تضاربت الأقاويل حول صحّة ركوب الجن، أو دخوله جسد الإنسان، بل وتحدّثه بالنِّيابةِ عنه، حيث تجدّد ذلك الجدل بعد عرض قناة “النهار” الجزائريّة مقطعاً للشيخ الجزائري المعروف شمس الدين، المعروف باسم “شميسو”، وهو يزعم إخراج “ملك الجن” الذي أسماه “شركس″، من جسد سيّدة جزائريّة، وعلى الهواء مُباشرةً. وفي التفاصيل، يظهر الشيخ شمس الدين في حوار مع الجن الذي دخل جسد السيدة ويسأله عن أسباب اختياره جسد هذه السيدة ودخوله إليه، ويطلب منه الخروج، وهو ملك الجن بالمُناسبة شركس هذا، إلا أنّ الأخير أي الجن شركس رفض الخروج، وأكّد بعد سُؤال الشيخ له أنه يتواجد في رأسها، ومخها هو مخّه، وكان يتحدّث طبعاً بالنيابة عن السيّدة التي دخل جسدها، وظهرت الأخيرة بحالة غريبة الأطوار، كما هدّده الشيخ المذكور بالحرق باستخدام القرآن الكريم. حسب فهمنا للمقطع الذي شاهدناه على الشاشة الجزائريّة، وحقّق أكثر من 2 مليون مُشاهدة، فإنّ السبب الرئيسي الذي دفع بهذا الجن اختيار هذه السيّدة، أنه يُريد الزواج بها، وتفريقها عن زوجها، ولذلك دخل جسدها مُحاولاً تفريقها عنه لمُدّة 15 عاماً، إلا أنّ الشيخ أكّد أنه سيُحرَق، ويخرج بإذن الله. بالنسبة لنا، بدا المشهد الذي جمع الجن بالشيخ عن طريق الحديث مع السيّدة ساخِراً نوعاً ما، وأشبه بأفلام الأرواح، والخيال المُرعب التي تتصدّر شبّاك التذاكر العالميّة، فمن ناحية المنطق لم يُثبت العلم هذا اللبس أو ركوب الجن جسد الإنسان، ومن ناحية المصداقيّة، لم يجلب لنا الشيخ، ولا القناة المذكورة أي دليل ملموس على صحّة وجود هذا الجن “شركس″، ومن السهل بالطبع أن تقوم هذه السيّدة بمشهد غريب الأطوار، يوحي بأنها “ملموسة” أو “مركوبة” من الجن، وموضة طرد الجن هذه، كانت قد “غزت” قنوات الإعلام المصري في أواخر التسعينات، وكان لها جُمهورها الذي رفع من عدد مُشاهدات القنوات!