انتشر العنف في مجتمعنا بشكل كبير وغير مسبوق بل وصل حتى ضد رجال الأمن فما بالك بالأشخاص فيما بينهم. يمكن تفسير الأمر بالأزمات التي تعيشها البلاد بشكل عام وان ذلك اثر على النفسيات لكن هناك سبب رئيسي لا يمكن اهماله او تهميشه وهو انتشار المحفزات للعنف ونقصد هنا أنواع من المخدرات مثل "الزطلة" وحبوب الهلوسة. وفق الأرقام التي نشرت من مراكز بحثية وأخرى رئيسية فإن عدد متعاطي المخدرات من فئة "الزطلة"تجاوز ال200:ألف شخص وأن تعاطيها تصاعدت وتيرته وفي المعاهد والمدارس الإعدادية وفي المجتمع بصورة عامة. بالتوازي مع هذا فإن معضلة المخدرات تعاطيا وأيضا ترويجا لم تقف عند "الزطلة" بل تعدتها إلى معضلة جديدة في طريق الانتشار أكثر فأكثر وهي تعاطي بعض الأنواع من الحبوب التي نهتبر في الأصل أدوية لأمراض نفسية وعصبية أخضع لمراقبة صارمة. هذه الحبوب يطلق عليها تسمية "حبوب الهلوسة" والسبب أن من يتعاطاها يفقد شخصيته تماما ويتحول إلى شخص يعيش في عالم خيالي إضافة إلى إصابته بتحول في شخصيته وسلوكه وهو تحول يجعل منه شخصا عدوانيا بلا ضوابط ولا خوف . هذا الخروج عن الواقع وتنامي الإحساس بالرغبة في العنف لأتفه الأسباب بات يمثل خطرا كبيرا على المجتمع حيث ان معدل ارتكاب الجرائم تحت تأثير حبوب الهلوسة تصاعد بشكل كبير. حيث أننا كثيرا ما نسمع عن جرائم ترتكب لسبب تافه لكن كثير منها لو عدنا إلى ظروف ارتكابها لوجدنا أن ذاك الشخص كان تحت تأثير حبوب الهلوسة. محمد عبد المؤمن