لم و لن يكون شعب تونس غبيا في يوم من الايام لدرجة ان ينطبق عليه المثل الشعبي "ما يعرفوا بقري كان بالكرش ". من لم يدرك بعد ان وتيرة الصراع حول الحكومة قد بدأ يأخذ نسقا تصاعديا منذرا بمخاطر جمة ومحدقة فهو في غفلة من امره ندعوه ان يستفيق منها في اقرب وقت من اجل المصلحة العليا للوطن . تدخلات خارجية ومصالح جيوسياسية و استراتيجية متعلقة بمصالح دول كبرى على منطقة و قارة افريقية يعتبرونها هدفا لحملاتهم الاستعمارية و الاستنزافية الحاضرة و القادمة . حتى نجنب وطننا من ان يتحول لساحة للصراعات الدولية بايادي تونسية ,علينا جميعا ان نتحلى باقصى درجات الذكاء و الحكمة و الوطنية بما فيها التنازل عن كرسي اصبح محورا لنزاعات تهدد استقرار الوطن و مناعته . بغض النظر عن حصيلة حكومتك و عن صدق نواياك في محاربة الفساد و في خدمة الشان العام من عدمها ,فاني ادعوك يا سي يوسف ان تتخذ قرارا سيدخلك التاريخ من اوسع ابوابه و يفرض على القوى الوطنية ان تتوافق استعجاليا على حكومة بديلة غير حزبية و غير معنية بالترشح للانتخابات القادمة تمهد للاصلاحات الاقتصادية الكبرى للحكومة التي ستنبثق عن انتخابات 2019 و لا تنخرط في اتفاقيات تجارية دولية مثل اتفاقية الاليكا و تلتزم بالنقاط 63 من وثيقة قرطاج 2 , ستساهم حتما في خفض منسوب الاحتقان السياسي و في سحب البساط من تحت اقدام المتامرين الخارجين و عملائهم في الداخل و تدفع الاحزاب و الشخصيات المعنية بالترشح للانتخابات القادمة الى التحضير و رصّ الصفوف بعيدا عن السلطة التنفيذية و اداتها الحكومية . كما ان من حقك الدستوري والقانوني يا سي يوسف,ان تنشأ حزبا جديدا او ان تقود حزبك القديم و ان تترشح للانتخابات القادمة او ان تفعل ما يتيحه لك القانون بعد ان اكتسبت تجربة لا يستهان بها على راس الحكومة بامكانك استثمارها لتكون بوّابة عودتك لرئاسة الجمهورية او الحكومة ان انتخبك الشعب او تم عليك الاختيار من جديد . ان استقالتك يا سي يوسف و لو بعد المصادقة على قانون المالية الجديد ,لن تكون ابدا خوفا او هروبا من المسؤولية بل بالعكس هي قبل كل شيء تغليب للمصلحة الوطنية و نزع لفتيل الازمة السياسية و سحب بساط من تحت اقدام كل متامر على وطننا العزيز . ناشط سياسي مستقل