لنا مثل في بلادنا التونسية المشهورة بالأمثال القيمة الحكمية يقول في كل من يرفض كل الحلول ويغلق كل ابواب الحوار ولا يريد ان يقبل باي حل وسط معقول وهو قولهم (شرط العازب على الهجالة) وبما ان الأرملة او الهجالة باللهجة العامية لا يمكنها ان تعود الى حالها الأول الذي كانت عليه قبل الزواج فواضح ان الأعزب لا يريد الزواج منها حتى ولو عالجت نفسها لنيل مرضاته وموافقته بكل وسيلة وبكل علاج وواضح ايضا استنادا وقياسا على هذا المثل الحكيم ان اتحاد الشغل قد صمم وقرر في الصميم مسبقا ان يغلق في مفاوضته مع الحكومة كل باب ويرفض كل تسوية ويرد كل حل تقترحه عليه الحكومة عليه في كل المفاوضات تلافيا للاضراب الذي قرره الاتحاد وفرضه على الموظفين والموظفات في السابع عشر من هذا الشهر اجارنا الله مما ينتظرنا فيه لا قدر الله من كل مكروه ومن كل سوء ومن كل شر هذا ولا يفوتني ان اذكر التونسيين وفي مقدمتهم اتحاد الشغالين بان رفضه لكل الزيادات التي اقترحتها عليه الحكومة في كل ما جمع بينهما الى اليوم من المفاوضات يعد سابقة خطيرة فريدة من نوعها في تاريخ العلاقة بينهما في هذه البلاد التونسية فقد عودنا اتحاد الشغالين في كل مفاوضات الزيادات السابقة التاريخية وخاصة في عهد بورقيبة وبعده في عهد زين العابدين ان يقدم اقتراحه للحكومات السابقة التي لا تتجاوز في احسن تقدير الثمانية بالمائة من الأجور وعندما تعطيه الحكومة نصف هذه النسبة فانه يرضى بها ولا يردها ويكون على فضل هذا العطاء ووقع هذه الزيادة من الراضين ومن الشاكرين فما بال اتحاد الشغالين اليوم يرفض كل اقتراحات الحكومة الحالية في الزيادات لاهل الوظيفة العمومية ويهددها باضراب عام يشمل ويشل ويعطل كل القطاعات المصيرية الحيوية وقد يتسبب لا قدر الله للتونسيين الأبرياء الغافلين في كوارث مرئية وغير مرئية؟ واذا كان اتحاد الشغالين حرا في اتخاذ اي قرار وسلوك اي طريق وانتهاج اي سبيل فاني ايضا حر في ان اظن ان هذا الاتحاد لا يفكر ولا يبحث حقا عن مصالح الموظفين بقدر ما يفكرو يبحث في ارباك واحراج الحكومة لغاية باطنية اولية بعيدة قصوى لا تخفى على العقلاء وعلى المتدبرين ...ولم يبق لي في اخر هذا المقال بعد ان قلت ويعد ان سطرت ما خطر ببالي في هذا المجال الا ان اشير الى تلك الجملة التي يرددها اتحاد الشغالين والتي يريد ان يقنع بها الموظفين حتى يستجيبوا لذلك الاضراب وهي قول زعيمه وترديد امنائ ان تونس مهددة بثورة الجياع ولكنني اقول واشهد انني لم ار يوما واحدا في هذه البلاد ان احدا من الموظفين يصيح في الشوارع والطرقات انه من الجياع المحتاجين الى شيء من الماكولات ومثله من المشروبات بل رايت على العكس من ذلك الموظفين وغيرهم من الذين هم اقل منهم في الجرايات يتزاحمون في الأسواق والمغازات ويتنافسون وتسابقون في اقتناء ما لذ وما طاب من البضائع والماكولات واشهد ايضا انني قدر رايت كثيرا من التونسيين من الموظفين ومن غير الموظفين يشترون ويقتنون اكثر من حاجاتهم ويلقون ما زاد عنها في سلات وحاويات مهملاتهم وليت اتحاد الشغالين يقوم بدراسة علمية حول مضامين المزابل والحاويات المنزلية ليتفطن الى حقيقة معيشة موظفي البلاد التونسية... وانني اخشى كل الخشية ان تؤدي بنا قرارات اتحاد الشغالين التصعيدية لا قدر الله رب العامين الى تذكر تلك المقولة الشهيرة التي تحذر و تقرر وتنبه كل عاقل وكل متدبر انه(من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر) ولا يسعني في الختام الا ان ادعو الله تعالى لي ولبلادي التي كتبت من اجلها هذا المقال وساكت ان شاء الله ما دمت حيا غيره من المقالات فاقول هذه الكلمات الصادقة التي تعلمتها وحفظتها فوق ارضها وتحت سمائها من افواه علمائها و اقطابها والتي نسيها ونسيهم جهالها واذنابها وغوغاؤها (اللهم عرفنا مقدار نعمتك ببقائها ولا تعرفنا مقدار نعمتك بزوالها)