فجأة صار الكل محللا سياسيا يفتي ويقدّر ويستشرف تبعات التحوير الوزاري الذي أعلن عنه رئيس الحكومة البارحة وطبعا سيتواصل هذا "الإسهال" التحليلي على ما هو عليه الى أن تعرض الحكومة الجديدة على البرلمان للمصادقة وسنسمع "المحفوظات" نفسها والبكائيات والتحليلات ذاتها ثمة من يتحدث عن أزمة سياسية "خطيرة" تكاد تعصف بالبلد وثمة من إختص في تحليل تبعات الخلاف بين قصر قرطاج وقصر القصبة مصائب البلد "يا عالم.. يا هو" أكبر بكثير من غيّر حكومة و"هات أخرى" والتونسي آخر همه من سيتسلم الوزارة "الفلانية" وأين سيستقر الحال بالوزير المقال لإيمانه أن الحال إستوى ولم تعد هناك بارقة الأمل.. وهذا هو الأخطر لسائل أن يتساءل ماذا لو وظفت كل هذه الجهود والإجتماعات واللقاءات السرية والمعلنة لحل ما أسموها "أزمة سياسية" في إيجاد حلول عاجلة لهموم التونسي التي تناسلت وتكاثرت وتكاد تفقده عقله تونس قد تستحق عن قريب دخول "غينس" لا بإنجازاتها الخارقة "لا قدر الله" بل لتحولها الى بلد إختصاصه الوحيد تغيير الحكومات كما تغير الملابس وإنغماسه في السياسية والتناحر من أجل البقاء في السلطة.. حكومة وراء حكومة ولا واحدة إستطاعت إيجاد معادلة بسيطة تحفظ حقوق المنتج والصناعي ولا تجعله "الفاطق الناطق" في فرض الزيادات ..وتطفىء نار الأسعار ..وتفكر في إيجاد حلول لطبقة "الشهارة" التي بصدد الإنقراض بسرعة مخيفة