"النهضة في مصيدة تكتيكها؟؟؟ لم يخرج الموقف السياسي لحركة النهضة منذ السقوط الدراماتيكي لنظام الإخوان في مصر عن لازمة الخوف والارتياب في تحديد مضمون التحرك والمناورة السياسية ، عقدة الاستئصال وهاجس المتغيرات الإقليمية والدولية ظلت اشباحا مقلقة ضاغطة تحاول مداواتها برقية تميمتها الوحيدة أن العالم الحر لا يمكن أن يضحي بمخبر الانتقال الديمقراطي في تونس. هي اذا لا بد أن تكون الفائزة الأولى في كل الاستحقاقات الانتخابية القادمة ، من أجل ذلك اختارت ما بعد انتخابات الحكم المحلي مزهوة بنصرها تكتيك تشتيت المقابل الحزبي الماثل أمامها لتنفرد بصورة الحزب الوحيد المنظم والماسك بكل مفاتيح اللعبة السياسية في البلاد ، ترضى عمن تريد و تضعف من تشاء مستغلة ظروف المعركة المتفجرة بين قرطاج والقصبة لتلعب بإتقان على حبل التناقضات الناشئة ،سيدة للمقام توزع الأماني ، وتتصنع دور وسيط الحكمة و الصلح واضعة مقادير دقيقة للتوترات في معسكر المقابل السياسي قاعدتها السحرية : لا أحد يندثر ، يضعف الجميع لأبقى وحدي سيدة اللعبة ، أديرها بعد انتخابات 2019 بمن سأرضى عليه من الشتات الماثل أمامي . التكتيك فيه من الذكاء والغواية مقادير معقولة ، ولكم في آخر استبيان للرأي حول نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية القادمة الترجمة المثالية لهذا التوجه ، لكنه وياللمفارقة يفتح الباب واسعا وممكنا أمام الإقصاء الديمقراطي المشروع وعبر صناديق الاقتراع للنهضة من الحكم ،لإنه ولأول مرة يكتشف المتأمل لأرقام آخر سبر الآراء ان محصلة التكتيك النهضاوي هو خلق قوة سياسية جديدة قادرة هذه المرة وعلى عكس انتخابات 2014 ان تشكل حكومة وحدها بدون النهضة وبأغلبية مريحة ، الشتات هو القوة الجديدة ولن يصعب تجميعها بشرط التعالي على الخلافات الذاتية المتصاغرة .... أمام الشتات فرصة تاريخية لسلام شجعان لا تكلفة باهضة له، يستفيد منه الجميع وتستفيد منه تونس اولا واخيرا وتستفيد منه الديمقراطية التونسية التي لن يضيرها وجود كتلة وطنية وسطية دستورية موحدة في الحكم وكتلة إسلامية في المعارضة ...... تأملوا جيدا أرقام نوايا التصويت : نداء تونس مع تحيا تونس مع الحزب الحر الدستوري مع آفاق تونس مع مشروع تونس مع المبادرة = حكومة بأغلبية مريحة .... هذه المرة الفرصة تاريخية ويا للمفارقة، يمنحها دخول الشتات مشتتا للانتخابات على أن يكون عقد سلام الشجعان جاهزا من الآن ........"