أغلقت اليوم صحيفة "المستقبل " اللبنانية ابوابها نهائيا وانتقلت الى الالكتروني مثل غيرها من الصحف اللبنانية وغير اللبنانية التي لم تعد تستطيع تحمل الخسائر الرهيبة ...بل والكارثية و "اسال مجرب وما تسألش طبيب " رغم ان "المستقبل " تنفق من مليارات الحريري بلا عد و دون حساب ولكن "اجبد ما ترد الجبال تتهد " ...ان الصحافة الورقية تعاني سكرات الموت ...ولم يبق في عمرها الا فترة زمنية لن تطول ...ومثلما كل نفس ذائقة الموت فان كل جريدة ذائقة الموت ...ولو بعد حين ...والمهبول وحده هو من يظن ان صحيفته ستصمد عكس التيار ...ان تسونامي المواقع الإلكترونية سيصعق كل ما هو ورقي طال الزمن او قصر ...والشماتة في هذا المجال تشبه شماتة الحي في الميت ظنا منه ولغبائه انه لن يموت ...ان مصير الصحافة الورقية لا يختلف عن مصير الجبة والشاشية والبرنوس والبلغة والكانون والبريموس والامبارة ...يا حسرة على الحصيرة والكاكاوية...والراديو بالانبوبات ...كان زمان...والجريدة الورقية كذلك صارت كالاطلال ...ومن يقتني اليوم جريدة مثله مثل من لا يستخدم الكهرباء ويستعمل الفتيلة... وانا شخصيا احد ابناء الورق والحبر ...وكنت اعشق الورق ..واتنفس بواسطة الحبر..حتى انني من شدة ارتباطي بالصحافة الورقية وهوسي بها كتبت ذات مرة اقول ان الوالدة رحمة الله عليها ربما تكون لفتني بعد ولادتي مباشرة في جريدة ...ولكنني في النهاية اقتنعت بأنني أضعف من ان اواجه اعصار العصر وادركت ان احسن مواجهة هي الانسحاب بهدوء فانسحبت قبل الغرق ...وقبل الطوفان...وعاش من عرف قدره...ولم أتسول ...ولم اتذلل ..ولم اهدد اتوعد ... و اليوم كتبت على بابي " لا يدخل علينا الا الطايح من السلوم "...اما الذين شمتوا...وشتموا...ونفثوا سمومهم...فالله وحده سيتكفل بمصيرهم ..وهو خير الحافظين ...