قرانا اليوم في يوميات البلاد ان هذا اليوم هو يوم عيد وطني من الأعياد ولكن لا يبدو لا من بعيد ولا من قريب ان التونسيين سيقيمون هذا اليوم الأفراح والمسرات وياكلون الحلويات والمرطبات بل جميعهم حيارى قلقون يتوجسون خيفة من تهديد اتحاد الشغالين بتنفيذ اضراب قريب موعود يشل ويعطل مصالح التونسيين اجمعين واننا لنظن ظن اليقين ان الشخص و الجماعة الوحيدة الفرحة السعيد ة في هذا اليوم وهذا العيد هم سي الطبوبي وجماعته الفاتقين الناطقين في تسيير شؤون ترتيب امور الشغالين فقد سمعناه وسمعناهم صباحا ومساء وهم يهددون الحكومة و جميع التونسيين باضراب قوي عاصف شديد كما اننا نقول بكل صراحة ودون لف ودوران ان الطبوبي وجماعته قد جعلوا بقية التونسيين يسبحون في يوم عيد ثورتهم في انهار وفي بحار من الآلام والأحزان والغريب العجيب ان الأمر الذي زاد في قلق وحيرة التونسيين ان الطبوبي زعيم اتحاد الشغالين قد اظهر للتونسيين وجهين مختلفين تمام الاختلاف وجه هادئ ولسان رصين بعد ما يلاقي رئيس الجمهورية يظهره للتونسيين ويبدو من خلاله انه متفهم لاوضاع التونسيين انه قابل للتفاوض السلمي ومسك العصا من الوسط لحل مشكلة ومعضلة الزيادة في اجور الموظفين ووجه اخر مختلف تماما عن الوجه الأول يظهر في لقاءاته واجتماعاته وحشده للشغالين يظهر فيه عنيفا شرسا غير مقدر لنتائج الاضراب الذي يبدو انه مصر عليه ومتمسك به باسنانه وانيابه و بالشمال وباليمين وهو امريجعل التونسيين يتساءلون عن حقيقة ما يضمر الطبوبي ومن وراءه من قادة الاتحاد لرئيس الحكومة وماذا يخططون لمصير البلاد والعباد واننا لنسال سي الطبوبي وجماعته المصرين فيما يبدو على تنفيذ ذلك الاضراب المعلوم الذي قرروه تقريرا وهل انتم واثقون ان الموظفين سيتحصلون بعده على ما وعدهم به الاتحاد من الأجور السمينة المكتنزة الضخمة الكبيرة؟ ام سيؤدي هذا الاضراب الى خسارة التونسيين جميعا بما فيه اتحاد الشغالين من كل النواحي ومن كل الجوانب المادية والمعنوية وتدخل البلاد في صراع سياسي طويل مفزع مخيف يجعلها تعيش فترة عصيبة همجية تؤثر سلبا على جميع الأصناف الاجتماعية تمس الموظفين وغير الموظفين وجميع الطبقات الضعيفة منها والقوية او ليس الأفضل لاتحاد الشغالين ولجميع التونسيين الغافلين والمندفعين وراء سياسة واجندا الاتحاد عن حسن او سوء نية ان يفكروا مليا في مصلحة هذه البلاد قبل الانسياق وراء هذا الاضراب العام الذي قد يجعل التونسيين يقولون ويعلنون يرددون بعد فوات الأوان وبعد وقوع الفاس في الراس ذلك المثل التونسي الفصيح الصريح "جئنا لنربح فاصطادنا بو ربيح"؟ وما احسن في ختام هذا المقال وفي نهاية هذه الكلمات وهذه الجمل ان ندعو الله عز وجل ان يحفظ بلادنا من شر كل المتنطعين الغافلين الذين يسيرون بالبلاد نحو الهاوية والفساد والذين ركبوا عن قصد وعن غير قصد مطية الخلاف والشقاق والعناد والذين يرفضون ان يسمعوا وان يفكروا في قول الناصحين الصادقين الذين ذكروا وبينوا لهم فساد وسوء صنيعهم عقلا وشرعا والذين ذكروهم بقوله تعالى وهو العليم الحكيم الاعلى "قل هل انبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" وهل هناك اضل لدى العقلاء ممن يرون الناس حيارى قلقين آسفين محزونين باكين في يوم عيدهم وهم يظنون ويحسبون ان دعوتهم الى الاضراب الخطير العام سيحقق لهم فائدة ويجر لهم ربحا ويجلب لهم نفعا؟