يسدل الستار ظهر اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم على نهائي الكأس الافريقية للأمم للاعبين المحليين التي عاشت السودان على وقعها منذ الرابع من شهر فيفري الجاري بمشاركة 16 منتخبا افريقيا وشكّلت هذه «الشان» فرصة سانحة للاعبين لابراز ما تختزنه القارة السمراء من مواهب وطاقات ابداعية لا تقل قيمة عن نظيرتها المنحدرة من المدارس الكروية الافريقية والتي تتواصل ابداعاتها بصورة تكاد تكون أسبوعية في أقوى وأعتى البطولات الاوروبية. وبعد مدّ وجزر وتحاكك وتنافس يتواصل على امتداد اسبوعين أو ما يزيد ألقى 14 منتخبا السلاح ليبقى منهم منتخبان فحسب في السباق هما ومثلما هومعلوم المنتخبان التونسي والانغولي اللذان سيضربان ظهر اليوم موعدا متجددا بينهما بعد الحوار الأول الذي جمعهما في إطار الدور الأول (المجموعة الرابعة) وانتهى على نتيجة التعادل بهدف من كل جانب، مما يبقي على عنصر الاثارة والتشويق باعتبار ما توحي به نتيجة هذه المنافسة الاولى من تكافؤ في موازين القوى من شأنه أن يجعل التطلّع قائما لمناسة على أشدّها في حوار اليوم.. هذا الحوار الذي سيكون محمّلا برسالة على قدر كبير من الأهمية بما أن مباراة اليوم تعتبر في نظر العديد من الملاحظين بمثابة المرآة العاكسة لما بلغته الكرة الافريقية المحلية من تطوّر وكذلك من نضج يؤهلها لمقارعة بقية المدارس الكروية في إطار كامل من الجدية والندية، ولو أننا نتوقع بل من شبه المؤكد أن تكون المنافسة ذات صبغة تكتيكية بحتة على اعتبار وأنه في مثل هذا الدور المتقدّم جدا والختامي والتي يكون فيها اللقب على بعد مرمى حجر وتبقى جميع الفرضيات قائمة وكل الاحتمالات ممكنة حيث بالامكان أن يتحدد مصير اللقب بمجرّد ضربة حظ أو بركلات الترجيح كما يمكن لكرة طائشة ولهفوة عابرة مثل خطأ فردي أو نقص تركيز أن يقرر مصير النتيجة النهائية ولاشك بأن منتخبنا الوطني هو الادرى بذلك من منافسه وهو الذي قبل هدف التعادل امام هذا الاخير في اللحظات الاخيرة من عمر المباراة التي جمعتهما عند انطلاق هذه الدورة، لذلك فإن المدرب سامي الطرابلسي وأبناءه يعون جيّدا هذه المسألة مثلما يدركون مسبقا الصبغة التكتيكية المرتقبة لهذه المباراة التي يبدو فيها منتخبنا الاقرب على الورق للظفر بنتيجتها النهائية، وبالتالي التتويج باللقب اعتمادا على ما قدّمه من مستويات جيدة الى حد الآن سواء أمام المنتخب السنيغالي خلال الدور التمهيدي أو في الدور ربع النهائي ضد منتخب الكونغو الديمقراطية وكذلك في مباراة المربع الذهبي امام المنتخب الجزائري وبالخصوص خلال الشوط الأول حيث قدّم زملاء زهير الذوادي مردودا متميّزا نالوا من خلاله اعجاب الملاحظين وتقديرهم، وأظهروا بالخصوص نضجا تكتيكيا كبيرا تجلى بوضوح في الشوط الثاني عندما نجحوا في جرّ منافسهم رغم تراجع أدائهم للحصص الاضافية ثم ركلات الترجيح.. ومثل هذا «النضج» أكثر من مطلوب في لقاء اليوم امام منافس يعتبر ادراكه للدور النهائي دليلا على طموحه الكبير وهو الذي لم يكن مبوّبا عند انطلاق الدورة وقبلها ضمن قائمة المرشحين للتتويج على غرار منتخبات الكونغو الديمقراطية صاحبة أول لقب للشان والكوت ديفوار وجنوب افريقيا والكامرون والجزائر، قبل أن يقلب المعطيات لفائدته وبصورة تدريجية ليجد نفسه على نفس الخط مع منتخبنا الوطني للصعود على منصّة التتويج والظفر باللقب. لذلك فإن الوصول للنهائي من شأنه أن يعطيه شحنة معنوية هامة للنجاح في مهمته رغم ادراكه المسبق لصعوبتها أمام نسور قرطاج الذين سيكونون مدعومين بمساندة مطلقة وتلقائية من الجمهور السوداني تتطلبها عرى الاخوة والعروبة والمصير الواحد المشترك، ونحن على ثقة بأن هؤلاء النسور لن يدخروا حبّة عرق من أجل إهداء تونس الحرية والكرامة أول لقب في مرحلتها الجديدة، لأن قدر النسور التحليق أعلى من بقية الطيور! عبد العزيز السلامي البرنامج ملعب الخرطوم (الساعة 18 و30دق): المنتخب التونسي / المنتخب الانغولي