كثيرا ما تم الحديث عن البيان رقم واحد وهو احالة على تدخل الجيش في السلطة لكن هذا كان مقتصرا على شخصيات ما ليست في علاقة بالسلطة ولا بصنع القرار بل هي أفكار تروج أو تنشر بلا معطيات حقيقية .ما يلفت الانتباه مؤخرا أن مثل هذا الحديث تصاعد أكثر من السابق بل المفاجأة أنه جاء هذه المرة من شخصية لها وزنها داخل الحزب صاحب أكبر كتلة برلمانية وأيضا المرشح أكثر من غيره لتحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات القادمة. من نقصده هنا هو لطفي زيتون وهو المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وما قاله لم يكن تسريبا في جلسة مغلقة أو تحذيرا بل تدوينة على الفيسبوك ورغم أنه قام بإزالتها بعد ساعات جراء ضغوط تعرض لها فان صداها لم يزل مع مسحها لأنها رسخت في العقول قبل الفيسبوك. هذه التدوينة يمكن ربطها زمنيا لا غير بما قاله وزير الدفع عبد الكريم الزبيدي في تصريح رسمي مصور صوتا وصورة لوسائل اعلام كون الشعب سيحاسب السياسيين ورغم أنه لم يحدد من يقصد تحديدا وبقي المعنى في المطلق الا أن كلامه أخذ صيتا ورواجا كبيرين خاصة وأنه عضو في الحكومة. هذان التصريحان للزبيدي ولطفي زيتون تحولا الى حدثين خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث كثرت التعليقات عليهما بما في ذلك من شخصيات سياسية وبدأ البعض يرسم سيناريوهات بل البعض صار يتحدث عن انقلاب عسكري قريب يعد له وهو أمر ليس له ما يؤكده بل أن المؤسسة العسكرية عرف عنها خاصة منذ 2011 ابتعادها عن السياسة والحسابات السياسية ولم تنحز لأي طرف الا الشعب. لكن رغم هذا فان الفشل السياسي ومزيد التأزم الذي تعيشه البلاد والذي وصل درجة خطيرة جعل الشعب يحمل السياسيين ان كانوا في السلطة أم في المعارضة المسؤولية عن تدهور الأوضاع والفشل ليس في الأداء فقط بل وأيضا في تعاطيهم حيث أنهم ورغم كل ما يحصل يواصلون معاركهم وخلافاتهم وصراعاتهم بمعنى آخر فهم ومنذ 2011 لم يرتقوا الى مستوى ما حصل ومازالوا يواصلون في غيهم. لكن السؤال هنا وبه نعود للبداية: ما الذي جعل لطفي زيتون وهو قيادي هام في الحزب الحاكم عمليا يقول ما قاله؟ أحيانا يكون هناك عجز عن التفسير فهل هو جس نبض من النهضة أم هي " تخميرة" أم هناك أمر آخر يحصل. محمد عبد المؤمن