصمة الأغالبة وصمة عار في جبين جيل كامل !

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.