تعالت من جديد، أصوات مطالبة بحذف أيات تتعلق ب”الجهاد” من المناهج الدراسية، وذلك غداة جريمة القتل التي راحت ضحيتها فتاتان أجنبيتان، بمنطقة الحوز المغربية. وفيما دعا الكاتب العلماني أحمد عصيد الى “تعطيل آيات الجهاد”، اعتبرها الداعية الاسلامي حماد القباج “دعوات تسطيحية”. وخلفت حادثة مقتل الفتاتان الاوروبيتان فيما بات يُطلق عليه اعلاميا “جريمة شمهروش” نسبة الى موقع جبلي أثري ضواحي مدينة مراكش، صدمة في نفوس المغاربة نظرا لبشاعة الجريمة. هذه الواقعة التي يُشتبه في ارتباطها بنشاطات ارهابية، أعادت النقاش حول تدريس بعض الآيات المتعلقة بالجهاد في الكتب المدرسية خاصة في الفصول الابتدائية. وفيما يطالب البعض بالغاء تدريس هذه الآيات يدافع آخرون عن الابقاء عليها مع تحسين طرق تدريسها لتجنيب طلاب المدارس أي تأويل خاطئ لها . وجاء حديث عصيد خلال لقاء له حول موضوع “الدين والعنف” نظمه حزب اليسار الاشتراكي الموحد في مدينة تمارة، واعتبر أن بعض الآيات نزلت في سياق معين، أن واقع اليوم يفرض تعطيلها بشكل نهائي والغاء تدريسها حتى لا تُؤوّل في اطار العنف. في سياق التفاعل مع دعوات ابعاد الآيات المتعلّقة بالجهاد من المدرسة، رد الشيخ السلفي المعروف، حماد القباج، في مقال له على أن مطالب نزع الآيات المتعلقة بالجهاد من المناهج الدراسية “مؤشر على سطحية الفهم وخلل في منهجية التفكير”. وقال القباج ان دعاة الغاء تدريس الايات المتعلقة بالجهاد استغلوا الحادث الارهابي، ليُعيدوا رفع مطلبهم، معتبرا أن وقف تدريس تلك الايات يؤدي الى جهل بفقه النصوص المتعلقة ب”الجهاد”، وعدم معرفة السياق الذي نزلت فيه يسهم في تشكل قناعات متطرفة.