هل مازال المواطن يكترث كثيرا بالملفات السياسية وهل مازال يتابعها كما كان قبل سنوات قليلة؟ هذا الأمر مستبعد جدا فالمواطن التونسي اليوم لم يعد تشغله كثيرا مسألة التحوير الوزاري وصارت قناعته كما يقول : الكلهم كيف كيف" . فان تكون هناك حكومة بمشاركة النهضة والنداء أو حكومة بمشاركة أحزاب أخرى أو احدهما فقط فهذا لم يعد من اهتماماته الأساسية . ما يعنيه اليوم هو أن يجد لأسرته علبة الحليب المفقودة والتي طال فقدانها حتى صار العثور على الحليب عند "عطار الحومة" يجعله من المحظوظين والأمر نفسه بالنسبة للزيت النباتي الأسري المدعم ما يجعله يشتري مكرها قارورة الزيت حر التسعيرة بأكثر من أربعة دنانير للتر الواحد . الأمر نفسه يحصل مع الدواء فالكثير من الأدوية الى الآن مفقودة وكالعادة فان الحصول عن دواء يتطلب رحلة بحث طويلة . المعضلة المرتبطة بكل هذا ان هذه الأزمات أي نقص مواد استهلاكية وأدوية طالت أكثر من اللازم ولم يتم ايجاد حلول لها حتى قارب الوضع أن يتحول الى عادي وهذه مسؤولية الحكومة فالواجب أن تتحمل مسؤولياتها وتجد الحل لا أن تغمض أعينها وتبرر التقصير. الامر الآخر أن هذا الوضع يجعل المواطن عوض الاهتمام بمسائل حيوية ومصيرية ينشغل بظروف الحياة اليومية لا غير . عبد المؤمن