لا شك ان شرط الحصول على المعدل الأدنى المطلوب للالتحاق بالمعاهد الثانوية النموذجية الذي اشترطته وزارة التربية على التلاميذ القادمين من المدارس الاعدادية بعد اجتياز مناظرة ختم هذه المرحة التعليمية كان له اثر كبير في نقص التلاميذ المسجلين في السنة الأولى من المرحلة الثانوية النموذجية ومثال ذلك ان تلاميذ السنة الاولى المسجلين في المعهد الثانوي النموذجي بحمام الأنف قد تراجع تراجعا كبيرا ملحوظا مقارنة بالسنة الفارطة التي كان فيها عدد اقسام السنة الأولى سبعة بالتمام والكمال اما هذه السنة فلم يتجاوز عدد اقسام السنة الاولى الاثنين لا اكثر ولا اقل اي بنقص وفارق كبير بلغ خمسة اقسام بالكمال والتمام وعليه فان السؤال المطروح هو كيف سيكون مصير هذه المعاهد الثانوية النموذجية اذا تواصل تناقص عدد التلاميذ الوافدين اليها بهذه الصفة وبهذه الكيفية؟ اننا نخشى كل الخشية ان يفرغ وطابها وان يصل بها الأمر الى ان تغلق ابوابها كما ان السؤال الذي يفرض نفسه ايضا في هذا المضمار هو لماذا تدنى مستوى تلاميذنا بصفة عامة تدنيا منعهم من تحقيق رغبتهم ورغبة اوليائهم الواضحة القوية في الالتحاق بالمعاهد الثانوية النموذجية؟ رغم ان هؤلاء الاولياء ينفقون ويغدقون على ابنائهم ما شاء الله من الأموال في مجال الدروس الخصوصية التي اصبحت لدى التلاميذ ولدى الأولياء اليوم اكثر من مطلوبة واكثر من ضرورية في جميع المستويات الابتدائية والاعدادية والثانوية؟ كما ان السؤال الثالث المطروح يتعلق بالعلل والاسباب التي تجعل اغلب التلاميذ المجتازين لامتحان السنة التاسعة والراغبين في الالتحاق بالمعاهد الثانوية لا يتحصلون على نفس النتائج ونفس المعدلات الممتازة التي يتحصلون عليها خلال الامتحانات العادية في مدارسهم الاصلية؟ فهل يحق لنا بعد هذه الاسئلة الوجيهة المنطقية ان نفتح بكامل الحرص وبكامل الصراحة وبكامل الشجاعة وبكامل الجدية ملف تعليم ابنائنا وملف تربيتهم وملف تكوينهم وملف امتحاناتهم وملف اعدادهم منذ وفودهم على السنة الاولى الابتدائية ونحدد مواطن الخلل بصفة عاجلة فورية حتى لا يتواصل الوضع التعليمي والتربوي على مثل هذا الحال ومثل هذا المنوال وحتى تتحمل جميع الاطراف المتداخلة في مجال التعليم مسؤولياتهم وحتى توضع النقاط على الحروف عملا بقول ذلك الحكيم العاقل (ان مراجعة الحق افضل من التمادي في الباطل)؟ ومادامت نتائج التلاميذ في بلادنا تعاني الضعف والهزال فنحن نعيش شيئا ليس بالقليل من الباطل في مجال التعليم الذي يفرض اكثر من سؤال والذي يتطلب التفكير في ضرورة الاصلاح دون تردد او شك او جدال بل بالاتفاق والقبول والتسليم في اقرب وقت وفي اسرع الآجال