رغم أن الكلمة التي ألقاها رئيس النهضة راشد الغنوشي مؤخرا أمام أنصار حركته كانت طويلة نوعا ما وقيل فيها الكثير وتعرض لعديد الملفات والمواضيع الا أن ما لفت الانتباه وتم التركيز عليه هو جملة واحدة وهذا أمر طبيعي جدا في التعامل مع الشخصيات العامة وخاصة السياسيين فما بالك بحركة لها خصوم ومنافسون كثر . الجملة التي قالها الغنوشي تتعلق بتفسيره لموقف النهضة من التحوير الوزاري الأخير أي دورها فيه والذي لخصه بكونها تصدت أو منعت تعيين أو ابقاء وزراء فاسدين . هذا الموقف أحدث جدلا كبيرا سرعان ما تحول الى ردات فعل غاضبة خاصة من قبل المعنيين به أو من رأوا أنفسهم كذلك ونقصد الوزراء المقالين حيث أن ما قاله صورهم وكأنهم جميعا مدانون. النهضة سارعت بإصدار بيان توضيحي قالت فيه أن رئيسها لم يقصد ذلك وهو بيان تفسيري لم يخرج عن أسلوب الأحزاب والسياسيين عندما يتورطون بتصريح ما فيقولون كونه أخرج عن سياقه وأنه فهم خطأ وأن من قاله لم يقصد به ما ذهب اليه الاعلام. لكن ما نرصده هنا يتجاوز تصريح الغنوشي ذاته الى أمر يلفت الانتباه وهو أن قيادات النهضة صارت كثيرا ما تطلق تصريحات غير مدروسة وأحيانا استفزازية وآخرها ما قاله أحد نوابها بمجلس نواب الشعب كون من يقترب من النهضة يموت ليضيف مفسرا أنه يقصد الموت السياسي والسؤال هنا: ألم يجد هذا النائب أسلوبا آخر ومصطلحات بديله عن التي استخدمها ليضطر بعد ذلك للتفسير ؟ بالنسبة لتصريح الغنوشي فقد جاءت ردود الفعل سريعة حيث قرر عدد من الوزراء المقالين رفع قضية بالغنوشي ذاته منهم ماجدولين الشارني وغازي الجريبي ومبروك كرشيد وبعضهم طلب الاعتذار الرسمي من رئيس الحركة بسبب الاساءة التي لحقتهم من جراء تصريحه أو الجملة التي قالها . لكن ما يهم أكثر من كل هذا هو لماذا لم يكن كلام الغنوشي واضحا وصريحا حول من تعلقت بهم تهم فساد عوض رمي الكلام في العموم وتوريط نفسه وحركته وأشخاص كثر محمد عبد المؤمن