كنت جالسا إلى جانب مجموعة من رجال الدين المسيحي العرب ونحن ننتظر الجلسة الختامية في الدورة الاخيرة لمنتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي انعقد في ابوظبي في شهر ديسمبر الماضي و الذي يراسه فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بية( وهو من كبار العلماء المسلمين في العصر الحديث من موريطانيا وقد اكمل دراسته الجامعية في تونس وتولى عديد الحقائب الوزارية في بلاده قبل ان يتفرغ للشان الاسلامي يثريه بعطائه العلمي الذي يتميز بالتنوير والترشيد).. دار بيني وبين رجال الدين المسيحي العرب وهم من الكاثوليك ولهم صلات قوية بالفاتيكان وكبار رجالاته، حديث قيمنا فيه تجارب الحوار والتعاون بين الطرفين الاسلامي والمسيحي ولم تختلف بيننا وجهات النظر في اغلب ما طرحناه فسجلنا مباركة للتمشي الواقعي والعقلاني الذي يسلكه كل من فضيلة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان حيث اتفقا على التوجه نحو المشترك الانساني بين الطرفين وهو مجال واسع للتعاون وهوما تدعو اليه تعاليم الدينين الاسلامي والمسيحي نشرا للامن والسلام والوئام وتصد لكل مايستهدف القيم السامية التي ينادي بها الدينان... وتذاكرنا في جهود بعض روادالتقارب الاسلامي المسيحي وهنا سالتهم عن الاب الكاردينال جون لويس توران مسؤؤل العلاقة مع المسلمين في الفاتيكان ( فقالوا لي البقية في حياتك لقد توفي قبل فترة قصيرة) فعزيتهم فيه وقلت لهم لقد عرفت هذا الرجل وتبادلنا التعبير عن الامال في نسج علاقة بين المسلمين والمسيحيين اساسها الاحترام المتبادل والتعاون في المشترك الانساني ولم يكن هذا التبادل للامال في شكل رسائل تبادلناها اوحديث دار بيننا في لقاء عابر فقد قمت بالرد على تهانيه للمسلمين بمناسبة احد اعياد الفطر التي كان يوجها باسم الفاتيكان للمسلمين وتنشرها وسائل الاعلام وكان يعبر بكل انصاف وتجرد عن تقديره واعجابه بالحضور البارز للدين في حياة المسلمين خصوصا في ممارسة الشعائر (اثناء اداءالصلوات الخمس جماعة والجمعة والعيدين بالخصوص وفي شهررمضان وعند اداء الحج الى مكةالمكرمة) و لمازار تونس في منتصف العشرية الاولى للالفية الثالثة حضرت لقاء نظم له في مدينة العلوم وتناول فيه الكلمة ومن جملة ماتمناه هوان تعامل الدول الاسلامية المسيحيين الذين يعيشون في بعض البلدان الاسلامية بالمثل فتمكنهم من اماكن لاداء شعائرهم مثلما هو الحال بالنسبة للمسلمين في العواصم الاوروبية حيث توجد مساجد يؤدي فيها المسلمون صلواتهم وفهمت مراده والى اي بلاد يشير'( المملكة العربية السعودية )وتناولت الكلمة وقلت ان هذا الطلب مشروع شريطة ان لا يقصد الكاردينال مكة والمدينة مايسمى بالحجاز ويطلق عليه تغليبا الجزيرة العربية فالحرمان الشريفان مكةالمكرمة والمدينة المنورة هما بالنسبة للمسلم حرمان لا يدخلهما المسلم إلا محرما متجردا من المخيط والمحيط وفي الحرم وفي حال الاحرام يحرم على المسلم الكثير مما هو مباح في سواهما والمطالبة بأماكن عبادة للمسيحيين هناك لااظن ان الكاردينال توران يقصده... فمثلما احترم المسلمون وقبلوا ان يشيد مسجد روما خارج مدينة روما بعيدا عن حضيرة الفاتيكان فان المسيحيين لااظنهم يطالبون باماكن للعبادة في الحرمين اما ان كانوا يطالبون باماكن يقيمون فيها شعائرهم في اطراف البلاد التي يعنيها ( المملكة العربية السعودية)هناك في الرياض والظهران وغيرهما مما سوى الحجاز حيث مكة والمدينة وهما ليستا اماكن اقامة ولاعمل لغيرالمسلمين فالمسالة يمكن النظر فيها (هذا الراي الذي ابديته تضمنته تغطية جريدة الصباح لهذا اللقاء في اليوم الموالي لذلك اللقاء) ارتاح الكاردينال توران لهذا الراي الذي ابديته ومرت السنوات، وقبل اشهر قليلة من وفاة الكاردينال توران تابعت بواسطة وسائل الاعلام والاتصال الزيارة التي قام بها الكاردينال توران الى المملكة العربية السعودية والجلسات التي عقدهها مع الجانب الاسلامي ممثلافي شخص االامين العام الحالي لرابطة العالم الاسلامي بمكةالمكرمة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الذي تشهد الرابطة تحت اشرافه نقلة نوعية في العمل والتحرك خصوصا في مجال ارساء علاقات تعاون بين الهيئات والقيادات الدينية الكبرى في اطار من الاحترام المتبادل قرات للكاردينال توران في تلك الزيارة للمملكة العربية السعودية تصريحات فيها اشادة وتنويه بمصداقية الجانب الاسلامي ممثلا في الرابطة وامينها العام ومالمسه لديه من رغبة صادقة في التعاون في كنف الاحترام في كل ماهو مشترك من القيم والاهداف النبيلة وقد امضيت في هذه الزيارة اتفاقيات تعاون لااخلها الااخذة طريقها للتنفيذ... فتحية الى الكاردينال توران الذي رحل الى دار البقاء بعد ان وضع لبنات في صرح التقارب والتعاون في مجال التاخي الانساني الذي انعقد مؤتمر ابوظبي في اوائل شهر فيفري تحت رئاسة كل من فضيلة شيخ الازهر وقداسة البابا للمضي فيه الى الامام لما فيه مصلحة الطرفين.