ان المتمعن في تصريح لسعد اليعقوبي الكاتب للعام لجامعة التعليم الثانوي والذي قال فيه (انتظروا انتفاضة غضب حقيقية ستطيح بالجميع) يتاكد لا محالة ان لسعد اليعقوبي وجامعته لا يريدون التوصل الى اتفاق قريب مع وزارة التربية ينهي هذا الخلاف الذي طال بينهما اكثر من اللزوم بل الرجل وجامعته او جماعته يبحثون عن غاية اخرى خفية يبدو انهم قد رسموها تحت غطاء مطالب رجال تعليم المرحة الثانوية وهي المساهمة الجدية في الاطاحة بحكومة يوسف الشاهد ككل ولم يعد عندي شك ولا عند العقلاء في ان اليعقوبي وجامعته سيتمسكون بمواصلة مقاطعة العمل بالروزنامة التي ضبطتها وزارة التربية في هذه الثلاثية وسيصرون على مواصلة الخلاف مع هذه الوزارة ومع الحكومة حتى الوصول الى يوم الاضراب العام الذي قرره اتحاد الشغالين لمزيد اشعال نار الثورة في نفوس التونسيين والله اعلم ماذا سيقع بعد هذا الاضراب الذي يسعى مقرروه الى تعطيل مصالح التونسيين اجمعين والذي بدؤوه باضراب في الوظيفة العمومية واخرجوا فيه الآلاف من الموظفين في كامل المدن التونسية ..ان الحقيقة التي تجلت وظهرت وبرزت اليوم للعيان ان الخلاف الذي فرضته جامعة التعليم الثانوي على وزارة التربية وعلى الحكومة اصبح في حقيقته الخفية سياسيا ولم يعد كما في ظاهره مطلبيا، فالذي يصرح بانتظار انتفاضة تطيح بالجميع قد اعترف بلسانه وابان وافصح ببيانه حقيقةعن نيته التي يخفيها في صدره وفي كيانه فليت العقلاء من اساتذة التعليم ون عامة التونسيين يفهمون ويتفطنون لهذه الحقيقة قبل فوات الأوان ولا ينساقون وراء مخادعات وخزعبلات لا تزيد البلاد غير الصراعات والخصومات التي قد تعصف بالجميع وتجرفهم دون استثناء وليس بالحكومة فقط لا قدر الله وهذا ما لا يتمناه عقلاء التونسيين الذين قد يذهبون ضحية لافكار ومواقف بعض المتنطعين المتعصبين ... بقي ان نقول اخيرا ونسال هؤلاء الذين يخططون لانتفاضة غضب حقيقية تطيح بالجميع هل انتم واثقون ان بعد هذه الغاية التي سعيتم اليها منذ زمن معلوم ان حال التونسيين عامة وحال رجال التعليم خاصة سيتحسن بالقين؟ اننا نخشى كل الخشية ان تسوء احوال التونسيين اكثر واعمق مما هي عليه الآن وتصل الى وضع يصدق فيه ذلك القول التونسي القديم المحكم(شد مشومك لا يجيك ما اشوم)