" بنزرت التي تأسست في القرن السابع قبل المسيح و ذات بعد تاريخي، فنيقي و وندالي و وبنزطي و عروبي و اسلامي، تمسح هذه الولاية 3756 كلم2 و تمثّل نسبة 2.5 بالمئة من المساحة الجملية للبلاد و تعدّ حوالي 575 ساكنا منها 65.3 بالمئة بالمناطق العمرانية إلى جويلية 2015 و ترجع إليها بالنظر 14 معتمدية إضافة إلى 250 كلم من الشريط الساحلي و تعدّ 297 وحدة صناعية منها 193 مصدرة كليّا و 21750 من المستغلات الفلاحية ( 66 بالمئة منها مساحتها أقل من 5 هك ) و تمسح 122 ألف هكتارا من الغابات و المراعي و تعدّ 5 مواني وهي بجرزونة و سيدي مشرق و منزل عبد الرحمان و كاب زبيب و غار الملح فضلا عن شبكة طرقات هامة بطول 1047 كلم منها 38 كام طريق سيارة و 4 خطوط للسكة الحديدية بطول 156 كلم منها 93 خطا لا يشتغل إضافة إلى سلسلة من الفنادق الجميلة و 66 فرع بنكي و 347 مؤسسة تربوية بها 103 ألف تلميذ و بها 1000 سرير بين المستشفيات العمومية و المصحات الخاصة و 200 طبيبا مختصا منهم 115 في القطاع الخاص و أيضا 230 طبيبا في مجال الطب العام و الأهم و أنّ ولاية بنزرت تعتبر موقعا استراتيجيا بحريا و ايكوليجيا و هي أيضا قريبة للمطار و المواني و تعتبر منطقة سياحية و بها مواقع أثرية هامة و مخزون ثقافي و صناعات حرفية و تكتنز أيضا ثراء ثقافيا هامّا بين المادي و اللامادي فضلا عن موارد بشرية كفئة و نسيجا جمعياتي و شبابي في كلّ المجالات تقريبا.هذا تقريبا نقاط القوّة لولاية بنزرت التّي أتت في إطار عرض قدّمه السيد خليفة الهمامي كمساهمة باسم جمعية " قدماء إطارات وزارة الفلاحة " التّي يرأسها و ذلك في إطار اللقاءات الدورية التّي دأب على تنظيمها " حزب صوت التونسي" الذي يرأسه الأستاذ عمر البجاوي حيث كان الحضور تقريبا من كل الشرائح بما فيهم الطلبة و المتتبعون للشأن العام عموما و أيضا الإعلام الذي يشكلّ همزة الوصل بين هذه التشكيلات الجمعياتية و الجمهور العروض من الشعب لتعميم الفائدة. لكن و إن كان هذا هو الجانب المضيئ لولاية بنزرت فإنّ هذه الجهة أيضا تشتكي من نقاط ضعف كثيرة و يمكن أن تشكل برامج عمل مستقبلية لتلافيها و من أجل تعزيز قدرات هذه الولاية و من هذه النقاط السلبية - التي أتت أيضا في العرض–و التي يمكن اختزالهاعلى مستوى الجهة ككلّ نذكر وأنّ بنزرت تتبوأ المرتبة عدد 14 على الصعيد الوطني من جملة 24 ولاية و نسبة البطالة فيها في حدود 13 بالمئة (أقل من الن بالمئة من مساحتها سبة الوطنية) و تعيش اختلالا بين الجهاتو عموما وباعتماد مؤشرات التنمية و هي "المعرفة و الثروة و التشغيل و الصحة و التنمية البشرية و العدالة و تكافئ الفرص" فإنّ بنزرت تأتي بعد ولايات تونس الكبرى و نابل و سوسة و المنستير و صفاقس و توزر و قبلي و قابس و مدنين و تطاوين.أمّا حسب القطاعات فنجد استئثار نسبة 3 بالمئة فقط من المستغلين بحوالي 48 بالمئة من مساحة الأراضي الفلاحية و فضلا عن أن نسبة 41 بالمئة من الفلاحين تتجاوز أعمارهم ال 60 بالمئة و 45 منهم بين 45 و 60 سنة منهم 86 بالمئة أميّين لم يتجاوزوا التعليم الابتدائي بالرغم من مساهمة الجهة تقريبا في كلّ أنواع الانتاج الفلاحي من قنارية ( 47 بالمئة ) و بقول ( 24 بالمئة ) و أعلاف ( 13 بالمئة ) و حليب ( 11 بالمئة ) و لحوم حمراء ( 11 بالمئة ) و بيض ( 5 بالمئة ) و صيد بحري ( 5 بالمئة ) إضافة إلى مشكل التشتت العقاري و ضعف المرود الفلاحي و الضعف في التنظم صلب هياكل مهنية و غياب الصناعات التحويلية تماما .و حسب ما جاء في العرض أيضا بالنسبة لبقية القطاعات فإنّ أهم نقطة ضعف تخص مجال النقل المتمثل في تعطّل حوالي 93 كلم من السكك الحديدية بالجهة و هي الرابطة بين بنزرت و الشمال الغربي وصولا إلى القطر الجزائري الشقيق رغم وجود هذه السكة الحديدية أيضا يشهد المجال السياحي بالجهة أزمة بأتم معنى الكلمة تتمثل في ضعف تطور النشاط السياحي و الاقتصار على ما هو تقليدي بعيدا عن استغلال المجال الإيكولوجي و الضعف في منظومة التسويق سياحيا للجهة أما القطاع الصناعي فبالرغم من تواجد 9 مناطق صناعية منتصبة على 227 هك و في مجالات صناعية مختلفة فأنّ هذا القطاع يشهد أيضا اختلالا في التوزيع بين المعتمديات و اختلالا في اختصاصات التكوين و عروض الشغل و انعكاس سلبي على السياحة فضلا عن اشكاليات نقل الأشخاص و المنتوجفضلا عن عزلة المناطق الداخلية للولاية. و أمام هذا التشخيص لجل القطاعات تقريبا يقترح العارض توجهات تنموية مستقبلية إلى أفق 2030 تدعو خاصة إلى تعصير وسائل الانتاج الفلاحية و توزيع المقاسم الفلاحية على الشباب لتحفيزهم و تطوير المسالك الفلاحية و بعض تعاونيات للخدمة الفلاحية و مواصلة تدغيم القطاع الصناعي كأولوية باعتباره قدرته على خلق مواطن الشغل و ذلك عبر الانتصاب في المعتمديات الداخلية و تنويع النسيج الصناعي خاصة منه تحويل المنتوج الفلاحي فضلا عن التركيز على البعد الايكولوجي و البيئي عند بعث المصانع مقترحا أيضا تبني خطّة عبر أنجاز أهداف بالأرقام على أساس الترفيع في بعض النسب على غرار الترفيع في نسبة التشغيل أو الضغط بالتالي على نسبة البطالة و نسبة الأميّة من 20 بالمئة إلى 10 بالمئة ورفع استغلال السكك الحديدية من 56 كلم حاليا إلى 156 كلم مستقبلا و تطوير شبكات الطرقات من 1047 كلم حاليا إلى 1650 كلم في أفق 2030. لنختم هذه التغطية بالتنويه بالنقاش الثري و المهم التي شهده هذا اللقاء انطلاقا مما تمّ تقديمه في هذا العرض لجمعية قدماء إطارات وزارة الفلاحة في هذا اللقاء التنموي الذي نظمه " حزب صوت التونسي". و السؤال هنا هل يتمّ العمل على تطوير الأوضاع بولاية بنزرت انطلاقا من الموجود لتحقيق المنشود ؟؟